حبيب: السياسة استهلكت الجماعة.. الشريف: العمل السياسى جزء لا يتجزأ من الدعوة سعت جماعة الإخوان مؤخرًا إلى استعادة مناهجها التربوية التي داومت على انقطاعها منذ قيام الثورة، وهو ما أثر على سلوكيات الجماعة وأبنائها، حيث أصدر د. محمد طه وهدان، قرارًا لكل شعب الإخوان بضرورة الاهتمام بالنشاطات التربوية واستعادة العمل داخل المساجد ونشر التربويات داخل الصف الإخواني، وهو ما لاقى صداه الإيجابي داخل الصف الذي تعطش لذلك، وهو ما علله البعض بمحاولة الجماعة فصل العمل التربوي عن العمل السياسي. وقال الدكتور محمد حبيب، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين السابق، إن نزول الإخوان في أكثر من انتخابات سياسية بعد الثورة، بداية من مجلس الشعب ثم مجلس الشورى ومن بعده الرئاسة، جعل الإخوان يجيشون قواعد الجماعة بكل طاقاتهم للعمل السياسي، وذلك مخافة الظهور بأداء دون المستوى المتوقع. وأضاف حبيب أن هذا التجييش أدى إلى التأثير السلبي على أهم ملفين تهتم بهما الجماعة، وهما ملف التربية وملف الدعوة. وتابع أن هذا أيضا أثر بشكل سلبي على المجتمع المصري كله، الذي كانت جماعة الإخوان المسلمين بأدائها القوي، تؤثر في صفوفه بشكل كبير داخل المساجد وفي القرى والأحياء والجامعات. وأكد حبيب أن غياب التربية أثر على الصف الداخلي للإخوان أيضا، حيث ظهرت عوامل سلبية غير أخلاقية بالمرة داخل تنظيم الجماعة، ونوّه إلى أن الفصل بين العمل التربوي والدعوي هام للغاية، وتستطيع الجماعة أن تقوم به وهو لن يتأثر بمساندة الجماعة لحزبها السياسي. وتابع: لابد أن يكون هناك تخصص في ممارسة العمل الدعوى داخل جماعة الإخوان، حيث لابد أن تفرز الجماعة أبناءها والمنضمين لها بأن تسعى لتوسيع تخصصاتهم داخل العمل الدعوي، فلابد أن يتوسعوا في العمل الدعوي أو الشرعي أو السياسي أو العلمي، حتى يخرج منهم علماء كالقرضاوي والغزالي، وغيرهم وحتى يكون لهم تأثير إيجابي في المجتمع. في حين قال الدكتور عبد الخالق حسن الشريف، مسئول قسم نشر الدعوة بجماعة الإخوان المسلمين: أنا لا أرى أن الجانب الدعوى تأثر بالعمل السياسي والممارسة السياسية داخل جماعة الإخوان أو في كافة التيارات الإسلامية، مشيرًا إلى أن السياسة جزء لا يتجزأ من دعوة الإسلام الذي يستقي منه جماعة الإخوان منهجهم، لافتًا إلى أنه لا يمكن أبدا القبول بالمبادئ العلمانية التي تدعو لعمل فصل بين العمل الدعوي والآخر السياسي. وقال الشريف إن الجماعة لم تمتنع أبدا عن ممارسة العمل الدعوي داخل المساجد، فما زالت المساجد عامرة بالكتائب الإخوانية، لم تنقطع لا قبل الثورة ولا بعدها، لافتًا إلى أنه في طغيان الديكتاتور حسني مبارك كنا نقوم بعمل الكتائب والنشاطات داخل المساجد، وكذلك بعد الثورة فلم تشغلنا الأعمال السياسية عن الأعمال الدعوية، مشيرًا إلى أنه على الرغم مما حدث بعد الثورة، فإن هناك تزايدا كبيرا في عدد المقبلين على كتائب وجلسات الإخوان في المساجد، وهو ما يعيقنا أحيانا عن القدرة على تنظيمها.