أكدت الولاياتالمتحدة الأميركية أنها تتعاطى بجدية مع إعلان كوريا الشمالية، السبت، دخولها في “في حالة حرب” مع كوريا الجنوبية، وذلك غداة وضع وحداتها الصاروخية في حالة استعداد لمهاجمة قواعد عسكرية أميركية في كوريا الجنوبية والمحيط الهادئ. وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، كيتلين هايدن، “نحن نأخذ هذه التهديدات بجدية ونبقى على اتصال وثيق مع حليفنا الكوري الجنوبي”، إلا أنها أكدت في الوقت نفسه أن هذه التهديدات ليست جديدة على بيونغ يانغ . وكانت بيونغيانغ أعلنت أنها ستتعامل مع كل القضايا المتصلة بالجنوب وفقا للقواعد المتبعة في زمن الحرب، حسب بيان وزع على كل الهيئات والمؤسسات الحكومية ونشرته وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية. وبعد تأكيدها على أن “وضع اللاحرب واللاسلم المستمر منذ زمن في شبه الجزيرة الكورية قد انتهى أخيرا”، حذرت بيونغيانغ من أن أي استفزاز عسكري قد يحصل قرب الحدود البرية أو البحرية الكورية الشمالية سيقود إلى “نزاع شامل وحرب نووية". ومن حيث المبدأ، فإن الكوريتين لا تزالان عمليا في حالة حرب كونهما لم توقعا في نهاية الحرب الكورية (1950-1953) اتفاق سلام، بل مجرد هدنة. ويأتي هذا التصعيد الجديد في أعقاب تحذير وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، من “تحركات أحادية الجانب” من شأنها أن تؤدي إلى “فقدان السيطرة على الوضع” في كوريا الشمالية التي أعدت صواريخها لاحتمال توجيه ضربات إلى الولاياتالمتحدة بناء على أوامر من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. وقال لافروف في مؤتمر صحافي “قد نفقد السيطرة على الوضع الذي ينزلق إلى دوامة حلقة مفرغة”، معربا عن قلق بلاده من “تحركات أحادية الجانب تقضي بتكثيف الأنشطة العسكرية التي تجري حول كوريا الشمالية بالتوازي مع رد الفعل الملائم لمجلس الأمن الدولي ورد الفعل الجماعي للمجموعة الدولية". ودعا كافة البلدان إلى “الامتناع عن استعراض قوتها العسكرية وإلى الإحجام عن استخدام الوضع الراهن لتحقيق أهداف جيوسياسية في المنطقة بالوسائل العسكرية". وكانت بيونغيانغ أعلنت في وقت سابق من مارس الجاري إلغاء اتفاق الهدنة ومعاهدات أخرى موقعة بين البلدين، احتجاجا على المناورات العسكرية الأميركية-الكورية الجنوبية الجارية حاليا في مياه الجنوب. وعلى الرغم من أن إعلان كوريا الشمالية انتهاء مفاعيل اتفاق الهدنة يفتح الطريق نظريا أمام استئناف العمليات القتالية بين البلدين، فإن العديد من الخبراء يستبعدون ذلك، ويضعونه في إطار الحرب الكلامية التي دأبت فيها بيونغيانغ على تهديد سول وواشنطن ب”ضربات استراتيجية” و”حرب شاملة".