اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن استهداف صاروخين لمدينة إيلات الإسرائيلية، إنما هو تأكيد لاستمرار تهديد المسلحين المتواجدين عبر الحدود الصحراوية. وأوضحت أنَّ هذا الهجوم بدلاً من أن يكون مصدرًا جديدًا للتوتر ما بين إسرائيل، ومصر في ظل حكم الرئيس الإسلامي محمد مرسي؛ إلا أن مسئولين إسرائيليين تحدثوا عن التعاون الوثيق بين البلدين في مواجهة ما اعتبروه مصلحة مشتركة. ونقلت عن عاموس جلعاد، المسئول بوزارة الدفاع الإسرائيلية، قوله لراديو إسرائيل: "هناك حوار مستمر وعميق مع المصريين.. فمصر تعتبر أي شكل من أشكال الإرهاب يهدد مصر، وهي حريصة على الالتزام بقوة باتفاقية السلام معًا"، مضيفًا: "أن هدف الهجوم الصاروخي هو إسقاط قتلى ونشر حالة من الذعر وتعقيد علاقاتنا مع مصر؛ إلا أننا سنبذل قصارى جهدنا للحيلولة دون ذلك". وقالت الصحيفة إنَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي كان متواجدًا في لندن أثناء وقوع الهجوم لحضور تشييع جنازة مارجريت تاتشر رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، تحدث مع موشيه يعلون وعقد مشاورات أمنية بشأن كيفية الرد على الهجوم وفقًا لبيان صادر عن مكتب نتنياهو . وذكرت أن مجلس شورى المجاهدين التي وقفتها بأنها "جماعة إسلامية متطرفة وغامضة" قالت إنَّ الهجوم الصاروخي الذي شنته على إيلات؛ إنما هو تضامن مع السجناء الفلسطينيين في سجون الاحتلال. كما طالبت الجماعة حركة "حماس"، التي تخضع "الضفة الغربية" لسيطرتها بالتوقف عن ملاحقة "المقاتلين المتطرفين" من الحركة السلفية وإطلاق سراح مَن في سجونها منهم. وأشارت إلى أنَّ "داني دانون نائب وزير الدفاع الإسرائيلي يري أنَّ إيران هي من وراء تسليح وتدريب المسلحين الإسلاميين المتواجدين بين قطاع غزة ومصر، ففي تصريحاته ل"راديو إسرائيل" قال إن "نفس القوات التي شنت الهجوم الصاروخي على إيلات تريد الإطاحة بالنظام الحالي في مصر.. فكل من مصر والأردن وإسرائيل تريد إيقاف تلك الجماعات المرتبطة بإيران وتنظيم القاعدة". وأضاف "أنَّ هناك تعاونًا؛ بل تعاون وثيق ما بين مصر وإسرائيل والأردن، فالجميع حريصون على مقاتلة تلك العناصر". وقالت الصحيفة إنَّ عددًا من الهجمات على الحدود قد أضافت المزيد من التعقيد للعلاقات المتوترة بالفعل بين مصر وإسرائيل بخاصة "الهجوم المخزى"، الذي وقع في أغسطس، حينما شن مسلحون النار على نقاط تفتيش الجيش المصري شمال سيناء، مما أسفر عن مقتل 16 جنديًّا، ثم فجروا شاحنة مليئة بالمتفجرات عند السياج الحدودي مع إسرائيل. وتابعت أن إسرائيل كانت قد حثت الرئيس مرسي على العمل على تضييق الخناق على أولئك المسلحين؛ إلا أنهم كانوا قلقين أيضاً من الحشد العسكري المصري في المنطقة والذي من الممكن أن ينتهك شروط معاهدة السلام بين البلدين. وأشارت إلى أن إيلات قد استهدفت بالصواريخ مرتين في السابق، في عام 2012، وعام 2010. وقالت إن الصاروخين اللذين استهدفا مدينة أم الرشراش المصرية المحتلة (إيلات) وقعا في مساحات مفتوحة، وبأن البطارية التي هي جزء من القبة الحديدية – نظام دفاعي إسرائيلي ضد الصواريخ – قد تعطلت. بينما اعتبرت مجلة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية، الهجوم الصاروخي الذي استهدف إيلات وأعلن مجلس شورى المجاهدين مسئوليته عنه؛ إنما يؤكد تصاعد التهديدات الأمنية في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل حالة من الفراغ الأمني الإقليمي. واتفقت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية معها في أن الهجوم الذي شنه مسلحون من جهة سيناء الذي استهدف إيلات رغم أنه لم يسفر عن أي خسائر أو ضحايا؛ إلا أنه يسلط الضوء على ما تزعمه إسرائيل بأنها تواجه فراغًا أمنيًّا إقليميًّا. ونقلت عن ميكي روزنفيلد، المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، قوله: "بأنه تم العثور على بقايا صاروخين من طرار جراد، وخبراء المفرقعات يبحثون عن المزيد". وأشارت إلى أن داني أهاف، من غرفة التجارة في إيلات، صرح للقناة الثانية الإسرائيلية بأنه سمع دوي انفجار خافت في الصباح تلاه انفجارات عالية الصوت، ولا تزال تسود حالة من الهدوء بين سكان إيلات، مضيفاً بأنه يأمل بألا يتسبب الهجوم في إبعاد الزائرين. وقالت إن وسائل الإعلام الإسرائيلية كانت قد ذكرت تقارير أيضاً تفيد بأن صواريخ قد استهدفت مدينة سياحية في ميناء العقبة، بالقرب من إيلات؛ إلا أن حسين المجالي وزير الداخلية الأردني نفى في تصريحات لوكالة "الأسوشيتد برس" الأمريكية وقوع أي هجوم صاروخي على الأردن. ونسبت الصحيفة إلى مسئول بارز في الاستخبارات العسكرية المصرية في سيناء قوله إن الجيش يجري تحقيقات حول الحادث، وقال إن المحققين يبحثون إمكانية إطلاق ضربات صاروخية من جهة جنوبسيناء، حول منطقة (طابا) السياحية الشهيرة على امتداد ساحل البحر الأحمر بالقرب من مناطق جبلية. وأوضحت أن إسرائيل زادت من مراقبتها على الحدو مع مصر خلال العامين الماضيين وقامت ببناء حاجزا بصول 150 ميلاً، لمنع تسلل المسلحين والأفارقة إليها، ونظرًا لتلك المخاوف نقل جيش الاحتلال بطارية من نظام الدفاعي الصاروخي الخاص به المعروف باسم القبة الحديدية إلى إيلات مطلع الشهر الجاري.