تنازلت نور الهدى، حرم الدكتور محمد السيد سعيد، نائب رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب"الأهرام"، تنازلها الكامل عن ميراثها الشرعي في بيته من أجل تحويله لمتحف يضم كافة متعلقاته الشخصية وإنتاجه الفكري، وتلبيًة لدعوة أطلقها الدكتور بهي الدين حسن، مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان في وقت سابق. وقالت، في حفل التأبين الذي أقامه المركز الثقافي باتحاد الأطباء العرب بمقر دار الحكمة تحت عناوين "د. محمد السيد سعيد.. قاتل وتصدى لأوضاع في مصر لم يعد الصمت ممكنًا حيالها"، إنها ملتزمة أمام الجميع بهذا التنازل ومستعدة للمحاسبة في حالة الرجوع عنه . وكشف الخبير الاقتصادي عبد الخالق فاروق عن لمحات من تاريخ الراحل السياسي، مشيرا إلى أن وزير الداخلية الأسبق زكي بدر أصدر تعليمات بالتنكيل بقائمة من عشرة أشخاص في سجن أبي زعبل، وعلى رأسها محمد السيد سعيد ومحمود مرتضى ومحمد عبد السلام، وأن وكيل مصلحة السجون آنذاك كان يشرف على التنكيل بهم وتعذيبهم بشكل خاص . وأوضح أن زنزانات الاعتقال كانت بمنطقة مجمع الصرف الصحي للسجن بأكمله، وضمت كل زنزانة عددا من المعتقلين في مواجهة 30 أو 40 مجنًدا من الأمن المركزي ومباحث السجون الذين كانوا يسحلون المعتقلين على الأرض، وتم نقلنا إلى زنزانات انفرادية لمدة 3 أيام . وأشار إلى أن أول زيارة لوكيل نقابة الصحفيين آنذاك أمينة شفيق ودخل أسامة سرايا ومعه مدحت الزاهد بعدما أوسعه الأمن بالضرب، لكن وكيل النقابة الصحفيين خرجت آنذاك لتقول إن زملاءهم لم يمسوا بسوء في موقف مخز منها، على حد قوله. وأشاد فاروق بموقف مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين في تلك الواقعة، موضًحا أنه طالب بمقابلة الرئيس حسني مبارك لإطلاعه على حقيقة ما يجري، وكان مكرم حينها رئيسا لمجلس إدارة دار الهلال، فتم إحراق الدار في نفس ليلة التهديد، حسبما ذكر فاروق. من جهة أخرى، اعتبر عبد الله السناوي، رئيس تحرير جريدة العربي الناصري، أن حلم جيل سعيد لم يكتمل، مشيرًا إلى أن ظلم هذا الجيل مثل ظلمًا لبلد بأكملها، متهمًا الدولة بالإيقاع بين التيارات السياسية التي ظهرت في تلك الفترة وبينها التيار الإسلامي الذي كان نم الممكن أن يلعب دورًا ويكون له مستقبل أفضل للبلد كلها. بدوره، وكشف جورج إسحاق، المنسق العام الأسبق لحركة كفاية، أن السعيد هو الذي أصر على تركه لمنصب المنسق العام للحركة لإتاحة الفرصة الأخيرة لمنسق عام جديد تطبيقا لمبدأ تداول السلطة، مضيفًا: أصبحت هناك حالة من التردي في مصر، حتى أننا في مراحل قادمة سنتشابك بالأيدي. أما الدكتور محمود عبد الفضيل، الخبير الاقتصادي، فلفت إلى أن جيل السعيد يمثل التعدد حيث حدثت به انقسامات داخلية، وبقى أناس على العهد، بينما اختلف أناس آخرون .