الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فقد بدأتْ القوات السورية المدعومة بقوات إيرانية وعراقية ولبنانية من حزب الله وبسلاح روسى، منذ أسبوع، عملية التطهير العرقى فى الساحل السورى على البحر المتوسط الذى تسكن مدنه أغلبية سنية وأقلية علوية، فى حين يحيط بالمدن قرى سنية وأخرى علوية. وبدأت المذابح الإجرامية، التى تقف مذابح "دير ياسين" و"صبرا وشاتيلا" و"مذابح البوسنة" متواضعة بجوارها، لتحدث تغييرًا سكانيًّا على الأرض يمهِّد لتقسيم سوريا إلى عدة دويلات فى ظل سكوت دولى متواطئ، وصمت عربى مخزٍ، وغيبوبة فى الوعى فى العالم الإسلامي! فلو كلمتَ واحدًا عن هذه الجريمة التى يُباد فيها ذبحًا فى اليوم الواحد عدة مئات "عامتهم من النساء والأطفال"؛ وجدتَه لا يستوعب خطورة القضية إن لم يكن لا يعرف شيئًا عنها أصلاً؛ فالموقف الأصلى المُثمِّن للدور الروسى الذى يكاد يتفق معه على حسب التصريحات المنسوبة إلى رئيس الجمهورية فى زيارته لروسيا؛ يعتبر قربانًا هائلاً من أعظم دولة عربية ثقلاً وتأثيرًا! وهى لو وجدتْ الإرادة السياسية، لقادرة مع أخواتها العربيات على إيقاف هذه الجريمة. ونحن نعتذر إلى الله عن تقصيرنا، وندعو جميع الإخوة إلى الاجتهاد فى الدعاء لنصرة إخواننا المجاهدين فى سوريا؛ ولنصرة المستضعفين الذين لا حول لهم ولا قوة، فلا ذنب ولا جريرة إلا أنهم مسلمون على السنة، يُقتل رجالهم ونساؤهم وأطفالهم بأبشع صور القتل.. فاللهم أغثنا فى سوريا، اللهم أغثنا فى سوريا، اللهم أغثنا فى سوريا. ويشرع القنوت فى جميع الصلوات فى هذه النازلة. وندعو الرئيس "محمد مرسي" إلى تحمل مسئوليته فى الدفاع عن هؤلاء المستضعفين وإيقاف نزيف الدم، والضغط على النظام الإيرانى لوقف هذه المذابح، فما من مسلم يخذل مسلمًا فى موطن يحب فيه نصرته إلا خذله الله - عز وجل - فى موطن يحب فيه نصرته. ويستحيل أن يكون موقفنا السياسى من شعب يباد هو موقف الدولة التى تعين بسلاحها وخبرائها العسكريين والإستراتيجيين على إبادة هذا الشعب الذى انتفض على الطغاة الذين ساموه سوء العذاب طيلة عقود ماضية من الزمان. ودلائل خيانة هؤلاء الطغاة تمنع أدنى درجة من درجات التطبيع أو الدعوة إلى التفاوض مع مجرمى الحرب الذين باعوا البلاد بالأمس، وينفذون أبشع جريمة فى حق شعبنا المسلم فى سوريا اليوم. فلابد أن نخرج تمامًا عن الموقف السورى الروسى الإيراني، وننتظر من جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامى التدخل لوقف هذه المأساة، وليس منطقيًّا أن تصدر الجامعة العربية بيانًا تستنكر فيه الغارة الإسرائيلية التمثيلية التى تغطى على الجريمة التى ترتكبها القوات السورية، وتسكت سكوت الصم على مذابح التطهير العرقى الذى يمهد لتقسيم هذا البلد العربى المسلم! كما نطالب العالم الغربي، وعلى رأسه: الولاياتالمتحدة، التى كثيرًا ما تتكلم فى حقوق الإنسان وجرائم الحرب أن تطبِّق ما تعلنه بمبادئ فى الحفاظ على حقوق الإنسان، "فإن أهل سوريا فى تصنيف العالم ضمن بنى الإنسان". وندعو جميع المسلمين إلى إغاثة إخوانهم بكل ما يقدرون عليه من أموال وغذاء وسلاح وإعانات طبية، وغير ذلك من باب الإعانة. اللهم انصر المستضعفين من المسلمين فى سوريا، اللهم يا منزل الكتاب، مجرى السحاب، هازم الأحزاب، سريع الحساب، اهزم الكافرين والمنافقين والظالمين وزلزلهم، وانصرنا عليهم.