أثار مؤتمر شباب جماعة الإخوان المسلمين الذي عقد مساء الاثنين، حالة من الجدل حول نية الجماعة في تغيير سياساتها تجاه الشباب، فبينما اعتبرت قيادات الجماعة أنَّ المؤتمر يعكس تفتح الإخوان واستيعابهم لشبابها، ودعوا باقي القوى السياسية إلى سلك نفس النهج في التعامل مع الشباب، اعتبر خبراء أن هذه الخطوة لم تعكس نية حقيقية لتغيير النظرة إلى الشباب وأنه لم يتعدى كونه محاولة الالتفاف على المطالب الحقيقية للتغيير وتحسين صورتهم إعلاميًّا. وأكد أحمد عارف، المتحدث باسم جماعة الإخوان، أنَّ الجماعة بذلك المؤتمر ضربت مثلاً عمليًّا لكل القوى السياسية في كيفية استيعاب الشباب واحترام التنوع داخل أي كيان جماعي، مؤكداً أن مؤتمر الشباب تم تحت رعاية مكتب الإرشاد وبعلمه. وكشف "عارف" عن رفعه توصية إلى مكتب الإرشاد تطالب بتكرار مثل هذا المؤتمر على صعيد كل المحافظات بما يتيح للشباب الإخوان التعبير عن أنفسهم وتقديم آرائهم في الأحداث المختلفة، وتوضيح التنوع الفكري داخل الإخوان ونجاح العمل الجماعي داخلها من حيث احترام الجميع للقرارات على الرغم من ذلك التنوع، مشيرًا إلى أن مثل هذه المؤتمرات ستساهم في إحداث التوافق بين كل الفئات السياسية، والذي تعثرت القيادات في إحداثه حيث سيتضح لشباب القوى السياسية الأخرى إن الكثير من شباب الإخوان يفكرون بنفس طريقتهم ويتفقون معهم في كثير من النقاط وحتى الاختلاف يكون في إطار احترام الرأي الآخر ومن ثم يقضي تدريجيًّا على حالة الاستقطاب. ودعا المتحدث باسم جماعة الإخوان كل القوى والفصائل السياسية بسلك نفس النهج الذي اتبعته جماعة الإخوان وإتاحة الفرصة للشباب داخله للتعبير عن رأيه والتقدم بالمبادرات والرؤى المختلفة. ورأى أحمد بان، الباحث في تيار الإسلام السياسي، أن مؤتمر الشباب داخل جماعة الإخوان لا يعكس أي نية حقيقية لدى الجماعة لتغيير نظرتها إلى الشباب أو منحهم دور ما داخل الجماعة، وإنما كان محاولة من الجماعة للترويج لنفسها سياسيًّا والظهور بالمظهر الديمقراطي الذي يتيح فرصة التعبير والمشاركة لجميع طوائفه، متوقعًا أن يكون ذلك المؤتمر تم بالتخطيط من مكتب الإرشاد وأن كل ما أسيق فيه من توصيات أو مبادرات خرجه منه. وقال "بان" إنَّ المؤتمر كان محاولة للالتفاف على مطالب شباب الإخوان وللتبرؤ من اتهامات تهميشهم إعلاميًّا، مؤكدًا استمرار النهج الذي يعمل على إقصاء أى شخصيات متفتحة قد تشكل تهديدًا على الفكر النمطي داخل الجماعة، مستشهدًًا بإقصاء الجماعة لشبابها الذين شاركوا في التحضير لثورة 25 يناير. وأكد الباحث في تيار الإسلام السياسي أنَّ استمرار الجماعة في نفس النهج وعدم وجود نية حقيقية للتغيير داخلها ستؤدي في المستقبل القريب إلى انشقاق كل العقليات المستنيرة سواء من الشباب أو القيادات ليبقى فقط داخل الجماعة ذوي الفكر النمطي.