يحكى أن ملكاً من الملوك كان على قدر كبير من الجبروت والطغيان، جاءه ذات يوم خياط محتال أوهم الملك أنه سيصنع له ثوباً سحرياً، لكن هذا الثوب لن يستطيع أن يراه إلا الحكماء فقط! وبالفعل صدق الملك الظالم هذا المحتال، بل وأعلن الملك أنه سيخرج في الإحتفال السنوي في ثوب لن يراه إلا الحكماء فقط! وفي يوم الإحتفال خرج الملك عاريا كيوم ولدته أمه! فأخذ الوزراء يهتفون: ما أعظم ثياب الملك! وما أفخرها من ثياب! إنها ثياب ملوك بحق! ومن ورائهم الشعب الجاهل الخانع يهتف ويهلل! غير أن طفلاً صغيراً كان حاضراً يشاهد هذا الموكب مع أبيه، فصاح الطفل قائلاً: ولكن أين هذه الثياب؟! إني أرى الملك عارياً! فضج القوم وأخذوا ينهون الصبي ويعتذرون للملك بأنه طفل صغير لا يعقل! والطفل لا يقول إلا جملة واحدة: إني أرى الملك عارياً! نعم يا سيادة الرئيس .. إني أراك اليوم عارياً! إني أراك تزعم أنك تصلح وأنت تفسد، أراك تزعم الشورى وأنت تستبد، أراك تزعم الحكمة وأنت بعيد عنها! الحقيقة ... لا أعلم من أين أبدأ؟! .. أمن أحداث الإتحادية؟! والتي نزلت فيها جماعة الإخوان لتحمي الشرعية، ولا نعلم بأي صفة يحمي فصيل ما مؤسسة الرئاسة! وكان المبرر الوحيد حينها مخطط مكون من مجموعة من المتآمرين .. قلتم حينها أنكم ستفضحون أطرافه .. وقد هرمنا في انتظار بيانه ؟! أم من وعود المائة يوم التي حاصرت بها نفسك ولم تحقق منها شئ ؟! أم الوعد الذي أعلنته من قبل أثناء الحملة الإنتخابية بتعيين نائبين أحدهما مسيحي والآخر امراءة ، وكالعادة (وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ). أم من استقالة مستشاريك الذين كانوا لا يستطيعون مقابلتك! مؤكدين على أنك لا تسمع إلا لفصيل واحد فقط. وتستخدم الباقين كواجهة للتعبير عن الديمقراطية - الشكلية -. أم من المهزلة الأخيرة في إقالة د. خالد علم الدين بسبب ما أُثير ضده من اتهامات، ولم توجه إليه دعوى قضائية واحدة، ورغم ذلك تم إقالته، بينما د.ياسر علي والذي يواجه قضية تمس الشرف، ولم يقل القضاء بعد كلمته، فإذا به يُنقل من منصبه لمنصب آخر اختاره هو لنفسه، لأن مؤسسة الرئاسة تعلم أنه برئ! وصدر قرار بتعيينه رئيساً لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء – بناء على رغبته! - رغم أنه طبيب أمراض جلدية! أم الأخونة الواضحة في مفاصل الدولة، والتي ليس لها مقياس من كفاءة غير شئ وحيد وهو (الثقة) و(الولاء) . أم التمسك بحكومة هشام قنديل، التي عجزت عن رفع المعاناة عن الشعب الكادح، والإصرار العجيب على بقائها، ولا يوجد سبب واحد لبقائها غير أن رئيس الوزراء (طوع يمينك) وأنه مجرد موظف تحت إمرتك! أم سياسة الترضية في التعيين والإقالة! فالنائب العام السابق تم اقتراح تعيينه سفيراً لمصر في «الفاتيكان»، رغم أنه لم يمارس أي عملا دبلوماسي من قبل! وحتى عندما استقال المستشار محمود مكي من منصب نائب رئيس الجمهورية تم الاقتراح - مرة أخرى - تعيينه سفيراً لمصر في «الفاتيكان»، وكأن الفاتيكان صارت مأوى لترضية المقالين والمستقالين، ورغم أن الإثنان خبرتهما ليست في المجال الدبلوماسي بل في سلك القضاء