في انتقاد لانخراط الكنيسة الأرثوذكسية بالسياسة باعتباره يتعارض مع دورها الروحي المنوطة به، أكد الأنبا ماكسيموس رئيس المجمع المقدس لكنائس القديس أثناسيوس الرسولي أن الإنجيل لا يسمح تحت أي بند للراعي "البطريرك" بالعمل بالسياسية أو الحكم، لأن ذلك يخرجه عن نطاق عمله الروحي، على ما جاء في تسجيل جديد تنفرد "المصريون" بنشره بعنوان تحت عنوان: "إلى أين يا كنيسة المسيح؟". واتهم ماكسيموس البعض بتوظيف الإنجيل لصالح أفكاره، ولا يعمل بما جاء فيه لأنه يوظف سلطانه "الروحي" على الشعب لصالح أفكاره لإثبات أنه الأقوى، محذرا من أن لهذا الأمر عواقبه الوخيمة، لأنه بتلك الطريقة سوف يدخل في صدام مباشر مع الدولة طمعاً في المشاركة في الحكم، وربما الطعن في الوصول لقمته، والمسيحية لا تسمح أبدًا بأن يصير الراعي سياسيًا وحاكمًا. واتهم الكنيسة ب "جرجرة" الأقباط إلى مواجهات سياسية لا علاقة لهم بها، وأضاف: على كل شخص أن يعبر عما يريده كما يريده، أما الراعي فهو "أب للجميع" الذين يمارسون أدوارهم كمواطنين، وبعبارة أخرى: "لقد جرجرت القيادة الكنيسة الشعب لمواجهات سياسية لا دخل لها بها، بعيدًا عما يحث عليه الإنجيل من أن مملكتنا في السماء". وحذر قيادات الكنيسة من عواقب الانخراط في النشاط السياسي ومحاولتها الزج بأتباعها في ذلك الصراع، وتابع: السياسة حقل مشهور عنها أنها "غير نقية" فلم تجرجرني لتوريط الخراف البريئة في أفعالك، إنك تريد أن تدخل معارك سياسية وتحتاجني "أي الشعب" معك لدعمك باعتباري ساترًا تحتمي خلفه وعندما يضرب الرصاص عليك لا تصاب، ووقتها ستظهر بمظهر العاجز، فهذا ليس سلوك الراعي الصالح الذي ينأى بنفسه عن دخول الخراف في لعبة الهلاك حتى لا ينطبق عليه القول " أسد علي وفي الحروب نعامة"!. وعارض ماكسيموس بشدة تدخل الراعي- البطريرك- في الأمور السياسية، معتبرا أن ذلك يعني امتهان حرية الأقباط في الاختيارات، ويعني التسلط، والسعي للمجد الشخصي والشهرة، وليس مصلحة الكنيسة التي تتلخص في اتحاد النفوس بالمسيح، فعندما قال المسيح: أعطوا مال قيصر لقيصر ومال الله لله ردًا على سؤال من اليهود: "هل يجوز أن نعطي جزية لقيصر أم لا" حسم هذا الأمر مبكرًا. واستدرك قائلا: علينا كأقباط أن نفهم الإنجيل بشكل صحيح وليس الفكر الذي تعلمناه من الكنيسة التي تريد تطبيقه على الإنجيل، حيث تطلق الفكرة وتبحث لها عن آيات تؤيدها، فيجب أن نقدم أنفسنا كورقة بيضاء يكتب فيها المسيح ما يريده، وإلا كان إيماننا شكليًا نردد كلام من الإنجيل وننفذ أفكار الناس ، فينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس "السلطة". وختم قائلاً: في الأصل تتلخص مهمة رجل الدين في أن يقود النفوس إلي الحياة بالمسيح، الاتحاد بالمسيح، ويضبط بيت الله دون أن يكون حاكما، أما المشورات التي يتقدم بها للرعية فهي تقال علي سبيل النصيحة وليست علي سبيل الأمر، فلابد أن يعطي الفرصة للجميع ليقرروا ماذا يريدون ، فالملك له الحكم، والراعي له الرعاية، فأنا كراعي أقود الكنيسة نعم إلي المسيح، ولكن عندما أسأل هل انتخب فلان أم غيره، فليس من حقي تأييد شخص علي حساب آخرين لأن ذلك يعني تأييد الرعية له قسرًا.