لقد قيل للفيلسوف اليوناني ما الفوضى؟ أجاب:الفوضى هي نظام غير مرئي ثم قيل له :ما الجنون؟ قال:الشعر جنون,والشاعر مجنونا سماويا هذا يشير على الرغم ماتطرح قضية الإبداع عندنا من تحفظات وتأويلات وتراسلات ,إلا أن الأولياء يطلبون من المدرسة أن يكونوا أبناءهم مبدعين ,في شتى المجالات الفنية المكانية والزمانية.وعلى الرغم من الظاهرة التي أرتبطت بالشخص المبدع وخاصة حالة الجنون,إلا أن يبقى الجنون هذا هو الملح الذي يحمي العقل من الفساد. وان الجنون في تاريخ الأمم والشعوب أنجب أكبر الحضارات وأكبر الثورات كالثورة الفرنسية التي أنطلقت من شعار الجنون:( ولنكن عقلاء ونطلب المحال) .اذن على الرغم مما تطرحه ظاهرة الجنون من حالات مرضية يبقى الإبداع هو لعبة الله,يصطفي بها عباده المحظوظين ,ومن لهم إستعداد فطري للظاهرة,من يتقبل نقد المجتمع له ظاهريا ,لكن بقرارة أنفسها تتمنى أن تكون مبدعة ,هي أيضا بدورها مصابة بهذا المرض الإبداعي ,بملح العقل,بدونه تصاب الخليقة بأمراض عضوية إجتماعية وسياسية وإقتصادية وتتضخم غدتها الدرقية ,ويصبح الجسم ضعيفا هزيلا غير قدرا على الدفاع عن نفسه ضد الأمراض والطفيليات والبكتيريا والجراثيم,وتصبح الكريات الدم البيضاء مصدر شطط عوضا عن المهام التي خلقت لها أصلا,ويصاب عندئذ الجميع في التضخم أموالا وعدة وعتادا وصحة.الجنون وليد العبقرية الخلاقة,الثورة بالشارع مجنونة ,وما يشهده العالم من تطورات حضارية مجنون,وكل شيئ فيه جديد إلا وهومصاب وبه مس جنوني أفلاطوني,سماوي خلاق قادر على بعث الحياة من جديد ويجعل المرء قادر على ألإستمرارية حتي بعد أن يبلغ الجسد الفاني أجله ,يبقى ما أنجزته البشرية من إبداعات مادية ومعنوية باق لايزول ,بل يبقى كلور صوديوم وملحا معالجا لايفسد العقل البشري ,بمعنى يجعل البشرية في موضع تفكير ,تفكر بمنطق الملائكة والعليين المحبين للسلام وللحرية والعدالة والمساواة ,وليس بمنطق إبليس حرب ومآسي ومجاعات وأوبئة وخراب ودمار ,منطق التفكير قي ألأسلحة شراءا وصناعة وتجارة وحربا.ملح العقل هو الإبداع والتشجيع على الإبداع اليوم وغدا ,دون مبالاة لأعداء النجاح ومحبطي عزم الأجيال الثواقة الى الخلق والإبتكار,والدفاع عن حقها في حماية مكتسباتها المادية والمعنوية ,وحقها بالحكم على إعتبار الحكم إبداع وكنز وملح وإكسير حياة. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]