غادر القاهرة أمس وفد من المجلس المصري للشئون الخارجية ، متوجهًا إلى الولاياتالمتحدة في مهمة يسعى خلالها إلى إقناع المعارضين من أعضاء الكونجرس لمنح الحكومة المصرية المعونة السنوية بالتراجع عن موقفهم. ويرأس الوفد عبد الرءوف الريدي سفير مصر السابق في واشنطن ومحمد شاكر السفير السابق في لندن، ويضم بعض رجال الأعمال والشخصيات ذات العلاقات القوية بأمريكا. وستكون مهمة هذا الوفد، إجراء اتصالات مع أعضاء في الكونجرس وأركان الإدارة الأمريكية، لإقناعهم بضرورة استمرار المعونة التي تحصل عليها مصر منذ ربع قرن عقب توقيعها معاهدة كامب ديفيد مع إسرائيل. يأتي هذا في الوقت الذي تشهد فيه لجان الكونجرس حاليًا مناقشات ساخنة، في ظل تزايد المعارضة لمنح مصر المعونة، بسبب الأحداث السياسية الساخنة التي شهدتها القاهرة من قمع للمتظاهرين المساندين للقضاة واعتقال عدد من الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان، وصدور الحكم بتأييد سجن أيمن نور زعيم حزب "الغد" خمس سنوات. وأثار الحكم ضد نور صدمة لواشنطن التي اعتبرت أن السلطات المصرية تراجعت عن وعودها بالإصلاح السياسي ونفضت يديها من البرنامج الانتخابي الذي أعلنه الرئيس مبارك عشية الانتخابات الرئاسية في مصر. وأكدت مصادر سياسية مطلعة أن هذه هي المرة الأولى التي يشهد فيها الكونجرس تلك المعارضة الكبيرة ضد استمرار المعونة للقاهرة، حتى لا تكون المعونة بمثابة المكافأة على سياساتها القمعية ضد المطالبين بالإصلاح . وقالت المصادر إن نجاح توم لانتوس عضو الكونجرس وأبرز النواب المناوئين لمصر في حشد الأصوات ضدها وضع إدارة بوش في موقف صعب، وجعلها تبذل جهودًا مكثفة لتمرير الموافقة على المعونة البالغة 1.7 مليار دولار. وأكدت مصادر أن الوفد المصري الذي سافر لواشنطن يتحرك بالتنسيق مع السلطات المصرية التي تحاول بكل الطرق تأمين استمرار المعونة السنوية ، وذلك رغم أنه لا يحمل الصفة الرسمية. وأشارت إلى أن الوفد سيحاول استكمال الجهود التي بذلها جمال مبارك رئيس لجنة السياسات بالحزب الوطني الأسبوع الماضي مع أركان الإدارة الأمريكية وأعضاء الكونجرس، ليخرج التصويت في اللجان المختصة لصالح مصر. ويأتي هذا التحرك من جانب جهات غير رسمية إلى جانب جهود جمال مبارك الذي لا يحمل أيضًا صفة رسمية، في الوقت الذي يغيب الرئيس مبارك للعام الثاني على التوالي عن رحلة الربيع السنوية للبيت الأبيض، الأمر الذي ارتأت المصادر أنه يعكس خللاً في العلاقات بين البلدين الحليفين.