اتهم أنس الفقي وزير الإعلام قناة "الجزيرة" التي تحتكر بث مباريات بطولة كأس الأمم الإفريقية المقامة بأنجولا بأنها حاولت القيام ب "عملية تكسير عظام" ضد مصر، بعد رفضها التنازل عن المبلغ الذي طالبت به للسماح للتلفزيون المصري ببث المباريات وهو 5 ملايين جنيه بصرف النظر عن عدد المباريات التي يتم بثها. وكانت "الجزيرة" الرياضية قالت في ردها على الهجوم المصري إنها عرضت بيع بعض مباريات البطولة على اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، مقابل "مبلغ معقول" قياسًا إلى ما كلفها الحصول على حقوق نقل البطولة، وأشارت إلى أنها تلقت موافقة المهندس أسامة الشيخ، قبل أن يتراجع عن موافقته بدعوى عدم حصوله على التمويل اللازم، وقد تراجعت الفضائية القطرية عن تشفير مباريات المنتخب المصري وعرضتها على القناة المفتوحة. وقال الفقي إنه يوافق على طلبات مجلس الشعب بإذاعة مباريات كرة القدم، وإنه "نفسه" يرى المواطن يشاهد مباريات كرة القدم المحلية والإقليمية والعالمية على التلفزيون المصري، معتبرا أنه ليس من الذكاء على "مُسوّق" عربي أو دولي أن يخسر الجمهور المصري أكبر جمهور بالعالم. لكنه اعترف بصعوبة ذلك في ظل احتكار حقوق البث في المناسبات الرياضية المختلفة من جانب بعض الشركات والتلفزيونات، مضيفا: يجب أن نعلم أن الكرة لم تعد منتجا مجانيا وإذا كنا نتحملها على مستوى الدوري المصري فلا نتحملها على مستوى البطولات الإقليمية والدولية بسبب الزيادة الكبيرة في أسعار حقوق البث. في غضون ذلك، أكد وزير الإعلام أمام لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشعب أمس أنه لا يستطيع وقف الممارسات الخاطئة لبعض الفضائيات، كما أنه لا يستطيع توقيع عقوبات على مرتكبيها، مبديا رفضه لفرض رقابة على الفضائيات، وقال إنه يحتكم إلى ضمير الإعلاميين، والرقابة المجتمعية على الإعلام. وكشف في رده على طلبات إحاطة حول ما تبثه الفضائيات والتلفزيون المصري والمخالفات المالية داخل اتحاد الإذاعة والتلفزيون، أن "البعض- دون تسميتهم- يتمادى في الخطأ لأتصل به تليفونيا وأعاتبه وعندما يكشف تجاهلي يبادر بالاتصال بي ويسألني عن أسباب عدم اهتمامي به وأخبره بأنني كنت أعرف أنه ينتظر ذلك"، موضحا أن قانون البث الجديد هو تنظيمي فقط ولن يفرض أي قيود على الممارسة الإعلامية. ونفى وجود إسفاف أو بذخ أو إسراف باتحاد الإذاعة والتلفزيون، مشيرا إلى أنه لا يملك إلا الرفاهية، وقال إن ميزانية الإعلام المصري لا تتجاوز 1.1 مليار جنيه، وهذا المبلغ كما يقول لا يساوي نصف الميزانية السنوية لفضائية عربية، مؤكدا استمرار الزيادة في العجز المالي وارتفاع المديونيات والتي ذهبت أموالها لإقامة البنية التحتية ومدينة الإنتاج الإعلامي. وفي رده على النائب الإخواني أكرم الشاعر حول دعم الوزارة لمجلة الإذاعة والتلفزيون دون أي فائدة تعود على المواطن من ورائها، أكد وزير الإعلام أن المجلة ارتفع توزيعها إلى 25 ألف نسخة بعد كان 5 الألف نسخة، وقال إنها تضم 400 صحفي ولا يمكن الاستغناء عنهم أو تخفيض رواتبهم. وكانت المناقشات شهدت مشادة كلامية بين الوزير والنائب الإخواني محسن راضي، بعد أن طلب الأخير تنفيذ اللائحة الداخلية للمجلس التي تنص على ضرورة الاستماع للنواب أولا، وذلك فيما طلب الفقي الكلمة لنفسه ووجه حديثه لرئيس اللجنة أحمد أبو طالب قائلا "من حقي طلب الكلمة وأرجوكم ما تقوليش لائحة". وفي نهاية الاجتماع وقعت مشادة ثانية، عندما اتهم راضي نواب الأغلبية بمحاباة الوزير، ورد الفقي عليه بما معناه أنه ليس التدخل في ذلك، قائلا له: "وأنت بتتدخل بيننا ليه إحنا حزب الحكومة وحكومة الحزب مع بعض". كما دخل راضي في مواجهة مع النائب عبد المنعم سمك بعد اعتراض الأول على طلب الثاني بتطبيق وثيقة الشرف الإعلامي بعد انتشار البرامج التي قال إنها "تجرس خلق الله"، فما كان من النائب الإخواني إلا أنه توجه له قائلا: "أنتم جايين تكمموا الإعلام في مجلس الشعب"، وانفعل عليه نائب "الوطني" وذهب لمقعد، وكاد يحدث اشتباك بين النائبين لولا تدخل النائب سعد الجمال رئيس لجنة الشئون العربية بينهما.