8.5 مليون مواطن مصابون بأمراض القلب و300 ألف طالب يحتاجون دعامة 330 ألف مريض يموت سنويًا بأمراض القلب.. و300 ألف يحتاجون قسطرة 330 ألف مريض في مصر يموتون سنويًا بأمراض القلب، حيث كشفت أحدث الدراسات أن 12.4% منهم اقل من 20 سنة، وأن 1.6 مليون مريض يدخل إلى نادي مرضى القلب في كل سنة، وأظهرت الإحصاءات أن 200 ألف من تلاميذ المدارس يعانون من الحمى الروماتيزمية التي تؤثر على قلوبهم، وأن 300 ألف مريض يجرون قسطرة سنويًا. "المصريون" حرصت على معرفة حجم المأساة على الطبيعة فقمنا بجولة ميدانية في معهد القلب بإمبابة الذي يستقبل سنويًا 350 ألف مريض، ويجري 900 قسطرة يوميًا أي ما يعادل 330 ألف قسطرة سنويًا. وعلى أبواب معهد القلب تعددت الحكايات التي توجع "القلب"، فبمجرد الدخول من الباب الجانبي الذي يصل إلى العيادات يقف العشرات بل المئات من مرضى القلب، ووسط الهرج والمرج والأصوات المرتفعة وقف الحاج إبراهيم الدريني من محافظة البحيرة والذي تخطى السبعين من عمرة متكئا على كتف حفيدة الشاب لينتظر دوره في قائمة الكشف. المؤسف أنك عند دخولك عنبر الكشف تجده غير مطابق للمواصفات الآدمية، وتجد حشودًا من الرجال والنساء، كما تجد مياه المجاري طافحة وتلاحق المرضى في كل مكان. عطيات عبد الوهاب سيدة مسنة تحمل طفلتها الصغيرة المصابة بأمراض القلب وتعاني من عيب خلقي متعدد، منها نقص في البطين الأيمن، كما تحتاج إلى وصلة شريانية، بالإضافة إلى أنها تعاني من التصاق صمامين في القلب، كانت الطفلة محجوزة في مستشفى أطفال مصر بالسيدة زينب، التي حولتها إلى معهد القلب لإجراء أشعة على القلب، ورغم أن مستشفى أطفال مصر أكدت على ضرورة إجراء الأشعة خلال أسبوع، حتى يمكنها إجراء عملية في نفس الأسبوع، إلا أن أطباء المعهد أخبروها بأن جهاز الأشعة به عطل، ويجب عليها الانتظار حتى شهر يونيو القادم. وأثناء حديثنا مع الحاجة عطيات سادت حالة من الهرج في طابور السيدات، بعد سقوط عجوز علي الأرض المبتلة بمياه الصرف الصحي بعد أن أعياها طول الانتظار، وتدعى زينب سيف الدين سيد، سيدة بسيطة تبلغ من العمر 60 عامًا، وهي مثل كثير من السيدات المصريات التي تعاني من السكر والضغط والقلب معًا بسبب هموم الفقر والجوع والتلوث. المشكلة الحقيقية التي تواجه زينب إنها تعاني من ورم في جنبيها وتحت صدرها منذ ثلاث سنوات ولا تعلم سببه، رغم أنها زارت بعض الأطباء الذين أعلنوا أنهم لا يعلمون سبب الورم، وعندما وجدها ابنها تعاني من الألم أخذها إلى معهد الأورام بالسلام، والذي طالبها بإجراء تحاليل قيمتها 1700 جنيه، ولكنها لا تمتلك هذا المبلغ الضخم في وجهة نظرها، مؤكدة أن زوجها متوفى، وأنه ليس له معاش يمكنها أن تنفق منه على نفسها، لأنه كان مجرد قهوجي، وقالت إن ابنها الوحيد لا يمكنه مساعدتها أكثر من ذلك، خاصة وهو يعاني من ورم في الرئة ويحتاج إلى إجراء جراحة قيمتها 25 ألف جنيه. مصطفى يوسف مصطفى يبلغ من العمر عشر سنوات، يحتاج إلى إجراء جراحة تسليك صمام، منذ أكثر من عام ونصف العام ولكن البيروقراطية الحكومية تحول دون إنقاذ حياة هذا الطفل البريء. ومن جانبه قال الدكتور هشام أبو العينين - أستاذ أمراض القلب بطب جامعة بنها- إن 96% من مرضى القلب في مصر يتم علاجهم بطريقة خاطئة، مضيفًا أن عدد مرضى القلب في مصر يبلغ نحو 8.5 مليون مريض أي نحو 10% من السكان ومن جهته أجرى الدكتور محمد صبحي - أستاذ أمراض القلب بجامعة الإسكندرية ورئيس الجمعية المصرية لأمراض القلب- أول دراسة عالمية من نوعها على مرضى القلب شملت نحو 11 ألفًا و731 مريضًا في 19 دولة من بينها مصر، مشيرًا إلى أنها تمت داخل مصر في 53 مركزًا طبيًا من بينهم عشرة مستشفيات جامعية وعشرة مستشفيات تابعة لوزارة الصحة والتأمين الصحي وشملت نحو 1759 مريضًا من مرضى الشرايين التاجية الحادة التي تشمل الذبحة الصدرية غير المستقرة وجلطة القلب. وأوضح أن هذه الدراسة تمت بالتعاون مع وزارة الصحة بالنسبة لمصر، وهي أول دراسة عالمية واسعة النطاق تجرى على مرضى الشرايين التاجية الحادة في دول نامية بهدف تحديد شرائح الخطر ونتائج وأساليب