قابل الشيخ أبو عمر المصري، إمام المركز الإسلامي بمدينة ميلانو الإيطالية بارتياح حكم القضاء الإيطالي الصادر الأربعاء الماضي بتعويضه بمليون يورو ومعاقبة 23 من ضباط المخابرات الأمريكية "CIA " بالسجن بعد إدانتهم بالتورط في جريمة خطفه من أحد شوارع ميلانو عام 2003. وأشاد الإمام المصري ومحاميه منتصر الزيات بالحكم الصادر، ووصفاه بأنه "انتصار كبير وقصاص عادل" من أولئك الذين قاموا باختطافه وتعذيبه، وقالا إن الحكم أعاد الاعتبار لضحية ما عرف بالسجون الطائرة، بعدما تم اختطافه وترحيله إلى مصر الذي تعرض للاحتجاز بسجونها حيث قالت هيئة الادعاء إنه تعرض للتعذيب. وقال "أبو عمر" في تصريح ل "المصريون": الحكم الذي صدر بسجن المجرمين الأمريكان وتعويضي بمليون يورو وتعويض زوجتي نبيلة غالى بنصف مليون يورو أعاد لي الاعتبار، مضيفا: "سأواصل مشواري في مقاضاة هؤلاء المجرمين حيث سألجأ للمحكمة المدنية للمطالبة بتعويض قدره عشرة ملايين يورو، كما أن المحكمة الأوربية لحقوق الإنسان ستنظر قريبا دعوى قضائية قمت برفعها بهذا الشأن". وكان المسئول بالاستخبارات الأمريكية مايكل سكيوار ذكر أن إدارة الخدمة السرية بالجيش الإيطالي، أقرت العملية، فيما أكد مسئول آخر ب "CIA" رفض ذكر اسمه، لشبكة "CNN " الإخبارية الأمريكية أن وكالة الاستخبارات الأمريكية عرضت العملية على نظيرتها في إيطاليا، حيث تم تنفيذ العملية المشتركة. وقال أبو عمر إن رئيس المخابرات العسكرية الإيطالية نيقولا بولارى ونائبه وعددا من قيادات المخابرات الإيطالية هربوا من المحاكمة بالاحتماء بالحصانة التي يوفرها لهم القانون الإيطالي واستندوا في ذلك إلى أن محاكمتهم ستلحق أضرارا بالغة بالأمن القومي الإيطالي. ورغم الترحيب الشديد الذي أبداه المحامي منتصر الزيات بالحكم الصادر بتعويض موكله وسجن خاطفيه من أعضاء المخابرات الأمريكية إلا أنه أكد أنه سيواصل مخاصمة الحكومة الإيطالية لرفضها إعطاء "أبو عمر" تأشيرة دخول لايطاليا. وأكد أنه سيسافر خلال أيام إلى ايطاليا لإقامة دعوى التعويض لصالح "أبو عمر" بقيمة 10 مليون يورو، موضحا أيضا أنه يعتزم مقاضاة حكومة سيلفيو برلسكونى لإغلاقها المركز الإسلامي الذي كان أبو عمر بعمل إماما فيه، بحجة أن صلاة المسلمين في هذا المركز تسبب إزعاجا شديدا للمواطنين الإيطاليين.