فجرت دراسة نيوزيلندية حديثة مفاجأة عن أن الأطفال الذين يشاهدون التلفزيون بصورةٍ مفرطة هم الأكثر عُرضةً للحصول على إدانات جنائية في حياتهم المستقبلية، وقد تجعل منهم مجرمين، وذوي سلوكياتٍ إجراميةٍ ومعادية للمجتمع. وربطت الدراسة التي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بين المشاهدة المفرطة للتلفزيون بصورةٍ عامة والبرامج والأفلام والمسلسلات التي تتسم بالطابع العنيف، وبين السلوكيات المعادية للمجتمع لهؤلاء الأطفال حين يكبرون، واكتشفت أن نسبة الخطر تزداد 30 % في كل ساعة إضافية يقضيها الأطفال في مشاهدة التلفزيون أكثر من المعدل الطبيعي للمشاهدة. وطبّق الباحثون في جامعة أوتاجو بنيوزلندة دراستهم على أكثر من ألف شخص وُلدوا في مدينة دنيدن من مواليد 1972 و1973. وكان يعكف الباحثون خلال تلك الدراسة التي استمرت لسنوات طويلة، أن يطلبوا كل عامين من الأطفال ما بين 5 و15 عاماً عدد ساعات مشاهدتهم التلفزيون، واكتشفوا أن أولئك الذين كانوا يتابعون التلفزيون بصورة أكثر كانوا هم الذين كانوا لديهم سجلٌ إجرامي عندما وصلوا إلى سن البلوغ، وباتوا يمتلكون سمات شخصية معادية للمجتمع. وقال الباحث المشارك في الدراسة بوب هانكوكس: "لا يجب أن نقول بالطبع إن مشاهدة التلفزيون هي سبب كل السلوكيات المعادية للمجتمع؛ لكن يجب ألا ننكر أن الإفراط في مشاهدته سببٌ رئيسٌ في تغيير سلوكيات الأطفال، وطريقة تعاملهم مع المجتمع". واكتشفت الدراسة أيضاً أن المشاهدة المفرطة للتلفزيون في مرحلة الطفولة، كانت مرتبطة بسمات شخصية عدوانية في مرحلة البلوغ، وازدياد الميل لتجربة المشاعر السلبية وأنماط السلوكيات العدوانية التي قد تمتد لتصل إلى اضطراباتٍ نفسيةٍ يصعب التحكم فيها.