واليوم أيضًا مع الأدب والقصص بعيدًا عن "ساس يسوس سياسة" وتعالوا نستكمل بقية هذه الكبسولات في صورة قصص قصيرة جدًا، وهي مجموعة متواضعة لكاتب هذه السطور.. تحت الطبع.. (( ماتت حمرة الخجل)) !! قال له صاحبه وهو يحاوره: هل لك في مغامرات النساء؟ أجاب بالنفي.. ديني وخلقي يمنعاني.. قال:" أنت طيب وعلى نياتك ما لك في الطيب نصيب"! رد عليه صاحبه: " طيب يا واد يا فرود ياللي مقطع السمكة وديلها.. خليك في اللي أنت فيه لما يضيعك.. أصر عليه أن يحكي له واحدة من مغامراته.. أنصت إليه يمنعه حياؤه أن يصده.. قال: كانت فتاة خجول، لا تفارق حمرة الخجل وجنتيها.. دخلت الجامعة المختلطة لا تصاحب إلا فتاة مثلها وفي سنها.. لو دخل في على شلة البنات زميلاتها شاب، انصرفت عنهم والخجل يكاد يقتلها.. "حطها في دماغه".. من تكون هذه لقد أغويت نصف بنات الدفعة وكلهم يتمنونه لوسامته وغناه وكرمه الزائد عن الحد.. لماذا هذه؟؟ ترقبها في وصولها وانصرافها حتى سطا على رقهم هاتفها.. هاتفها ذات ليلة.. صب في أذنيها كلامًا معسولًا عن "المدعوق" اللي اسمه الحب.. فض بكارة أذنها بكلماته الزئبقية التي تسرح وتمرح بقلب خالٍ من المشاعر فصادف كلامه قلبًا خاليًا فتمكنا.. تمنيا اللقاء وحققا الأمنية وتطورت الأمور وهما في الخلوة والشيطان ثالثهما حتى وقع المحظور.. تقدم لها للزواج رفضوه.. تقدم له عريس آخر قبلوه.. غير أنه لم يستطع تركها ولم تستطع تركه.. "كتبوا كتابها يا نقاوة عينهم".. اقتربت ليلة الفرح.. ولا يزال الشيطان يربط بين قلبيهما بخيال الحب وبجسدهما بالفاحشة فتحلو اللقاءات تلو اللقاءات في جنح الظلام.. حتى قبل الزفاف بليلة.. لقد ماتت حمرة الخجل!! ((صفعة الأستاذ عبد ربه)) ذهب في أول يوم له من الدراسة "متنكدًا".. قلبه يرتجف خوفًا من المجهول الذي انتزعه من لعب الشارع وحرية الطفولة.. رغم كثرة أقربائه وجيرانه حوله ممن هم في سنه.. سأله الأستاذ عبد ربه: ما اسمك؟ قال: "محمد". قفز ند له من أقربائه: يا أستاذ.. اسمه "ممدوح". أعاد الأستاذ السؤال فأعاد الإجابة نفسها، فقام ثان وثالث ورابع كلهم يؤكد:"والله العظيم اسمه ممدوح"! صفعه الأستاذ على وجهه بقوة: مش عارف اسمك ؟! بكى وزاد نكده وكرهه للمدرسة ولعبد ربه ولكل المدرسين، وللدنيا كلها. رجع آخر اليوم الدراسي لأبيه باكيًا حالفًا ألا يذهب للمدرسة ولن يرى وجه المعلم.. اليوم الثاني ذهب بصحبة والده الذي تفاجأ بأن عبد ربه زميل دراسي قديم تبادلا التحية والسلام.. أفهمه أن الاسم الرسمي في الشهادة لابنه "محمد".. والأطفال لا يعرفون إلا اسم "الدلع" الذي اشتهر به "ممدوح"! ((سعيدة ليلتنا سعيدة)) !! خاصمت زوجها والتزمت معه السلاح الحريمي الفتاك:" الصمت الرهيب".. فاتحها في الأمر، كشفت له أنه "كذاب"! سألها: كيف؟ قالت له بلغة التهديد:" من يكذب مرة يكذب مرات"! . نظر في قسمات وجهها وعدد سنوات العمر التي ربطتهما والعشرة الطويلة بينهما.. ثم قال لها مازحًا: من يتزوج مرة يتزوج مرات.. تغيرت 180 درجة، خرجت عن صمتها ..قالت ضاحكة: أكيد حبيبي جوعان، بعد إذنك أقوم أجهز لك العشا.. وبعدها " سعيدة ليلتنا سعيدة"!! ((خطيبتي والأفيون)) بكى بحرقة شديدة.. سأله صاحبه وهو يهدي من روعه: خير إن شاء الله.. قال: خطيبتي. مالها: تركتني. لماذا؟ تعرفت على شاب أعطاها "أي فون" فرحت به وباعتني من أجله! قال له صاحبه وهو يحاوره: ما أجهلك وأخف عقلك!! التي باعتك ب"أي فون"وأنتما على البر، ستبيعك بأي "شيء آخر" من أجل "شيء آخر" مع "شاب آخر"، وأنتما في بيت الزوجية! (( أختي في الزوجية)) !! سأله ضابط الجوازات على "الكاونتر" بالمطار: اسمك؟ قال: مكتوب عندك خماسيًا.. قرأه متفحصًا قسمات وجهه وهو يخطف النظر لحظة في صورته الماثلة أمامه ولحظة في جواز سفره .. نظر بدهشة إلى جواز سفر زوجته سأل اسمها؟ قال : موجود عندك خماسيًا أيضًا.. ارتبك الضابط: الأسماء متشابهة حتى الخامس، والاختلاف في الثاني فقط.. ولم يعلم أنها بنت عمه. سأله: من هذه؟ زوجتك أم أختك؟ رد عليه ضاحكًا: أختي في الزوجية!! ((تشابه أسماء)) !! تشابها اسمًا وكنية.. وميولا ولغة وأدبًا وثقافة وحضورًا على الساحة الأدبية.. تجمعهما صالونات أدبية يتناقشان يتحاوران يعقبان ويعلقان ضمتهما صحيفة واحدة.. يكتبان فيها في يوم واحد.. ثم مجلة واحدة ..أحدهما رئيس تحريرها والآخر مدير تحريرها.. ذات يوم رن هاتفه.. خرج من الحمام ليرد.. انقطع الخط.. طلب الرقم: ألوو. سيدة وقور ترد ألوو.. هو: الأستاذ محمد موجود؟ هي: محمد مين؟ هو : محمد خضر هي: مين معايا؟ هو: أنا محمد. هي: محمد مين؟ هو: محمد خضر. هي نعم يا حضرة أنت بتعاكس؟! مات خجلًا منها.. ولم يجد ما يقوله لها.. لم ينقذه إلا شريكه في الاسم وهو يلتقط السماعة منها.. ضاحكا يخاطبه: كنت قلت لها بالمرة "أبو أيمن".. الاثنان لم يكتفيا في تشابه الاسم.. بل يشتركان في الكنية أيضًا!! ◄ دمتم بحب makhder2004hotmail.com