رأت صحيفة "هافنجتون بوست" الأمريكية أن الوقت الراهن هو الأنسب للوقوف في وجه الزعيم الشاب الكوري الشمالي "كيم يونج أون". ولفتت -في تعليق بثته على موقعها الإلكتروني الأربعاء- إلى قرب انتهاء المناورات العسكرية المشتركة بين الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية، مشيرة إلى تواجد اثنتين من سفن "إيجيس" الحربية -ذات القدرات الدفاعية العالية ضد الصواريخ الباليستية- قبالة السواحل. كما رصدت الصحيفة سببا آخر يجعل هذا التوقيت هو الأنسب للولايات المتحدة وحلفائها للمواجهة، وهو انسحاب كوريا الشمالية من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، بالإضافة إلى قيامها بطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومخالفتها قرارات الأممالمتحدة الخاصة بعمليات اختبار صواريخ وإنتاج أسلحة نووية بدائية على الأقل. وحاولت "هافنجتون بوست" الربط بين كوريا الشمالية وإيران بالقول إن أمريكا وحلفاءها يواجهون تحديا بنكهة الأسلحة النووية في كل من كوريا الشمالية وإيران، ورأت أن كوريا الشمالية هي المشكلة الأهم في الوقت الراهن وأنها ذات الفتيل الأكثر قصرا، مقارنة بالمشكلة الإيرانية الأطول أمدا بينما فتيلها أكثر وهجا في منطقة أشد اضطرابا. ورجحت الصحيفة الأمريكية أن تؤثر نتيجة الأزمة الكورية الراهنة بشكل حاسم في حل معضلة إيران التي تشترك مع كوريا الشمالية في العديد من الأشياء كالانسحاب من معاهدة عدم الانتشار وطرد مفتشي الوكالة الذرية ومخالفة القرارات الأممية. وتساءلت الصحيفة عن الرسالة التي قد تفهمها إيران إذا استأنفت كوريا الشمالية السير على منوالها دونما عقاب، مؤكدة أن إيران تتابع عن كثب تطورات الأحداث على الصعيد الكوري وأنه لو أفلتت بيونج يانج دونما رد على هذه الاستفزازات فإن طهران سترسم ولا شك استنتاجات -صحيحة أو خاطئة- حول مدى الثبات الأمريكي. وعليه، ترى "هافنجتون بوست" بوجوب مواجهة كوريا الشمالية وتفكيك أنظمتها النووية والصاروخية، قائلة يجب أن يكون ذلك واضحا للزعيم الشاب "كيم يونج أون" من جهة، ولإيران من جهة أخرى حتى لا تسير على نفس الطريق الذي سارت عليه كوريا الشمالية، لاسيما وأنه ليس ثمة من يريد خطرا ذا فتيل قصير بمنطقة الخليج الفارسي، بحسب الصحيفة. ورأت الصحيفة أن زعيم كوريا الشمالية الشاب "كيم يونج أون" يسير على خطى أبيه "كيم يونج إيل" في اختلاق الأزمات التي تتطلب بدورها حلا دبلوماسيا من الأممالمتحدة التي قد تلجأ إلى فرض عقوبات غير فاعلة دونما رد حقيقي. ولكن الزمن تغير والسلاح النووي ومنظومات الصواريخ التي كانت بدائية في زمن الأب قد أصبحت اليوم متطورة، بحسب الصحيفة التي لفتت إلى ارتفاع النبرة العدائية عند الزعيم الشاب على نحو متطرف، راصدة نطقه بأكثر الكلمات التهابا في سيناريو هذه المأساة الطويلة عندما هدد بشن هجمات بصواريخ تحمل رؤوسا نووية على كل من أمريكا وكوريا الجنوبية واليابان، إضافة إلى إعلانه انتهاء مدة الهدنة المبرمة عام 1953. وأشارت "هافنجتون بوست" إلى اتخاذه خطوات ملموسة على هذا الطريق، من بينها إعادة افتتاح مجمع "يونجبيون" النووي، وقطع خطي الاتصال العسكريين الساخنين بين الكوريتين، بالإضافة إلى منعه مدراء تابعين لكوريا الجنوبية من دخول مجمع "كايسونج" الصناعي القائم على الحدود، متوقعة أن تشهد الأيام المقبلة اختبارا نوويا جديدا أو إطلاق صاروخ جديد. ونوهت الصحيفة إلى الأصوات الداعية لإجراء محادثات بين كوريا الشمالية من جانب والولاياتالمتحدة وحلفائها من جانب آخر، قائلة إنه من الخطأ الكبير أن ترد واشنطن على السلوكيات الخطيرة التي تأتيها بيونج يانج بالمحادثات أو التنازلات، لا سيما في ظل تصميم الرئيس الكوري الجنوبي على عدم تفويت استفزاز الجارة الشمالية دونما رد.