أكد الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة أن الموقف من انتشار فيروس "إيه اتش 1 إن 1"، المسبب لمرض إنفلونزا الخنازير آمن، وأن نسبة حالات الإصابة أقل بكثير من المعدل العالمي وكذلك حالات الوفاة التي تبلغ 3 في الألف مقارنة ب 1.5% على مستوى العالم. وقال الجبلي أمام مجلس الشورى أمس، إنه تم حتى الآن رصد 3145 حالة إصابة بإنفلونزا الخنازير على مستوى الجمهورية تم شفاء 2969 ووفاة 11 فقط ومازال 166 حالة تحت العلاج وهم في حالة مستقرة. وأوضح خلال مناقشة الطلبات والاقتراحات برغبة لاستيضاح سياسة الحكومة حول تطور المرض، أن مصر شهدت وفاة الحالة رقم 11 فجر أمس بمحافظة الجيزة عمرها 24 عاما، وكانت حاملا في الشهر التاسع، وهي الحالة الثالثة من الوفيات الحوامل وهذه الفئة من أكثر الفئات عرضة للمرض. وطمأن الجبلي المصريين بأنه لا داعي للذعر من هذا النوع من الإنفلونزا لأنه أقل حدة من الإنفلونزا العادية وخطورته فقط في سرعة انتشاره، مؤكدا أن أي مواطن يصاب بالمرض لا داعي لأن يشعر بالقلق فهناك 99.9% من الحالات تُشفى بدون تناول عقار "تامفلو" ومن الممكن أن يمكث المريض في المنزل ويأخذ مخفضات الحرارة والسوائل الدافئة ومن الممكن أن يشفى منها بصورة كبيرة بشرط عدم مخالطة الآخرين حتى لا تحدث عدوى لهم. وأضاف أن القلق يبدأ لو كان الشخص من الفئات الأكثر عرضة للمرض مثل الأطفال والحوامل فلابد من أخذ "تامفلو" ولا ينتظر نتيجة التحليل، ولو مكث المريض في المنزل وأخذ مخفضات الحرارة ولم تنخفض بعد ثلاثة أيام فلابد من أن يذهب للمستشفى على الفور وكذلك لو حدث نهجان بدون سبب أو أجرى أشعة ظهر فيها إصابته بالتهاب رئوي عندئذ لابد من الذهاب للمستشفى على الفور. وأشار وزير الصحة إلى أن أعمار الحالات المصابة تتراوح من عام واحد إلى 71 عاما ومتوسط العمر 19 عاما، وقد بلغت نسبة الحالات من عمر عام إلى 4 أعوام 7.2% ومن عمر 5 أعوام إلى 24 عاما 66.5% ومن عمر 25 عاما إلى 64 عاما 25.4% والباقي واحد في المائة. وبالنسبة لتطعيم الحجاج، قال الجبلي إنه تم تطعيم حوالي 80 ألف حاج وكذلك البعثات الرسمية والمسافرين لخدمة الحجاج وتوفير الرعاية الطبية أثناء المناسك، موضحا أن مصر هي الدولة الوحيدة التي طعمت حجاجها وقد طلبت السلطات السعودية من الدول أمس فقط تطعيم حجاجها. وأشار إلى أنه تم اتخاذ إجراءات لحماية الحجاج منها حظر سفر المصابين بأمراض مزمنة وحظر السفر لأقل من 25 وأكبر من 65 سنة وسوف يتم متابعة الحجاج بعد عودتهم في منازلهم. وأكد الجبلي أنه يتم رصد الحالات القادمة من الخارج وعزلها لو تم الاشتباه فيها وتحويلها للمستشفى، موضحا أن الحالات القادمة من الخارج في يونيو ويوليو الماضيين كانت 80% انخفضت الآن إلى 19% وبذلك فإن الانتشار المجتمعي أصبح السمة الرئيسية للمرضى. وبخصوص عقار (التامفلو)، قال وزير الصحة إن هذا العقار متوفر في صورة كبسولات 75 ملليجرام وشراب 60 ملليجرام، وأنه تم توفيره في جميع المستشفيات الحكومية، وقد قامت الوزارة بتكوين رصيد استراتيجي من هذا