خطرت لسعد باشا زغلول فكرة تأليف الوفد المصري للدفاع عن القضية المصرية عام 1918 ضد الاحتلال الإنجليزي، حيث دعا أصحابه في لقاءات سرية للتحدث فيما ينبغي عمله للبحث في المسألة المصرية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918. تشكل الوفد المصري الذي من سعد زغلول وعبد العزيز فهمي وعلي شعراوي وآخرين، وأطلقوا على أنفسهم الوفد المصري. وقد جمعوا توقيعات من أصحاب الشأن، وذلك بقصد إثبات صفتهم التمثيلية عن الشعب، وجاء في هذه الصيغة الجديدة: "نحن الموقعون على هذا قد أنبنا عنا حضرات: سعد زغلول و..و .. في أن يسعوا بالطرق السلمية المشروعة حيثما وجدوا للسعي سبيلًا في استقلال مصر تطبيقًا لمبادئ الحرية والعدل التي تنشر رايتها دولة بريطانيا العظمى". اعتقل سعد زغلول ونفي إلى جزيرة مالطة بالبحر المتوسط، هو ومجموعة من رفاقه في 8 مارس 1919، فانفجرت ثورة الشعب (ثورة 1919) التي كانت من أقوى عوامل زعامة سعد زغلول، فاضطرت إنجلترا بعدها إلى عزل الحاكم البريطاني، وأفرج الإنجليز عن سعد زغلول وزملائه، وعادوا من المنفي إلي مصر، وسمحت إنجلترا للوفد المصري برئاسة سعد زغلول بالسفر إلى مؤتمر الصلح في باريس، ليعرض عليه قضية استقلال مصر. لم يستجب أعضاء مؤتمر الصلح بباريس لمطالب الوفد المصري، فعاد المصريون إلى الثورة وازداد حماسهم، وقاطع الشعب البضائع الإنجليزية، فألقي الإنجليز القبض على سعد زغلول مرة أخرى، ونفوه مرة أخرى إلى جزيرة سيشل في المحيط الهندي، فازدادت الثورة اشتعالًا، وحاولت إنجلترا القضاء على الثورة بالقوة، ولكنها فشلت مره أخرى. عاد من المنفى فى مثل هذا اليوم عام 1921، وقام بتأسيس حزب الوفد المصري، ودخل الانتخابات البرلمانية عام 1923، ونجح فيها حزب الوفد باكتساح، ثم تولى رئاسة الوزراء من عام 1923 حتى عام 1924، حيث تمت حادثة اغتيال السير لي ستاك قائد الجيش المصري وحاكم السودان والتي اتخذتها سلطات الاحتلال البريطاني ذريعة للضغط على الحكومة المصرية، ومارست بريطانيا تهديدات شديدة ضد مصر، فاضطر سعد باشا لتقديم استقالة حكومته في 24 نوفمبر 1924، واعتزل الحياة السياسية بعدها حتى وفاته في 23 أغسطس عام 1927.