أكد الدكتور محمد جمال حشمت، القيادي البارز بجماعة "الإخوان المسلمين"، أن الجماعة لن ترشح أحدا من قياداتها في الانتخابات الرئاسية القادمة، ولن يكون لها أي علاقة بهذه الانتخابات، إلا أنه لم يستبعد أن تدعم الجماعة مرشح الرئاسة في حال توافقه مع القوى السياسية والوطنية المصرية، في حدود الراغبين لانتخابات حرة، ورئيس يتوافق عليه الشعب المصري. في حين رأى خلال تصريحاته ل "المصريون"، أن الحديث عن الانتخابات البرلمانية القادمة "أمر سابق لأوانه"، رغم إشارته لنية الجماعة في الدفع بمرشحين في هذه الانتخابات، دون أن يحدد عددهم أو الكيفية التي سيتم خوض الانتخابات على أساسها، متوقعا إقامة ائتلافات وتحالفات فيما بين الإخوان والأحزاب السياسية أو ممثليه لقوى وطنية، مشددا على أن القضية قضية تحالفات وليست قضية اندماج، قائلا: "لا حد يلبس طاقية ده ولا حد يلبس برنيطة ده، إنما يكون التحالف في إطار من التنسيق". وقال حشمت إن النظام المصري برهن من خلال تعديلاته الأخيرة للدستور على عدم قبوله لاندماج الإسلاميين في الحياة السياسية أو نظام الحكم في مصر، مدللا على ذلك بأداء النظام الذي استمر أكثر من 30 عاما وتصريحاته تجاه الجماعة، ومنها ما قاله الرئيس مبارك إن الإخوان المسلمين خطر على الأمن القومي المصري، بالإضافة إلى قول الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية، إن الإخوان المسلمين أخطر على أمن مصر من إسرائيل، مدللا على أن هذا يدل على أن هناك اتفاقا برفض الإسلاميين. وأوضح حشمت أن رفض النظام للإسلاميين، ناجم عن فشله في أن يقدم نموذجا يرضي الشعب المصري، خاصة من حيث افتقاده للشرعية القانونية والدستورية والشعبية بسبب استهتاره بالقانون وعدم استقلال القضاء وتزويره لإرادة الشعب المصري الذي بدأ منذ ثورة يوليو، لافتا إلى أن رفض تعديل المادة 76 ليس بسبب خصومة النظام مع الإسلاميين فقط، وإنما مع الشعب المصري كله، خاصة وأنها محاولة للاستمرار في شكل دستوري، إلا أن الحقيقة تكمن في أن النظام يفتقد للشرعية الدستورية، على حد قوله. وحول مطالب التنظيم الدولي للجماعة بضرورة تقاربها مع النظام الحاكم، قال حشمت: "مفيش حاجة اسمها تقارب أو تباعد، ولكن نستطيع أن نمد أيدينا إذا قدم النظام عمل واحد يثبت أنه جدير بهذا الشعب ويخشى على مصلحته، خاصة وإن كل أفعاله تدور حول مصالح شخصية للنخبة، فإذا كانت حالة الإقصاء هي المستمرة فنحن نرفض هذا الإقصاء، وبالتالي لا نستطيع أن نمد أيدينا للنظام في هذه الحالة".