بعد أن بذلت اطياف المعارضة المختلفة كل مافى جعبتها لإسقاط النظام, البعض لأسباب سياسية حقيقية والاكثر لكرهه ان يصل الاسلاميين؟! للحكم. والنتيجة كما نرى ان الشارع قد مل من افعالهم وعندهم تقارير مؤكدة بإنهيار شعبيتهم وإن إدعوا غير ذلك. بل إن التقارير حذرتهم بأن إستمرارهم بنفس الأسلوب سوف يجعل عامة الشعب يكفر بالثورة . بل وقد يتعاطف مع اى اسلوب قمعى يجلب الاستقرار والامان للبلاد. أخرجوا آخر مافى جعبتهم وهو إحراج الجيش وزجه فى العملية السياسية من جديد و لدرجة انهم حاولوا ان يصدروا تقارير صحفية لتصور السيناريو مع عودة الجيش وانه سيكون هناك مجلس رئاسى والقضاء على الاخوان. ولكن الحقيقة ان هذا الامر لن يتم على ارض الواقع بسهولة لعدة اسباب: 1) أن قيادات القوات المسلحة الجديدة لديها من الفطنة بألا تورط الجيش مرة اخرى فى معترك السياسة الا فى ظروف قهرية لابد منها لأنهم استوعبوا جيدا ماحدث ومستوعبين جيدا بأن الواقع السياسى لمصر الان مختلف تماما عما كان عليه فى اعقاب ثورة يوليو 1952. 2) ايضا هم يعلمون جيدا بأن تلك القوى التى تنادى بعودتهم لمعترك السياسة هى هى نفس القوى التى كانت تحشد الجماهير لاسقاط حكم العسكر واستعداء الشعب على الجيش بالأمس القريب, وهم يستخدمون الجيش الآن كسلاح للتخلص من عدوهم السياسى الذى لايستطيعون التغلب عليه ثم مالبثوا ان يعودوا لنفس الكرة حتى ينفردوا بالمشهد. 3) أيضا اننى متأكد بأن القيادات العسكرية من الفطنة بأنهم على دراية كافية بما يحاك للقوات المسلحة المصرية من محاوالات دؤوبة لإشغاله بنزاعات داخلية تنهكه و تشتت جهوده عن مهمته الاساسية والتى لاتريد اطراف عدة ان يتفرغ لها لأنه أقوى وأفضل جيش بالمنطقة. 4) ثم اننى على يقين بأن لدى القيادة العسكرية الدراية والفطنة بأن المشكلة قد لاتنتهى بالقضاء على الاخوان بل الحقيقة انها قد تكون البداية لفوضى حقيقية وإحياء للتيارات التكفيرية والجهادية والتى لايود احد فطن ومخلص لهذا البلد ان تحيا من جديد, لأنه لاقدر الله إذا عادت هذه التيارات المتطرفة الى الحياة مرة اخرى فلن يستطيع أحد التحكم فى الفوضى والعنف جراء إحياؤهم وقد ينتهى الامر الى ان تكون هناك ذريعة للتدخل الدولى فى الوصاية على مصر نظرا للاهمية الاستراتيجية لمصر بالنسبة للعالم كله. 5) أن القيادة العسكرية الحالية تعى جيدا بأنه ليس من الذكاء اطلاقا القيام بإنقلاب على نظام جاء بالطريق الديموقراطى وأن فشل هذا النظام السياسى فى النهاية سيؤدى الى زواله ايضا بالطريق الديموقراطى على يد الشعب الذى أتى به , وعلى خصومه السياسيين بدلا من إقحام الجيش فى الصراع السياسى, ان يجتهدوا فى اقناع الشعب بأن يختارهم كبديل للنظام الحالى فى اقرب انتخابات , ولكن يمكن ان يكون الجيش هو الضامن لنزاهة العملية الديموقراطية . 6) من المؤكد أن القضاء على الاخوان هو هدف استراتيجى لقوى عدة داخلية, إقليمية, ودولية وذلك للتخوف من فكرهم فى السعى لاعادة الخلافة الاسلامية, ومن المؤكد ان وصولهم لحكم مصر سبب قلق شديد جدا لهذه القوى لأنه من وجهة نظرهم انه فى حالة نجاحهم سوف تكون الخطوة الاولى والاهم فى تنفيذ هذا السيناريو وذلك لأهمية مصر عالميا. ويعتقد الكثيرين أن بعض القوى الدولية المؤثرة تركت المسار الديموقراطى يأخذ منحاه فى مصر وهى تعلم انه سيأتى بالاخوان المسلمين وقد اعدوا سيناريو محكم لإفشالهم ومحاولة اغتيالهم سياسيا. 7) ولكنه حتى لو تأكد هذا السيناريو فإنه كان مجازفة خطيرة وذلك لأنهم أتوا بهم بالطريق الديموقراطى وسوف يصعب الانقلاب عليهم بسهولة اذا استطاعوا الصمود امام مؤامرة الاغتيال السياسى. وثانيا فيما يخص موضوعنا فإنهم فى النهاية إذا ارادوا اللجوء للجيش كحل اخير للتخلص من الاخوان , فالقيادة العسكرية الحالية لديها من مصادر المعلومات رفيعة المستوى ولديها من الذكاء والدراية بأنها لن تسمح للجيش بأن يكون أداة فى ايدى آخرين للعبث بالأمن القومى المصرى الذى هو صميم وظيفة الجيش المحافظة عليه. كما أن لديهم من التقارير المعلوماتية الراقية والفطنة بأن المشكلة لن تنتهى بالإنقلاب على الاخوان بل قد تكون البداية كما ذكرنا سالفا وانه قد يكون هذا هو المطلوب بالضبط لتحقيق مآرب بعض القوى فى ذريعة التدخل بالوصاية الدولية على مصر. أنا على يقين بأن القيادة العسكرية المصرية على دراية كاملة ووعى دقيق لكل ماسبق واكثر عمقا مما سبق وأنها أكثر ذكاءا من كثير من القوى التى عن جهل أو حقد أعمى لتيار معين لاتعى انها قد تكون وسيلة دون ان تشعر فى تنفيذ مخططات خطيرة تحاك بهذا الوطن لإخضاعه دوما, وهذا لن يكون ابدا بإذن الله وبفضل المخلصين لهذا الوطن دون تحزب او تعصب او مطمع فى مغنم, وهؤلاء كثير جدا ويأتى على القمة فى الولاء والاخلاص لهذا الوطن قواته المسلحة . أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]