حذر حسين عبد الرازق عضو مجلس رئاسة حزب "التجمع" من خطورة الوضع في مصر، قائلاً إنها أصبحت تواجه انهيار الدولة في جميع الجوانب الاقتصادية، ابتداء من السكن والغذاء والمرور، مستثنيًا من ذلك الجانب الأمني، المتمثل في أجهزة المخابرات والجيش والشرطة، موضحًا أنه فيما عدا ذلك رفعت الدولة أيديها عن كل شيء، حيث يعم الفساد ورائحته في كافة مؤسسات الدولة وعلى مستوى الوزارات، داعيًا إلى ضرورة وضع حلول عاجلة لمعالجة "العشوائية المتفشية" بالبلاد. تصريحات عبد الرزاق جاءت لبرنامج "مانشيت" على فضائية "أون تي في"، حيث لم يحسم موقف الحزب من الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2011، وإن كان ألمح إلى أن نتيجتها محسومة سلفًا لمرشح الحزب "الوطني"، علما بأن الحزب لم يسبق له المشاركة في أول انتخابات تعددية جرت في مصر عام 2005. وأكد أنه ليس المهم المرشح وإنما المهم هل هناك انتخابات رئاسية جادة أم مجرد انتخابات شكلية لتجميل الصورة، مثلما جرى في 2005، وأعتقد أن الانتخابات المصرية القادمة بعيدة تماما عن النزاهة كما الحال في السابق، وأن الفائز بها سيكون مرشح الحزب "الوطني" سواء كان الرئيس حسني مبارك أو نجله جمال. وقال إن الوضع القائم في مصر هو سيطرة الحزب "الوطني" على كل شيء فيما الأحزاب الأخرى ممنوعون من الاتصال بالناس أو الظهور في وسائل الإعلام إلا بتصريح من الأمن ونادرا ما يأتي، موضحًا أن حزب "التجمع" يطمح إلى تغيير الوضع الدستوري والقانوني وأنه قدم مشروعًا إصلاحيًا قبل أسبوعين على ائتلاف الأحزاب مثل "الناصري" و"الوفد" و"الجبهة الديمقراطية" وعلى ضوء نجاحه يقرر الحزب دخول الانتخابات. وبشأن موقف الحزب من الحركة المصرية لمواجهة التوريث، قال عبد الرازق إن الحزب لم يحسم الأمر حتى الآن، لكنه يرى أن من الأفضل عدم تشتيت الجهود وأن الأحزاب والحركات تناضل ضد سياسات وليس ضد أشخاص. وعن حركة "كفاية"، أكد عبد الرازق أن حزب "التجمع" أعطى الحرية لأعضائه بالانضمام لها عندما قامت عام 2004، وأن الحزب استضافها في مقاره بالمحافظات لكنها ضعفت، نظرًا لأنها قامت لسبب محدد وهو عدم التمديد للرئيس حسني مبارك وعندما حدث ذلك أصبح وجودها غير مبرر. وانتقد القيادي بحزب "التجمع" جمال مبارك أمين "السياسات" بالحزب "الوطني"، والذي يوصف بأنه المرشح "المحتمل" لانتخابات الرئاسة القادمة، حيث يرى أنه ابن النظام ولم يعش حياة الناس ولا يعلم شيئا عن مشاكل مصر. وحول الخلافات داخل حزب "التجمع"، اعتبر عبد الرازق أنه لا توجد أحزاب بدون مشاكل أو خلافات وفي حزب "التجمع" نستطيع إدارة الخلاف مثال ذلك ما حدث مع الدكتور ميلاد حنا عند فصله من الحزب عندما قبل تعيينه عضوا في البرلمان رغم انسحاب الحزب من الانتخابات لتزويرها، وحدث الأمر نفسه مع لطفي الخولي عندما شارك بقوة في اجتماعات كوبنهاجن. لكنه نفى في الوقت ذاته اتهامات عطية الصيرفي عضو المكتب السياسي لحزب "التجمع" حول تلقي بعض أعضاء الحزب ومن بينهم عبد الرازق نفسه تمويلا من كردستان العراق، حيث وصف تلك الاتهامات بأنها محض افتراء ولو حدث لكان كفيلا بإغلاق الحزب ومحاكمة من قاموا بذلك. ولم يخف عبد الرزاق اعتراضه على رؤية الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل لتشكيل ما أسماه "مجلس أمناء الدستور"، تمهيدًا لنقل السلطة لمرحلة ما بعد الرئيس مبارك، وقال إن "هيكل كان يهدف إلى طرح بديل أمام الرئيس مبارك للوضع الحالي، لكني شخصيا اختلف معه فالوضع في مصر شديد السوء ودستور 71 غير ديمقراطي ولا نريد أن نقع في فخ التيارات الإسلامية المتطرفة، واصفا "الإخوان المسلمين" بأنهم خطر وأنهم بعيدون عن الديمقراطية.