تراجعت مصر عن قرار للنائب العام بالقبض على 6 من أعضاء قافلة "شريان الحياة 3" والتحقيق معهم، بتهمة إثارة الشغب وإحداث تلفيات في ميناء العريش البحري، والاعتداء على رجال الشرطة المصريين. جاء ذلك بعد ضغوط من تركيا وبريطانيا وماليزيا، حيث ضمت قائمة المطلوب القبض عليهم بريطانيين، وهما: لي اريرك جينس، ونضال الحاج من أصل عربي، وتركيين هما: محمد صاريو جول وسانين كارابان، وماليزي واحد يدعى محمد إبراهيم، بالإضافة إلى كويتي يدعى حمد عدنان عبد الكريم. ونقل السفير التركي بالقاهرة، والسفارة البريطانية بالقاهرة تحذيرات إلى الخارجية المصرية من القبض على الناشطين الأتراك والبريطانيين عند عودتهم من غزة للتحقيق معهم من قبل أجهزة الأمن المصرية، وأكدا أن أي إجراء من هذا القبيل سيؤثر سلبا على العلاقات بين بلديهما ومصر في كافة النواحي الدبلوماسية والاقتصادية. واستجابت الخارجية المصرية للضغوط، وسلمت الأعضاء الستة الصادر بحق مذكرة التوقيف جوازات سفرهم التي كانت قد صادرتها منهم، وسمحت لكل أعضاء قافلة "شريان الحياة 3" أمس مطار القاهرة وعددهم 318 شخصا بالمغادرة على متن طائرة تركية إلى اسطنبول ضمت الأتراك والبريطانيين، في حين غادر الناشطان الماليزي والكويتي إلى كوالالمبور، وإلى الكويت على متن طائرة كويتية. وكان النائب البريطاني جورج جالاوي الذي رأس القافلة قد سبق أعضاء القافلة إلى المغادرة عائدا إلى لندن عن طريق مطار القاهرة يوم الجمعة، بعد أن أبلغته الخارجية المصرية بأنه شخص "غير مرغوب فيه"، وأن مصر لن تسمح له بدخول أراضيها لإثارته أعمال شغب عند مرافقته لقوافل المساعدات الدولية لقطاع غزة كما تقول الخارجية المصرية. وسبق احتجاز جالاوي في مطار القاهرة في نهاية مارس 2006 ومنع من دخول مصر لاتهامه بقيادة مظاهرة في لندن طالبت بالإطاحة بالرئيس حسني مبارك بسبب مواقفه من فلسطين والعراق. وأكد منظمو قافلة "شريان الحياة 3" في بيان الجمعة، أن السلطات المصرية "طردت" جالاوي من مصر بعد إجباره على الصعود إلى أحد الأتوبيسات على معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة ، ثم نقله إلى مطار القاهرة في حراسة 6 سيارات شرطة . وقال جالاوي عند وصوله إلى بريطانيا في تصريحات لتلفزيون "سكاي نيوز" إن نحو 25 شرطيا مصريا اقتادوه عنوة إلى مطار القاهرة مباشرة، وعند جلوسه بالطائرة المتجهة إلى لندن أتى ممثل الخارجية المصرية ليخبره ليقول انه أصبح "شخصا غير مرغوب فيه". وفي وقت سابق، دعت المنظمة الدولية الإنسانية في تركيا لمظاهرة حاشدة في تركيا أمام السفارة المصرية بأنقرة خلال هذا الأسبوع للتنديد بقرار النائب العام المصري احتجاز عدد من الأتراك والتحقيق معهم في اتهامات بإثارة الشغب، وكذا للتنديد بموقف الحكومة المصرية المتعنت ضد قوافل الإغاثة الإنسانية، وضد بناء الجدار الفولاذي المصري على حدود مصر مع غزة. من جانبه، أعلن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط أن مصر قررت منع أي قوافل مساعدات إنسانية لغزة من عبور أراضيها، وقال في تصريحات أدلى بها في واشنطن إن "مصر لن تسمح بأي نوع من القوافل بعبور أراضيها مجددا مهما يكن مصدرها أو نوعية القائمين عليها". وأضاف أن "أعضاء قافلة شريان الحياة ارتكبوا أفعال عدوانية بل إجرامية على أرض مصر، وان البعض شكك في جهد مصر المتواصل لنصرة الفلسطينيين وقضيتهم". وأعلن عن آلية لإيصال المعونات الإنسانية الدولية لقطاع غزة، تتلخص في تسليم المعونات الدولية للهلال الأحمر المصري بميناء العريش، الذي يتولى إيصالها إلى الهلال الأحمر الفلسطيني داخل قطاع غزة.