أثار إعلان الأنبا ماكسيموس رئيس أساقفة مجمع القديس أثناسيوس الرسولي تأييده لدعوة الرئيس مبارك بضرورة تحديث الخطاب الديني المسيحي الحالي قلقاً شديداً داخل الأوساط الكنيسة خصوصاً بعد تأكيده أن المعهد الذي يرأسه سيتعاقد مع أساتذة من جامعة الأزهر لتدريس الإسلام في قسم مقارنة الأديان بالمعهد – والذي يأتي ضمن مشروعه للتقارب مع الإصلاحيين ، حيث يقوم المعهد بإعداد دراسات علمية متخصصة عن التسامح الديني والحوار المسيحي - الإسلامي على مدى التاريخ، إسهاماً منه في محاولة تحديث الخطاب الديني للديانتين على السواء. و قال ماكسيموس في بيان له أن جهة سيادية تحدثت معه بشأن الدراسات التي أعدها المعهد حول نبذ الطائفية التي حملت اسم «حب القريب»، للاستفادة منها في تقليل الشحن الطائفي الذي تقوم به الكنيسة القبطية . و في السياق ذاته كشف مصدر مقرب من البابا شنودة – طلب عدم ذكر اسمه – أن الأخير أجري اتصالات مكثفة بشيخ الأزهر يحثه فيها علي عدم السماح للأساتذة الأزهر بالتدريس في معهد ماكسيموس في محاولة لإفشال مشروعه الإصلاحي في الحوار مع الإسلاميين . وأضاف المصدر : أن المحادثات الهاتفية بين شنودة وطنطاوي ركز فيها الجانب المسيحي على عمق العلاقة " الشخصية " بينه وبين شيخ الأزهر ، طالباً منه مساعدته في كبح جماح سفينة ماكسيموس الذي تتقدم يوماً بعد الآخر من خلال رؤى خاصة للمواطنة، موضحاً أن شيخ الأزهر وعده بتحري الأمر ومحاولة كشف الأساتذة الذي تعاقدوا مع ماكسيموس إكراماً لصداقته بالبابا شنودة . وكانت " المصريون " قد انفردت في ديسمبر الماضي بالكشف عن مبادرة الأنبا ماكسيموس للحوار مع التيارات الإسلامية عن طريق تنظيم لقاءات فردية مع قيادات التيارات الإسلامية والمسيحية بدأها بلقاء منفرد مع الشيخ أبو العزائم ثم استضافه على قناة " الراعي الصالح " ليتحدث عن تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة عن الإسلامية . ومن المقرر أن يتبع هذا اللقاء العديد من اللقاءات مع قيادات التيارات الفكرية الإسلامية يتم فيها الاتفاق علي مبادئ ومعالجات ، قبل اجتماع شامل معهم ، بهدف ضخ تيار ثقافي جديد في وسائل الإعلام ، علي شكل حركة شعبية " إفراز ثقافي توافقي جديد " نقدمه للدولة وكانت الإرهاصة الأولي لهذه المبادرة هي تنظيم " يوم القريب " الجمعة الأخيرة من شهر رمضان حيث يتم تنظيم إفطار عام للإخوة المسلمين لمد جسر محبة بين الديانتين ثم الصلاة للمسلمين والدعوة له بدوام السلام .