كشف الطبيب الاسترالي جون هايمان البروفيسور في جامعة موناش بمدينة ملبورن الاسترالية ان مؤلف "أصل الأنواع" تشارلز داروين كان ضحية مرض وراثي نادر يسمى "متلازمة التقيؤ الدوري"، ما يعنى ان صاحب نظرية البقاء للاصلح لم يكن صالحاً للبقاء ، وكانت حالة داروين التي تظهر بصورة متقطعة في مجموعة غريبة من الأعراض الجسدية، لغزًا تاريخيًّا وطبيًّا حيَّر المهتمين. إذ عانى داروين من الغثيان والتقيؤ وأوجاع الرأس والمعدة والمشاكل الجلدية طيلة حياته بعد سن البلوغ. وكان المرض يقعده احيانًا بحيث اصبح من الناحية العملية معتكفًا لا يرى أحدًا. وحتى قبل ان ينطلق داروين في رحلته البحرية الرائدة الى امريكا الجنوبية على متن سفينة الأبحاث العلمية "بيغل" في العام 1831 كان يسجل هواجسه في يوميات تروي حالته الصحية. وكتب داروين: "كنتُ... مصابا بخفقان وآلام في منطقة القلب، ومثل كثيرين من الشبان الجهلة، لا سيما شاب ليس لديه معرفة طبية يُعتد بها، كنتُ مقتنعًا بأني أُعاني من علة في القلب. لم أستشر طبيبًا لأني كنتُ أتوقع تمامًا أن اسمع قراره القاضي بأني لا أصلح للقيام بالرحلة". وقال هايمان ان والدة داروين وافرادًا من عائلتها كانوا مصابين بالعديد من هذه الأمراض وان والدة داروين توفيت بسبب آلام حادة في المعدة عندما كان في الثامنة من العمر. واضاف ان داروين لم يكن يعرف مرض الميتوكوندريا أو الجينات والطفرات الوراثية ولكنه كان على علم بالتحولات والتغيرات العشوائية في الأنواع. وكان هذا حجر الزاوية في نظريته القائلة ببقاء الأصلح، والقوة الدافعة للتطور. ويلاحظ هايمان ان تحول داروين الجيني الموروث جعله "اقل صلاحًا" للبقاء، ولكن فرص بقائه زادت بدرجة كبيرة نتيجة قواه الفكرية الوثابة واخلاص زملائه وتفاني زوجته وعائلته وخدم بيته وثروته الشخصية، بحسب البروفيسور الاسترالي. وأشار هايمان إلى ان اعتلال صحة داروين لم يؤثر في خصوبته. فإن داروين الى جانب كونه أبا البيولوجيا الحديثة كان ايضا أبًا لعشرة أطفال "انجبهم كلهم خلال الفترة المديدة التي عاشها معتل الصحة".