علاج المرضى خاصة في الجلطات الصدرية غير المستقرة وجلطات القلب بأنواعها. وقال إن الدراسة أظهرت حسن اتباع الأطباء المصريين للضوابط والإرشادات المتعارف بها عالميا في إنقاذ حالات مرضى الذبحة الصدرية والشرايين وجلطات القلب، حيث يقومون باستخدام العقاقير المذيبة للجلطات لنحو 92 % من المرضى وعقاقير أخرى مماثلة لنحو 98% من المرضى في الحالات التي يتم تشخيصها تشخيصًا صحيحًا، موضحًا أن 60 % من المرضى لم يستخدموا العقاقير المذيبة أو الأساليب التداخلية في الساعات الأولى من حدوث الجلطة، وذلك في الحالات التي لا يتم تشخيصها بالطرق السليمة، مما يعرض هؤلاء المرضى للخطر ولحدوث مضاعفات كبيرة. في حين قال الدكتور هشام أبو العينين - أستاذ أمراض القلب بطب جامعة بنها- إن 25% من البالغين في مصر مصابون بارتفاع ضغط الدم، وأن 4% فقط منهم يعالجون بالطريقة الصحيحة أي أن 96% لا يحصلون على العلاج الصحيح، كاشفًا عن مشروع قومي يناقشه التأمين الصحي لتنفيذه في بعض الأحياء في مصر لوجود علاج سريع في سيارات الإسعاف لعلاج جلطات القلب، من خلال اللاسلكي يستطيع طيب سيارة الإسعاف معرفة المستشفيات المستعدة لاستقبال المريض، لافتًا إلى أن تكلفة عملية توسيع الشريان تتراوح ما بين 15-25 ألف جنيه. أما الدكتور محسن إبراهيم - أستاذ القلب بجامعة القاهرة ورئيس الجمعية المصرية لارتفاع ضغط الدم- فأكد أن 80% من أمراض القلب يمكن منعها خاصة أمراض الشرايين التاجية الصغيرة التي تغذي عضلة القلب، حيث إن ضيقها وانسدادها هو المسئول عن الأزمات القلبية والذبحة الصدرية والانسداد الحاد والوفاة الفجائية، مبينًا أن هناك زيادة مطردة في أعداد مرضى الشرايين التاجية وإنها ستصبح المسبب الأول للإعاقة في العالم بحلول عام 2020. أما الدكتور إيهاب داود - استشاري القلب والباطنة ومخترع أول قلب متكامل صناعي يحاكي متكامل - فقد أكد أن العالم به أكثر من 500 ألف مريض في حاجة إلى قلوب بديلة، وللأسف لا يتم توفير سوى 3 آلاف قلب فقط، وهذا الرقم لا يشمل مصر، خاصة أن مصر إحدى الدول القليلة التي ليس لديها إحصاء بعدد مرضي القلب الذين يحتاجون إلى قلوب صناعية. وأشار إلى أن الجهاز الجديد سيمثل إنجازًا مهمًا في علاج حالات هبوط عضلة القلب، نظرًا لما تقدمه الحلول العلاجية المتوافرة حاليًا من نسب نجاح ضئيلة مقارنة بمشاكلها كتلك المتعلقة بصعوبة الحصول على قلب بشري بديل بجانب أهمية الوقت الحرج بين لحظة التبرع ونقل القلب وحفظه حتى وقت زرعه. وأكد الدكتور داوود أنه على مدى 30 عامًا حاول العالم التوصل إلى قلوب صناعية، ولكنها فشلت، وأنه بالمقارنة بالأجهزة البديلة لعلاج هبوط عضلة القلب فتكمن مشكلتها في أنها أجهزة وقتية لا تزيد مدة استعمالها على3 سنوات، فضلًا عن تعرض مستخدمها للإصابة بالالتهابات والعدوى لوجود توصيلات وكابلات خارج الجسم، وقد يتطلب الجهاز مساحة كبيرة لتركيبه داخل تجويف الصدر. ومن جانبه كشف الدكتور عادل البنا - مدير معهد القلب- أن "مرضى القلب في زيادة مستمرة عند المصريين، حيث يتزايد عددهم سنويًا بمقدار مليون و600 ألف مريض سنويًا، يحتاجون جميعًا إلى علاج وخدمة سريعة وكفاءة عالية من أجل إنقاذ ما نستطيع إنقاذه، إلا أن تحقيق هذا يحتاج إمكانيات تفوق إمكانيات أي دولة، مطالبًا بضرورة وجود مشاركة مجتمعية من المجتمع المدني حتى يحصل المواطن المصري على أفضل خدمة طبية ممكنة، لافتًا إلى أن معهد القلب يسعى إلى تقديم الخدمة للمريض على أكمل وجه خاصة غير القادرين، في ظل زيادة أعداد المرضى، والتي تصل إلى 260 مريض، يعاني 160 منهم على الأقل من أزمات قلبية ويحتاجون إلى سرعة العلاج، وطبيب كفء، ومكان للعلاج، لسرعة إنقاذهم، خاصة أن نسبة الوفاة عند الإصابة بأزمة قلبية تصل إلى 25%. وأضاف البنا أنه رغم الخدمات الطبية الجيدة التي يقدمها المعهد إلا أنه هناك العديد من المشكلات التي تواجهنا، حيث يعاني من نقص في أسرة قسم الاستقبال، ونقص في أعداد الأطباء والممرضات في قسم الاستقبال لحين تدارك الأمر وتوزيع الأطباء الموجودين للعمل بنظام المناوبة للتحايل على الأزمة. شاهد الفيديو: