كشفت صحيفة " يو إس إيه تودي " – الأمريكية – عن أنه علي الرغم من تراجع شعبية جماعة الإخوان المسلمين في صعيد مصر الذي كانت تحظي بتأييد معظم سكانه؛ نظراً لتردي الأوضاع الاقتصادية، وسوء إدارة البلاد ؛ واعتراف المتحدث باسم الجماعة في أسوان بتراجع شعبيتها إلا أنه أكد علي احتمال فوزها في الانتخابات البرلمانية القادمة ، لعجز المعارضة عن التوحد وراء قائد واحد وتشتت روؤيتها السياسية . وقالت إن المئات من سكان مدينة أسوان يرثون حال الأمة التي أصابها الشلل . فالاقتصاد بات علي حافة الإنهيار ، ومعدلات البطالة في ازدياد ، وتعم الاضطرابات الشوارع ، والأمن غائب إلي حدٍ كبير . وكشفت عن أن الكثيرين قد أصيبوا "بخيبة الأمل" ؛ جراء فشل الإخوان في تنفيذ اصلاحات سياسية ملموسة بما فيها تعزيز الحالة الأمنية . فبدلاً من ذلك سعت الحكومة لتبني سياسات نظام مبارك القمعية . إلا أن آخرين يقولون أن الحكم علي الإخوان الآن بعيدا عن الانصاف. ونقلت عن محمود الكومي – مرشد سياحي – قوله :" جماعة الإخوان المسلمين لم تفعل شيئا منذ أن وصلت إلي سُدة الحكم ... والأمور تزداد سوءاً ." " لا أحد يفهم ماذا يريد مرسي الآن " قال الحاج رمضان – مالك أحد البازرات ممن صوتوا لصالح مرسي في انتخابات الرئاسة العام الماضي إلا أنه بات يتسأل الآن عن نوايا الرئيس الإخواني " إنه يعيد ويزيد فيما يقوله مراراً ويكثر من وعوده للشعب إلا أنه لا يفي بها ." ونقلت عن مدحت جمال البالغ من العمر 42 عاماً ، والذي يعد جزءاً من المجتمع النوبي قوله :" هناك الاضرابات العمالية ، والصراعات ، لذا فليس أمامهم فرصة لتحقيق أي اصلاحات " جمال لايزال مثله مثل غيره هنا ، لم يقرر بعد من سيصوت له في الانتخابات البرلمانية المقبلة ، المقرر عقدها في أخر الشهر الجاري بعد أن تم تأجيلها . وقالت إن محمد عبد الفتاح كرار – مدير مقر حزب الحرية والعدالة في أسوان قد أعترف بأن شعبية الجماعة ربما في تراجع . وقال أن كذب وسائل الاعلام هو وراء ذلك التراجع فكل يوم تؤثر علي الرأي العام ، وتجعلهم يتراجعون عن تأييد الجماعة . الكرار ألقي باللوم أيضاً علي الاضرابات العمالية لتسببها في تراجع معدلات الانتاج وقال إن البعض ربما أصيبوا بخيبة الأمل لأنه كانت لديهم توقعات عالية للغاية كانوا يتوقعون تحقيقها بعد قيام الثورة . وأكد كرار علي أن تراجع شعبية الإخوان علي الساحة لا يعني أن الجماعة لن تحقق معدلات مرتفعة في الانتخابات البرلمانية – خاصة – نظرا لقدرة الجماعة علي تنسيق حملاتها بفضل رجالها المخلصين . واعتمادا علي التفاعل الاجتماعي مع المواطنيين من خلال العمل الخيري ، من المرجح أن يحظي حزب الحرية والعدالة بنسبة 40% من الأصوات في الانتخابات البرلمانية المقبلة . وتابع أنه علي الأقل – حتي الآن - هناك افتقار للمنافسة أمام حزب الجماعة . فالمعارضة العلمانية الليبرالية عاجزة عن التوحد خلف قائد واحد أو رأي واحد ، لذا فإن مؤيديها ربما يشتتون أصواتهم بين المرشحين الكثر . كما أن السلفيين – الذين يتبنون رؤي إسلامية متشددة للغاية – تمثل ما يقرب من أغلبية السكان . وحتي مع ذلك ، ربما قد يكون أمامهم فرصة للفوز نظرا لأن البعض يقولون بأنه لا يعنيهم لمن تكون الهيمنة علي المشهد السياسي مادامت أوضاعهم المعيشية تتحسن . واستشهدت بقول أحد سكان أسوان :" لا يهم من الذي يحكم البلاد سواء الإخوان المسلمين أو غيرهم ... لكن المهم هو كفاءتهم في إدارة شؤون البلاد ، عبر تتطوير البلاد ، وتوفير فرص العمل للشباب ." وأشارت إلي أن حزب " الحرية والعدالة " الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين – كان قد هيمن علي 47 % من مقاعد أول برلمان منتخب بعد الثورة . كما فاز الرئيس محمد مرسي والذي كان يرأس الجناح السياسي للجماعة في سباق الرئاسة في يونيو الماضي. وكشفت عن أن نسبة شعبية مرسي التي كانت تبلغ 79 % في سبتمر ، قد انخفضت إلي 49 % وفقاً لاستطلاع للرأي أجراه المركز المصري لبحوث الرأي العام ( بصيرة ) . وتابعت أن الإخوان قد هزموا في انتخابات اتحاد الطلاب في الجامعات أمام منافيسيهم المستقلين ، والليبراليين . ورأت أن هذا يعطينا مؤشراً إلي أي مدي قد تغير الموقف علي أرض الواقع – كيف أن شعبية الإخوان المسلمين قد انخفضت بشكل كبير خلال الشهرين الماضيين " بحسب ما قالته خلود صابر – نائب مدير مؤسسة حرية الفكر والتعبير – التي تتابع عن كثب الانتخابات الطلابية . ويذكر المحللون والشارع المصري أسبابا عديدة لما يبدو أنه تراجعا لشعبية الإخوان ، شملها الاقتصاد المتدهور ، الذي يؤثر علي جميع قطاعات الدولة بيما فيها صعيد مصر ، حيث يحظي الإخوان بشعبية كبيرة هناك بصورة تقليدية . وقالت إنه منذ اندلاع الربيع العربي ، تشهد الدولة انخفاضا حاداً في قطاع الاستثمار بسبب مناخ عدم الاستقرار . وانخفض احتياطي البلاد من العملة الأجنبية من 36 مليار دولار إلي 13 مليار دولار خلال العامين الماضيين . كما استمرت قيمة الجنية المصري في الانخفاض في مقابل قيمة الدولار الأمريكي . وتواجه البلاد أزمة في الوقود . كما تراجعت صناعة السياحة ، كما ارتفعت أسعار السلع الغذائية الأساسية ، وارتفعت معدلات البطالة بشكل ملحوظ . ولفتت إلي أن مصر تسعي للحصول علي قرض صندوق النقد الدولي والذي يقدر بنحو 4.8 مليار دولار ؛ للنهوض بالاقتصاد المتدهور ؛ إلا أن الحكومة يبدو أنها بحاجة للمشاركة في اصلاحات اقتصادية قوية تشمل خفض الدعم ، زيادة الضرائب والتي من شأنها أن تؤدي إلي ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية ، والوقود . " هذا ما نقاتل من أجله." قال المواطن الأسواني محمد يوسف أحمد خليل حجاج ، بينما يجلس بداخل محل والده السياحي ، ممسكا رغيف العيش . يذكر أن صعيد مصر يشكل ما يقرب من 40% من تعداد سكان مصر إلا أن 80% منهم يعانون الفقر المدقع ، بحسب البنك الدولي فأكثر من نصف السكان هنا تحت سن 29 عاماً , ويعاني الصعيد من الاهمال التنموي ، وارتفاع معدلات الأمية ، والبطالة . إلي جانب الاضطرابات الاقتصادية ، واستمرار ركود صناعة السياحة ، فالحياة تزداد صعوبة في أسوان ، والأقصر ، حيث تشكل السياحة مصدر الدخل الأساسي لسكانها .