العقار يصل إلى خمسة ملايين عبوة منها 5ر2 مليون عبوة مادة خام، ومازال هذا العقار هو أكفأ عقار يعمل ضد فيروس إنفلونزا الخنازير وأن عدد الحالات التي عزل فيها الفيروس المقاوم للعقار على مستوى العالم 26 حالة ولا تمثل مشكلة صحية. وأوضح وزير الصحة أن هناك خلطا يحدث بين عقار التامفلو والتطعيم وهذا خطأ فهذا العقار علاجي والتطعيم وقائي، مشيرا إلى أن أخذ العقار له اشتراطات معينة، لافتا إلى أنه تم استهلاك 150 ألف جرعة من عقار التامفلو حتى الآن ولم تحدث حالات مقاومة له في مصر حتى الآن، بينما قال إن مصل التطعيم أجازته الهيئة الأوروبية للرقابة على الأدوية في نهاية ديسمبر الماضي وهو من إنتاج شركة "جلاسكو" ويتم استخدامه في كل دول الاتحاد الأوروبي. وأشار إلى أن وزارة الصحة تعاقدت على شراء المصل وهناك طلبات من 42 دولة على مستوى العالم لتوريد 440 مليون جرعة، لافتا إلى أن التكنولوجيا المستخدمة في إنتاج اللقاح هي نفس التكنولوجيا المستخدمة في إنتاج الأنفلونزا الموسمية والآثار الجانبية المسجلة لهذا اللقاح هي نفس الآثار نفسها للقاح الأنفلونزا الموسمية. وذكر الوزير أنه تم تطعيم حوالي مائة مليون مواطن على مستوى العالم وقبل نهاية هذا العام سيصل الرقم إلى خمسمائة مليون والمشكلة التي سوف تواجهنا هي أننا لن نجد هذا المصل بكميات كبيرة عندما نحتاجه لأن الدول الغنية استأثرت ب 850 مليون جرعة من مليار جرعة هي إنتاج العالم حتى الآن. وأضاف أنه تم تشكيل لجنة من وزارة الصحة والشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات لإنشاء معمل به مستوى الأمان الحيوي الثالث لعزل الفيروس، كما وافقت منظمة الصحة العالمية على دعم إنشاء مصنع لإنتاج لقاح الإنفلونزا بمبلغ 5ر1 مليون دولار ويتم التنسيق بين الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات وشركة "أكديما" لإنشاء مصنع للقاح الإنفلونزا بتكلفة تقدر بحوالى 80 مليون جنيه فى مدينة 6 أكتوبر. من جانبه، أكد الدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم أنه تقرر العمل بكافة المدارس والفصول المغلقة بسبب أنفلونزا الخنازير بعد العيد مباشرة، مشيرا إلى أن أغلب الحالات تتركز في القاهرة الكبرى باعتبارها من المناطق المزدحمة تليها الإسكندرية بينما لم تسجل في مطروح والأقصر والدقهلية وشمال وجنوب سيناء أية حالات إصابة. وأكد الوزير ضرورة عودة العمل بالمدارس بعد العيد مباشرة وانتظام الامتحانات طبقا للجداول المعلنة في بداية العام الدراسي، وأضاف أن الفصل الدراسي الحالي وامتحانات نصف العام ستكون في 27 يناير وإجازة نصف العام 18 فبراير بينما امتحانات نهاية العام آخر مايو. من جانبه، قال صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى إن العناية الإلهية جعلت مصر ضمن نطاق الدول الأقل إصابة بوباء أنفلونزا الخنازير والأقل من حيث عدد الوفيات إلا أن هناك توقعات بزيادة انتشار الوباء عالميا ومحليا خاصة مع دخول موسم الشتاء مما يتطلب التعامل بحكمة تحول دون تهويل في تقدير مضاعفاته وأثاره.