إهتمت الإعلام الأمريكي بشكل كبير بالمواجهة الدبلوماسية بين الرئاسة المصرية والسفارة الأمريكية على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر"، بسبب تغريدة على صفحة الأخيرة حملت رابطاً لبرنامج أمريكي ساخر يهاجم الرئيس مرسي على خلفية التحقيق مع مقدم البرامج الشهير، باسم يوسف. حيث ترى شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية أن الواقعة تثير عدداً من التساؤلات حول إدارة حساب السفارة الأمريكية على "تويتر" والذي يخرج أحيانا عن المعتاد، وأيضاً حول ما إذا كان المسئولون الأمريكيون قد تعرضوا لضغوط غير ملائمة من جانب الحكومة المصرية. وأشارت إلى أن الصحفيين أمطروا المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ، فيكتوريا نولاند، بأسئلة حول الواقعة يوم الأربعاء، وخاصة بعد قيام السفارة الأمريكيةبالقاهرة بإغلاق صفحتها على موقع "تويتر". وأوضحت نولاند أن السفارة ما كان ينبغي لها أن تغلق صفحتها على "تويتر" نظراً لأن ذلك لا يتماشى مع سياسة الوزراة، مشيرة إلى أن الخارجية الأمريكية أصدرت تعليمات للسفارة في القاهرة بإعادة تفعيل صفحتها على موقع "تويتر" مرة أخرى. ولفتت نولاند إلى أن الخارجية الأمريكية وقيادة السفارة في القاهرة كان لديهما مخاوف حول قرار وضع رابط حلقة البرنامج الذي يقدمه الإعلامي الأمريكي الساخر، جون ستيورات، في تغريدة على "تويتر" في المقام الأول. وقالت نولاند: "أعتقد أنهم توصلوا إلى أن قرار التغريد أساسا لا يتفق مع إدارة النشر الخاصة بالموقع". وترى "فوكس" أن الواقعة وضعت الخارجية الأمريكية في موقف صعب خاصة أنها تأتي بعد يوم واحد من إدانة الخارجية الأمريكية للتحقيق مع باسم يوسف معتبرة أنه نوع من "الخنق" لحرية التعبير. غير أن نولاند أكدت أن الخارجية الأمريكية متمسكة بموقفها الناقد لسياسات الرئيس محمد مرسي، مشيرة إلى أنه فيما يتعلق بواقعة "تويتر" فإن السفارة الأمريكيةبالقاهرة "تراجع إجراءاتها". أما صحيفة الواشنطن بوست فأعربت عن إستيائها من تصرف السفارة الأمريكية الذي قالت بأنه أشعل حرب غير معتاده على "تويتر" بين السفارة الأمريكية ومكتب الرئيس المصري. وتحت عنوان "أوقفوا التغريدات: رئيس مصر لا يجد جون ستيوارت مضحكاً"، قالت الصحفية أن الرئيس مرسي لم يستمتع بمشاهدة جون ستيوارت، وأضافت: "ملاحظة للدبلوماسيين الأمريكيين: جون سيتوارت لا يترجم بشكل جيد". وأشارت الصحيفة إلى أن المشاحنة بين السفارة الأمريكية والرئاسة المصرية على "تويتر" كان مثيرة للضحك إلى حد كبير، غير أنها تعكس أيضاً الإنقسام الكبير بين إدارة الرئيس أوباما وحليف عربي كان يعد الدعامة الأساسية للسياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط لثلاثة عقود. من جانبها وصفت صحيفة النيويورك تايمز قيام السفارة الأمريكية بإزالة التغريدة المتعلقة ببرنامج جون ستيورات عن صفحتها على "تويتر" بأنها "محاولة متأخرة" لإحتواء الموقف والسيطرة على الضرر. وقالت أن الدعاية الواضحة التي قامت بها السفارة الأمريكية لبرنامج جون ستيوارت أثارت ردود فعل غاضبة من حسابي الرئاسة المصرية وجماعة الإخوان المسلمين على موقع "تويتر". ونقلت الصحيفة عن مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن قرار إغلاق حساب السفارة على "تويتر" إتخذته السفيرة الأمريكيةبالقاهرة بشكل فردي دون التشاور مع رؤسائها في واشنطن. وكانت الفورين بوليسي قد نقلت عن مسؤول أمريكي - لم تسمه - أن الخارجية الأمريكية ضغطت على السفيرة للتراجع عن قرارها، خوفاً من أن يبدو الأمر وكأن الولاياتالمتحدة رضخت لضغوط على شكبة الإنترنت.