كشف مؤلف كتاب "العادلي والمشير أسرار ثورة 25 يناير" الكاتب الصحفي بلال الدوري، عن أن وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي رفض ثلاث مرات طلب المشير محمد حسين طنطاوي نزول الجيش لتأمين البلاد من يوم الثلاثاء 25 يناير حتى جمعة الغضب، مؤكدًا أن العلاقة بين "طنطاوي" و"العادلي" كانت "ندية بشدة"، كما أنَّ جمال مبارك كان مقتنعًا بأن نزول الجيش يعني انتهاء شرعية النظام. وأضاف الدوري، اليوم الأحد، في لقائه مع الإعلامية جيهان منصور خلال "برنامج صباحك يا مصر"، على قناة دريم، لعرض كتابه " العادلي والمشير أسرار ثورة 25 يناير"، أنَّ العادلي يوم جمعة الغضب اكتشف عدم قدرته على التأمين، فاتصل بمبارك وطلب نزول الجيش، وعندما وافق مبارك، اتصل العادلي بالمشير وكلفه بالنزول، الأمر الذي أغضبه، لأن التكليف يأتي من الرئيس. وأشار "الدوري" إلى أنَّ جمال مبارك أصر على عدم تولي الجيش تأمين المناطق السيادية، وأن توكل المهمة للحرس الجمهوري، لافتًا إلى أن جمال ضغط على مبارك للتراجع عن إقالة العادلي، فذهب الأخير لمكتبه وعقد اجتماعًا بمعسكرات الأمن المركزي بالدراسة، وقال إنَّ ما يحدث "ربع ثورة وثلاث أرباع انقلاب عسكري"، وهذه الجملة كانت السبب في إقالته. وقال "الدوري" إنَّ جمال عرض 17 حلاً لإخلاء ميدان التحرير تنفذها الداخلية قبل رحيل العادلي، بينها، هبوط أرضي بالميدان، أو رشه بالغازات السامة، أو فتح أبواب حديقة الحيوانات، أو إطلاق مرضي عقليين مسلحين على المتظاهرين، إلا أن المشير طنطاوي رفض اشتراك الجيش في كل هذه الخطط. وكشف "الدوري" عن أن الرئيس مبارك عرض على المشير طنطاوي يوم 29 يناير أن يأتي للقصر الجمهوري لأداء اليمين كنائب رئيس أو رئيس وزراء، لأنه كان يريد تسليم البلد للجيش، إلا أن المشير رفض الأمر، كما رفض تولي الفريق سامي عنان هذه المناصب، مضيفًا أن مبارك شكّل وزارة برئاسة رشيد محمد رشيد وطلب رأي السيد عمرو موسى، الذي رفض بشدة واقترح تولي الفريق أحمد شفيق رئاسة الوزارة. وقال "الدوري" إنَّ المشير طنطاوي ونائب الرئيس اللواء عمر سليمان كانا يحاولان إقناعه إن ما يحدث ثورة ويجب الاستجابة لمطالب الشعب، فكان يستجيب جزئيًا على بعض هذه المطالب، مشيرًا إلى أن العادلي وجمال مبارك كانا يحاولان دائمًا "حرق دم المشير" .