اليوم أصبح هناك عنوان جديد للسياسة العالمية تجاه ما يحدث في سوريا من جرائم ترتكبها العصابات الإجرامية الصفوية العلوية، ألا وهو سياسة الصمت المطبق، والصمم، والبكم تجاه كل ما يحدث في تلك الأرض المباركة، وليس أدل على ذلك من ردة الفعل تجاه المجزرة الدموية الوحشية المروعة التي ارتكبتها تلك العصابات المجرمة الخميس الماضي 2/5/2013 في قرية البيضا التابعة لمدينة بانياس والتي راح ضحيتها أكثر من 500 شخصًا بينهم نساء وأطفال قضوا من خلال القصف، وإطلاق الرصاص المباشر، والذبح بسلاح أبيض، وسحل واغتصاب للنساء قبل ذبحهن أمام محارمهن، والبعض تم حرقهم داخل منازلهم، والعدد مرشح للارتفاع بسبب وجود عشرات المفقودين من أبناء القرية والذين لم يعثر لهم على اثر للحين. الموقف الدولي والأمريكي والكيل بمكيالين استطاعت الولاياتالمتحدةالأمريكية الراعي الرسمي لكل الجرائم الإرهابية في العالم أن تفرض– سياسة الكيل بمكيالين - على مر عقود من الزمن، لا سيما فيما يخص القضايا العربية، واستطاعت أن تفرض تلك السياسة على المجتمع الدولي إما بطريقة مباشرة أم غير مباشرة من وراء الكواليس، فقد احتلت القوات الأمريكية الغازية بلاد الرافدين بحجة امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل، واحتلت أفغانستان بحجة الحرب على تنظيم القاعدة الإرهابي، وتستخدم الطائرات دون طيار فوق أي بقعة في العالم من أجل استهداف ما تسميهم بالإرهابيين، والآن نجدها تتردد طويلا، وتفكر كثيرًا، في مجرد تقديم العون لمن يطلبون الحرية والأمن والسلام، وصدق القائل: قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر *** وقتل شعب كامل مسألة فيها نظر فقد صرح وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل أن إدارة الرئيس باراك أوباما تعيد النظر في معارضتها لتسليح مقاتلي المعارضة السورية لكنها لم تتخذ بعد أي قرار. وردًا على سؤال في مؤتمر صحفي عما إذا كانت إدارة أوباما تعيد النظر في تسليح المعارضة قال هاجل "نعم"؛ وعندما سئل عن السبب رد قائلاً: ( أنت تنظر إلى الأمور وتعيد النظر في كل الخيارات، وهذا لا يعني أنك تفعل أو ستفعل، لأن أي تحرك ضد سوريا يجب أن يستند إلى دليل من نوعية جيدة جدا" تقبله المحكمة).
الفوضى الأمريكية في سوريا وذكرت صحيفة واشنطن بوست في عدد الخميس 2 مايو إن الفوضى التي تسببت بها سياسة الرئيس أوباما بشأن سوريا ما زالت تتزايد، وأن الفرصة لإنهاء الأزمة عبر التسوية السياسية ضئيلة وغير قابلة للتحقق، وترى الواشنطن بوست أن ما يجب على الإدارة الأميركية فعله هو ما كانت المعارضة السورية تطالب به دائمًا وهو فرض حظر طيران على أجزاء من سوريا أو إجراءات أخرى، مثل شن هجمات بالصواريخ أو بقاذفات الشبح، للقضاء على القوات الجوية السورية، وهو ما لن تفعله أمريكا على الإطلاق. إن المطلوب من المجتمع الدولي أمام هذه الجريمة النكراء ما هو أكبر من الإدانة، وأكبر من الموقف السياسي مهما كان شأن هذا الموقف، إن المطلوب فعل ثوري مكافئ للجريمة، وأن يثبت العالم الذي طالما تنادى بالحرية وحقوق الإنسان أنه لا يكيل بمكيالين، وأن دماء وأعراض الشعب السوري ليست بأرخص من دماء الشعب الليبي، وأن عصابة الأسد المجرمة ليست بأقل وحشية من عصابة القذافي الهالكة التي سارعوا بالتدخل لإزالتها والقضاء عليها دون تردد. حرب طائفية وجريمة ضد الإنسانية ولا شك أن ما قامت به العصابات الصفوية العلوية في (بانياس) و(البيضا) وغيرها من المدن السورية هي حرب طائفية مقيتة، وجريمة ضد الإنسانية، وخرق للقانون الدولي بكل معانيه، إنه فعل إرهابي وحشي يتطلب من كل قوى الخير في العالم أن تبادر لوضع حد له، وللأخذ على أيدي القتلة والمجرمين. إن العالم أجمع وعلى رأسهم العرب والمسلمين يتحملون مسئولية ما يجري الآن من تصفية طائفية دموية على الأرض السورية، إن الصمت المطبق، والصمم، والبكم، الذي أصاب العالم أجمع أمام هذه المجزرة الوحشية وغيرها من المجازر الدموية، يثبت للعالم أجمع أننا أمام هولوكوست جديد يرتكب في حق أبناء الشعب السوري في القرن الحادي والعشرين . وأتساءل كما يتساءل غيري: ما الجديد الذي نستطيع أن نضيفه على هذه الجريمة المنكرة؟! أندين؟! أم نشجب؟! أم نستنكر؟! لقد مللنا وملّ الشعب السوري، ومل الشعب البورمي، ومل الشعب المالي، وملت كل الشعوب المسلمة المضطهدة في العالم أجمع من الإدانة والشجب والاستنكار، بل لم يعد من الحكمة في شيء أن نتحدث عن وحشية القتلة، وطائفية الغزاة والمجرمين، ونحن صامتون لا نحرك ساكنًا ولا تتحرك الدماء في عروقنا،وحسبنا الله ونعم الوكيل. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]