إن صح الخبر من أن وزارة الداخلية منعت رقص الفنانين والفنانات أمام دور العرض، حفاظًا على الأمن العام والتعميم على النقابات الثلاثة المعنية ب(التمثيل والسينما والموسيقى) بعدم عرض ما يخدش الحياء ويهيج الشباب، فقد أفلحت وصدقت، وأبرت، ولها منا - ومن كل ذي خلق قويم –الشكر، والشكر الجزيل أيضًا على هذا القرار الأصيل. وأميل إلى صحة الخبر، لأنه نشر على هيئة تقرير لصحيفة "القدس العربي" اللندنية عن طريق مندوبها في القاهرة حسام أبو طالب. وحسب التقرير فإن مديرية أمن القاهرة تطالب دور العرض بإبلاغ أي فنان أو فنانة أو أحد من الجمهور يمارس الرقص أمام دور العرض؛ للحفاظ على المظهر العام ومنعًا لتكرار الحوادث التي وقعت من قبل. والحوادث هنا المعني بها حوادث "التحرش الجنسي" التي أعقبت رقص بعضهم وبعضهن علانية في الشارع في صورة مزرية جدًا. ومن وحي هذا أقول: كنا نغض نظرنا حياءً وننكس رؤوسنا خجلًا عندما يذكر لنا بعض أشقائنا العرب -ونحن ضيوف عندهم- قصصًا وحكايات عن شارع الهرم وملاهي شارع الهرم ونساء الملاهي وراقصاته، والغانيات السادرات في الرذيلة. كان بعض البلهاء يرون- ولايزالون يرون- أن مصر هي شارع الهرم فقط، وأن مصر منتزه صيفي لإجازاتهم يفرغون كبتهم طوال العام في بضعة أيام أو أشهر لا هم لهم سوى الرقص والمجون والبحث عن اللهو وإن لم يكن بريئًا.. وهذا مفهوم "مصر أم الدنيا" عندهم. كنت أجلس أسترجع كلماتهم التي تطن في أذني، وأتخيل شارع الهرم الذي يحمل اسم الهرم ،الرمز والأثر والقيمة والتاريخ والحضارة والمجد، وكل ما تفخر به مصر والمصريون، إلى شارع الرقص والعري ونشر الرذيلة، أو قل شراء نشرها بدراهم معدودة؛ تساهم في تفكيك منظومة الأخلاق التي ورثها الناس من آبائهم و أجدادهم الأقدمين. الحالة نفسها كانت تنطبق من قبل على شارع محمد علي، وتلوث اسم الرجل الحكيم وباني نهضة مصر الحديثة محمد علي باشا، بشارع يحمل اسمه وتاريخه ويذكر الأجيال به وبأعماله النهضوية والتنموية إلى شارع يذكرك بالخنا والزنا والمراقص والملاهي وسفساف الأخلاق. وللأسف ينسى أكثر هؤلاء مصر الإسلامية العريقة مجيشة الجيوش لفتح إفريقيا والمشاركة أيضًا في فتح بلدان الدنيا ونشر نور الإسلام على أرجائها، مصر الأزهر الشريف، مصر العلم والثقافة وصالونات الأدب ومكتبات العلم، مصر العلماء والزهاد والأولياء والأصفياء، مصر التجارة والزراعة والصناعة، مصر الحلوة الصافية الرقيقة المضيافة، ولا يرون في مخيلتهم إلا هذا الفساد، وكان أولو الأمر عندنا في الأزمة الغابرة يشجعونهم على هذه النظرة من باب "التشجيع على السياحة"، والمزيد من كسب الدولارات التي لم تشفع في النهاية لمصر، ولا لحكام مصر ولا حتى لشعب مصر، وكأنه فعلًا ما أتى من حرام ذهب إلى مستنقع النسيان ومحق الله بركته وجعله "هباءً منثورًا". إن منع الرقص أمام دور العرض خطوة طيبة نأمل أن تتبعها خطوات أخرى أكثر شجاعة تحارب الرذيلة التي لا يرضاها أبناء الشعب بتياراته وأصنافه وفصائله، لأنه شعب كريم تربى على الفضيلة و"العيب والاختشا"، وهو يردد قول شاعره العملاق وأمير الشعر العربي أحمد شوقي ويتغنى به: صلاح أمرك للأخلاق مرجعه / فقوم النفس بالأخلاق تستقمِ ويخشى أن يندثر إذا اندثرت أخلاقه فيردد قوله: وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت / فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا ************************************* ◄◄كبسولات منوعة: ◄إبراهيم عيسى يكتب: متى يخلع مرسى قميصه؟ = لما تخلع أنت حمالاتك؟! ◄مرتضى منصور: "اللى هيكلمنى عن موقعة الجمل هديله بالجزمة" = ونعم في أخلاق كبار القوم. ◄معتز عبد الفتاح يطلق عدة نكات على "الزند" = أيوه سمعنا واشجينا يا دكتور معتز. ◄أردوغان: انسحاب الأكراد ينهي "عصرًا من الظلام". = رجل بكل ما تحمل الكلمة من معنى وباحث عن الحرية الحقيقية بجد الله يوفقك لكل خير. ◄ناجون من مجزرة الحويجة: قوات "سوات" انهالت علينا شتمًا مذهبيًا فضربًا.. ثم قتلًا. = هذا في كركوك العراقية؛ حتى تعلموا كيف تصنع المذهبيات والطائفيات بأصحابها وأهلها اللهم احفظنا من شرها . ◄إيران تشهد زواج 850 ألف فتاة بعمر ال 9 أعوام. = ولم يقولوا زواجًا مبكرًا ولا يحزنون وأمورهم ماشية تمام التمام خلونا في "مبكر مبكر".. إلى أن" تعنس" فتياتنا ويفوتهن القطار ثم القطار الذي بعده ثم القطار الذي بعد ما بعده، ثم "إيدك والقبر منها"؟؟! ◄◄كبسولات شعرية حكيمة ◄ واستشعر الحلم في كل الأمور ولا / تسرع ببادرةٍ يومًا إلى رجل وإن بُليت بشخص لا خلاق له / فكن كأنك لم تسمع ولم يقلِ ◄ كن ابن من شئت واكتسب أدبًا / يغنيك محموده عن النسبِ إن الفتى من قال ها أنا ذا /ليس الفتى من قال كان أبي ◄ وما شيء إذا فكرت فيه / بأذهبَ للمروءة والجمالِ من الكذب الذي لا خير فيه / وأبعد بالبهاء من الرجالِ ◄◄ آخر كبسولة ◄عميد البشرية يحتفل بعيد ميلاده ال (116). = هذا عميد البشرية الياباني "جيرومون كيمورا"، الذي يعتبر الإنسان الأكبر سنًا في العالم، لكن وبعد مائة وستة عشرة سنة، من العمر المديد، أو حتى بعد مائتين، إن مد الله في عمره، ماذا غير لقاء الله الذي لا مفر منه، ولا يمنع منه حرص ولا حذر ولا بروج مشيدة ولا قرى محصنة؟ فاللهم أطل أعمارنا في الخير واستخدمها في طاعتك، ولا تطل أعمارنا في الشر؛ حتى لا تحل علينا نقمتك، أحينا مادامت الحياة خيرًا لنا وأمتنا مادام الموت خيرًا لنا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا، وألهمنا ذكرك وشكرك وحسن عبادتك فيما بقي من أعمارنا.. قولوا: آمين. ◄ دمتم بحب [email protected]