وصف الدكتور يحيى الرخاوي، أستاذ الطِب النفسي بجامعة القاهرة، الأحداث التي تلت المباراة الفاصلة بين منتخبي مصر والجرائر في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا، بأنه "له دلالة سياسية خطيرة ومهمَة" وأنه "عرّى" وضعًا خطيرًا للشارع العربي وأظهر أن الوعي العربي "مُتخثر" بل فقد ترابطه على محاور كثيرة. واعتبر الرخاوي في مقابلة مع موقع "سويس إنفو"، أن ما حصل يعد دليلا على أن الشارع العربي "مُفرغ من المعنى ومن الانتماء ومن الهدف"، منتقدا التعاطي مع أحداث العنف التي تلت المباراة الحاسمة، والذي وصفه بأنه اتسم بالسطحية والانفعالية والشوفينية والبله، مشيرا إلى أن وجود قوى خفية تستدرجنا بخُبث إلى ما يُريده العدو تحديدا. وتابع: "عندما تتبّعت ما نُشر في كل الصحف المُتاحة والمواقع المعنِية لعدة أيام، وجدتَني أمام سيْل هائل من الغباء والعبَث والوقاحة والغوْغائِية والردّة، لا يمكن أن يتَّصف إلا بالسطحية والانفعالية والشوفينية والبلَه"، وأن هذا العبث الذي وصل إلى حدّ ما يُمكن أن أسمِّيه "جريمة ضدّ القومية"، هو غاية ما لاح لهم أن يفعلوه بكل هذه الفوضى التي عرّت الحقيقة التحتية، مشيرا إلى أنه "لا يجوز لَوم الناس الذين برمجهم إعلامٌ مغرض وغير مسئول على أحد الجانبيْن دون الآخر، مع اختلاف التعبير". وأضاف الرخاوي أن "الكرامة التي قِيل أنهم وطؤوها بالألفاظ الوقِحة والصُوَر البذيئة، وُطِئت مئات المرات، ليس فقط في ساحات القتال مع العدُوّ الحقيقي، ولكن أيضا على موائد المفاوضات وفي مجلس الأمن وفي أروقة الأممالمتحدة نفسها، ولم نَرَ من هذا الإعلام نفس النّخوة والإثارة، ولا عُشر معشارها للحفاظ على كرامتنا".. وربط الرخاوي بين ما حدث من ردة فعل جماهيرية والبطالة المنتشرة في كلا البلدين، رافضا اعتبار ما حدث من قبيل الانتفاضة، وقال: هم لم ينتفِضوا من أجل مباراة كرة قدم ولا هُم انتفضوا أصلا، هذه ليست انتفاضة، هذه صرخة غريق لاح له شبَح سراب، يُمكن أن يسمع صرخته قبل أن يواصل غطْسه. لكنه استبعد أن يثور العاطِل ليجدوا له وظيفة، مؤكدا أن هذا غير وارد ولا هو منطِقي، لا الثورة تصنع الوظائف ساعة الثورة أو بعدها مُباشرة، ولا العاطِل يملك أدوات الثورة التي يحلُم أن تؤدي في النهاية إلى أن تفتح له طريقه إلى أكل العْش، وقال إن هَمّ العاطل هو أن يعمل ليعيش بكرامة فوْق خط الفقر والذل والتسوّل، لا أكثر.