إلى مجاهدى ثورة 25 يناير المجيدة قامت فى مصر ثورة فى الخامس والعشرين من يناير عام 2011 من شباب أعزل إلا من سلاح الإيمان بضرورة تغيير الحكم الفاسد الذى أدى وجوده جاثما لمدة ثلاثين عاما على صدر مصر إلى تخلف البلاد فى كافة الاتجاهات سواء منها الاقتصادية أو الثقافية أو العلمية أو الفنية حيث كان الحكام مشغولون بنهب ثروات الأمة وسرقة الأقوات بدلا من الانشغال بحل المشاكل التى تفاقمت إلى حد الانفجار. هبّ الشباب الحرُّ كالإعصارِ يبغى التحررَ من قيود العارِ جارَ الطغاةُ وجاوزوا فى ظلمهم ملأوا السجونَ بكافة الأحرار والفقرُ بات عقيدةً حتمية لسياسة تدعو إلى الإفقار نَهَبُوا المزارع والصحارَى والقرى سَرَقوا من الأقوات ما فى الدار لم يصبح المليون نهبا كافيا فتكدّسَ الآلاف فى المليار قالوا الطوارئ من لزوم سياسةٍ تقضى على الإرهاب والثوار لاينبغى للناس رفع عقيرةٍ أو الاحتجاج على لصوص الدار! وتكبّروا، وتَجبّروا، وتوحّشوا فكأنما ملأ الجهات ضَوارى كم بَرّروا، كم زَوّروا، كم قَتّلوا كعصابةٍ دنيا من الأشرار جعلوا من الإعلامِ بوقا كاذبا نَشروا التفاهة فى رُبَا الأقطار وانحط ذَوْقُ الناس فى أسماعهم والإثم كل الإثم فى الأبصار و"المبدعاتُ" العارياتُ نموذجٌ للفسقِ بين شبابنا الأطهار و"الفن" قُبحٌ، والغِناءُ كآبة فالصوتُ أَنْكَرُ من نهيقِ حِمار جعلوا "القناة" لكل فَجِّ آثمٍ وأَتَوْا بكلِّ مُزايدٍ ثَرْثَار أما الصّحافة فالنفاقُ وسيلة مُثلى لكل مُغامرٍ مُختار والعِلمُ صار فَريضة منسية والجَهلُ سَاد فَشاع فى الأمصار هَبَّ الشبابُ مجاهدا فى لحظةٍ يبغى التحررَ من قيود العار فاستوقفَ التاريخ عِزّا شامخا لِيُسَطر الأمجاد فى الأخْبَار قال الشبابُ: جُموعُنا سلمية وجِهادُنا فى سَقطةِ الجَبَّار ومَضَوْا بمَيْدانِ الكرامة رُكّعاً ودُعاؤُهم للواحدِ الغَفّار هاج الطغاةُ فأطلقوا عُمَّالَهم فى صورةِ المُتَدَجّجِ الجَرَّار فأتت جَحَافِلُ بطشِهم مُخْتَالة بِجِمَالِهِم وخُيُولِهم والنّار ضَرَبوا جُموع الشعْبِ فى فَوَرَانِه سَفكُوا دماءَ النّاسِ والثوار فاستشهد الحُرُّ الأبِىُّ وماارتضى عَيْشَ المَذَلّةِ والخَنَا والعار حَيُّوا شهيدَ الحَقِّ فى استبساله حَيُّوا شَجاعة مؤمنٍ مِغْوار لم يرتضى عَيْشا بِذلٍّ غامرٍ فمضى الشهيدُ مُجَلّلا بِوَقار فى جَنّةِ الخُلدِ الكريمِ حياتُه عِزّا ، بِحَوْلِ الواحدِ القهَّار أستاذ الإحصاء كلية العلوم جامعة الإسكندرية*