وصف الكاتب الصحفي الدكتور عبد الحليم قنديل، المنسق العام لحركة "كفاية"، ضياء رشوان نائب رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام" الذي تأهل لخوض جولة إعادة في معركة انتخابات نقيب الصحفيين ب "أوباما الصحفيين"، معتبرا أن ما حدث في انتخابات الأحد أثبت أن الصحفيين المصريين تمردوا على ما وصفها ب "الرشاوى الحكومية"، ممثلة في المدينة السكنية للصحفيين والبدل، ورأى أن هذا يعكس أجواء التغيير الموجودة في نطاقات أوسع في مصر. وأضاف أن رشوان- الذي حل خلف مكرم محمد أحمد النقيب المنتهية ولايته بفارق 39 صوتًا- حقق اختراقا جديدا من نوعه، لأنه حظي بدعم وتأييد العناصر الداعية لاستقلال النقابة وكل العناصر الوطنية المؤثرة بالنقابة التي كانت ملتفة حوله، حيث رأى أن ما حصل أشبه بالظاهرة الأوبامية، فقد بدا رشوان وكأنه أوباما الصحفيين المصريين ببشرته السمراء وشعاره "نحن نستطيع التغيير". واعتبر في تعليقه ل "المصريون" أن ما حدث في انتخابات الأحد يؤكد أن موجة التغيير تسترد عافيتها وبصورة مثيرة، لأنها قدمت مرشحا لم يسبق له أن تقدم لأي انتخابات بنقابة الصحفيين ومع ذلك كانت النتيجة التي رأيناها، في إشارة إلى الفارق الضئيل بين رشوان ومكرم، حيث حقق الأول 1458 بينما حقق الثاني 1497 صوتا. ورأى أن ما حدث يعد نصر لقادة التغيير بنقابة الصحفيين وفوزا كاسحا قياسا إلى الدعم الحكومي الذي يحظى به مكرم محمد أحمد صاحب التجربة الطويلة في النقابة، وصديق الرئيس مبارك الشخصي وكاتب خطاباته والذي يحظى بدعم رئاسي، وهذا يعكس رغبات وأشواق أوسع مما يجرى في نقابة الصحفيين. وقال إن هذا يعيد إلى الأذهان ما حدث في نقابة الصحفيين سنة 2003 حين انتخب جلال عارف حيث كان ذلك فاتحة لدورة من الغضب السياسي في مثلث الخطر في شارع عبد الخالق ثروت، وحاولت الحكومة بعدها بتر هذا التقدم في خلق انقلابات بنادي القضاة ونقابتي المحاميين والصحفيين. واستطرد قائلا: لا يهم من سيفوز بالمنصب في جولة الإعادة، إنما الأهم هي دلالة ما حدث فهذه ستكون الباقية، وأعتقد أنه حتى لو فاز مكرم محمد أحمد فإنه سوف يكون آخر نقيب حكومي في نقابة الصحفيين. إلى ذلك، شكل عدد من الصحفيين بالجرائد القومية والمستقلة أمس لجنة أطلقت على نفسها "من أجل إنقاذ النقابة"، قالوا إن الهدف منها توعية الصحفيين من مخاطر سقوط النقابة في أيدي الأحزاب والتمسك بنقيب يمتلك رصيدًا مهنيًا ونقابيًا وذلك قبل الجولة الثانية من انتخابات النقيب المزمع إجراؤها الأحد القادم. وتهدف اللجنة التي تضم صحفيين من "الأهرام" و"الجمهورية" و"روزاليوسف" و"الأخبار" و"صوت الأمة" و"الوفد" و"الأحرار" إلى توحيد النقابة حول نقيب يستطيع تحقيق مطالب الصحفيين والتواصل مع الدولة للحصول على أكبر قدر من المكاسب سواء مادية أو معنوية. وأبدوا في البيان الذي حصلت "المصريون" على نسخة منه تقديرهم لضياء رشوان الذي خاض الجولة الأولى في انتخابات مقعد النقيب بكل قواه، لكنهم طالبوه بترك النقابة في هذه المرحلة لمكرم محمد أحمد الذي سيحصل على مكاسب جديدة خلال الفترة القادمة في حال فاز بولاية ثانية في منصب نقيب الصحفيين.