والقانون. أم السياسة الأمنية التي تعتمد على التعذيب والإذلال التي لم يتغير منها شئ، وأنت تسأل عنها لأن (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ). أم من سياسة التجاهل المقيتة ( دع القافلة تسير و... تعوي ) فلا شفافية ولا مصارحة، والرئيس يعلم ما لا تعلمون ! أم القرارات التي صدرت ثم تم التراجع عنها .. وليس عيباً في التراجع، لأن الرجوع إلي الحق فضيلة، ولكن العيب في تكرارها والذي يوحي بعدم الحرفية والمهنية لدى دائرة صنع القرار. أم حوادث القطارات التي تُسأل أنت عنها، كما قال الفاروق عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - ( لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله تعالى عنها، لِمَ لم تمهد لها الطريق يا عمر). أم لأنك لم (تأمر) بإقالة رئيس الوزراء في هذه الحوادث كما كنت (تطلب) من قبل حينما كنت نائباً في البرلمان، في استجوابك في كارثة الصعيد عام 2005، فهل كانت مزايدة سياسية منك وقتها؟ أم هي من باب (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) – الصف 2،3-. أم من تحديد مواعيد انتخابات مجلس الشعب في نفس ميعاد أعياد الأخوة المسيحيين ثم تعديل الميعاد، وإن كان تحديد الميعاد لا يحتاج من الرئاسة إلا (نتيجة) لا أكثر! أم لأن انتخابات مجلس الشعب القادمة تشوبها شبهة البطلان وذلك بعد تجاهل مجلس الشورى لملاحظات المحكمة الدستورية على القانون، الأمر الذي يؤدي إلي تكرار سيناريو حل البرلمان، لأن تقسيم الدوائر لم يعرض على المحكمة الدستورية . أم من فضيحة – جريمة - التزوير في القرار الجمهوري الصادر في العشرين من ديسمبر 2012، والذي تم بموجبه تعيين تسعين عضوًا في مجلس الشورى لكي يكتمل نصابه قبل ساعات من الاستفتاء على الدستور! فبسبب أن مؤسسة الرئاسة لم تلتزم بوعدها مع عدة أحزاب ومنها حزب (البناء والتنمية)، فلجأت إلي ادخال عضو من البناء والتنمية وهو (عبد القادر عبد الوهاب عبد الغنى) القيادى بالجماعة الاسلامية، بدلاً من العضو (عبد القادر عبد الوهاب عبد القادر) وهو عضو شهير بحزب الحرية والعدالة، بحجة أن هناك خطأ في القرار الجمهوري الذي صدر وأن الاسم الثالث للعضو تمت كتابته عبد القادر بدلا من عبد الغنى ! سيادة الرئيس أنت لا تسمع إلا نفسك .. ولا صوت غير صوت جماعتك .. التي شوهت الفكرة الإسلامية وهي تزعم حمايتها. سيادة الرئيس كاتب هذا المقال كان (وكيلاً) لك في الإنتخابات الرئاسية، أما اليوم فوكيلي ووكيلك (الله) الذي سيسألني عما كتبت؟ وعما قلت؟ وماذا قصدت بكلامي هذا؟ وسيسألك أنت عما فعلت يا سيادة الرئيس. سيادة الرئيس .. لا أجد ما أختم به حديثي هذا .. غير كلمات الإعلامي سعيد فودة في حلقته التاريخية إثر أحداث الإتحادية: " وعدتَ .. فأخلفتَ .. فقسمتَ .. فخرجتَ من باب خلفي .. فتركت أمة في مهب الريح .. فحق علي (أنا) أن أعتذر ..اخدعني مرة عار (عليك) .. واخدعني مرتين عار (علي) .. اليوم أُعلن استقالتي من حبك يا سيادة الرئيس ". والله من وراء القصد [email protected] HossamGaber.BlogSpot.Com أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]