إهداء إلى الأسير سامر العيساوي وزملائه المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية لا أحد يستطيع أن ينكر أننا كمسلمين وعرب في حرب ضروس مع الكيان الصهيوني المغتصب، وهي حرب بقاء لن تنتهى إلا بالقضاء على أحد الطرفين إما نحن أو هم، ومن يعتقد بغير ذلك فهو واهم، وإن عدونا ليس بالعدو الهين فلا أحد يستطيع أن ينكر عليه ما لديهم من نفوذ سياسي واقتصادي وإعلامي عالمي يمكنهم من التحكم في تشكيل قيم ومجتمعات الشعوب وآراء واتجاهات الحكومات كيفما شاءوا، و لكن يبقى هنا السؤال هل هكذا انتهت الحرب، هل خسرناها قبل أن نبدأها ؟؟؟؟؟؟ الحقيقة إن الله لا يخلق داءً إلا خلق له دواءً، ومثلما خلق هذا الداء العضال المدعو باليهود فقد أوجد فيهم مجموعة من العيوب القاتلة ما تجتمع في شعب إلا وقضى عليه و نذكر منها على سبيل المثال :- فأول وأخطر هذه العيوب حب الدنيا وكراهية الموت فيقول الله - تعالى -: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ}البقرة96 ومن أعراض هذا العيب القاتل هو الرهبة من مواجهة المؤمنين والخوف من القتال، وإن قاتلوا لا يقاتلون إلا متحصنين أو من خلف جدر مثلما ورد فى قول الله - عز وجل -: {لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ} الحشر 14 ، وعلى الرغم مما يملكونه من ترسانة حربية ضخمة إلا أنها لا تحميهم من خوفهم ورهبتهم للقاء المؤمنين، وقد شاهدنا كيف تمكنت مجموعة من الحركات الجهادية بقيادة حركة حماس من دك مستوطنات اليهود ومغتصباتها زرع الخوف والرعب في نفوسهم، وجعلهم يرضخون لأوامرهم وطلباتهم كاملة على الرغم من قلة قوتهم نسبيًا مقارنة مع باقي الدول العربية والإسلامية، وإن كانت تمكنت مجموعة حركات جهادية من فعل ذلك فما أدراكم ما يستطيع فعله عدة دول عربية وإسلامية في هجمة منظمة و مُحكمة. أما ثاني تلك العيوب القاتلة فهي تشتتهم وتفرقهم وعدم اجتماعهم على كلمة واحدة وإن بدوا كذلك فيقول المولى: {بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ} الحشر 14، وهذا لكثرة فرقهم وجماعاتهم فهناك على صعيد الجنس "الأشكيناز" و"السفارديم" و"الفلاشا"، وهم مواطنو الدرجات من الأولى إلى الثالثة بالترتيب، كما أن هناك فرقًا وطوائف دينية مختلفة فهناك [اليهود المحافظون – اليهود الإصلاحيون – اليهود الأرذوكس – يهود السامريون– (يهود القبالا والتي انشق من فكرها اليهود الحسيديون والتي انشقت بدورها إلى اثنى عشر فرقة ) هذا علاوة على ما يوجد داخل هذا المجتمع من فرق سياسية متناحرة ما بين يمين ويسار ومعتدل وعلاوة على ما بهم من تشرذم وتشتت فإن "بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ"، وهذا يعني أن هناك صراعًا شديدًا بين تلك الفرق المختلفة، وإن كان حال مصر الآن بما تعانيه من مشكلات كبرى إنما ناتج فقط عن نزاع سياسي بحت فما أدراكم ما سيئول له حال إسرائيل إن تم تعميق تلك الفروق بين هذه الفرق المختلفة. وأود أن أوضح أنه وإن كان اليهود يملكون تلك العيوب القاتلة، والتي يستحيل التخلص منها إلا أن التعامل معهم لابد ألا يكون بسذاجة فلابد أولًا أن يتم إنشاء منظومة إعلامية إسلامية وعربية متكاملة مناهضة ومحاربة للكيان الصهيوني بشتى الطرق، كما أنه لابد من تعميق العلاقات بين الدول العربية والإسلامية في كافة المجالات حتى يتم تشكيل قوة ضاربة في العالم سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا حتى نستطيع أخذ كافة حقوقنا المنهوبة والمسلوبة. بقلم / أحمد عبد القادر عبد القادر محمد [email protected] أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]