دعت عصابة الإنقاذ الوطنى إلى المظاهرات لإنقاذ نفسها وإنقاذ أحلامها فى السلطة التى ضيعها عليهم الشعب بفشلهم فى الانتخابات، لذلك قرروا مقاطعتها واللجوء إلى العنف.. وقد أثبتت المظاهرات فى جمعة الخلاص فى الأيام الماضية أن المعارضة تريد الخلاص من الدستور، ومن الإسلام، والإسلاميين، بل الخلاص من الشعب ومن الوطن والدولة، وهدم المعبد على كل من فيه بيد شمشون الجديد أى جبهة الخراب والفلول والبلطجية والبلاك بلوك " الأناركية " أى الفوضوية, وأثبتت المظاهرات فشل المعارضة ومسئوليتها عن العنف والدماء, يستوى فى ذلك جبهة الخراب وسائر العلمانيين سواء الليبراليون أو الشيوعيون بمختلف الأسماء التى يضللون بها الشعب حتى لا يعرف حقيقتهم مثل أسماء التجمع، والاشتراكى الثورى أو الديموقراطى رغم أن ماركس يلعن الديمقراطية الغربية إلا أن أدعياء الماركسية فى مصر تأمركوا وأصبحوا يدافعون عن الديمقراطية بشرط أن تأتى بهم للبرلمان والرئاسة، وإلا فإن "علاء الأسوانى" يطالب بإقصاء الأميين وهم نصف الشعب عن الانتخابات لأنها لم تأت بسيده "البرادعى" للحكم ليجعله وزيرًا!. ويطالب مصطفى بكرى وحسن نافعة بتدخل الجيش فى السياسة فربما جعلوه وزيرًا ويتمسح حسين عبد الغنى بجبهة الخراب فربما جعلوه وزيرًا للإعلام .. وإننى أقترح حلًا لهذه المشكلة أن يتم تعيين كل "عبده مشتاق" منهم وزيرًا ليصبح عدد الوزراء بضعة مئات، وسيكون أول اجتماع لمجلس الوزراء مجزرة بين الليبراليين والشيوعيين، وأقترح مبادرة تشبه الكوميديا العبثية فى مسرح اللامعقول، وذلك بأنه بدلًا من الانتخابات والصندوق ورأى الشعب الذى يرفضونه، ولا يحترمونه بأن يأتى الفرسان الثلاثة إلى ميدان التحرير، حيث نضع كرسى الرئاسة فى منتصف الميدان وسط حشود المتظاهرين فى جمعة الكراسى الموسيقية، وهى اللعبة التى يلعبها الصغار فى حفلات المدارس ثم تعزف الموسيقى فيعدوا العواجيز الثلاثة زعماء جبهة الخراب، ويدورون حول كرسى الرئاسة حتى تنقطع أنفاسهم ثم تتوقف الموسيقى فيندفع أحدهم ليجلس على الكرسى الرئاسى، وربما تشاجروا أو قاتلوا بعضهم بعضًا فيستريح الكل .. وأقترح مبادرة أخرى وهى أن نجعل كل "عبده مشتاق" منهم يجلس على كرسى الرئاسة ولو ساعة واحدة أو بعضهم فوق بعض ليكونوا بذلك المجلس الرئاسى أو المجلس الخرافى الذى لا ينادى به إلا المخمورون أو المصابون بجنون العظمة، وهو نوع من البارانويا أى الأفكار الوهمية المتسلطة على العقل... ولنترك الضحك رغم أن شر البلية ما يضحك, ولنتأمل البلية نفسها، فنجد أن المعارضة وجبهة الخراب بدعوتها للمظاهرات تخلق الجو المناسب للفلول والبلطجة والعنف والدم، وبذلك فإن المعارضة وجبهة الخراب تدعو للعنف وتحرص عليه وتوافق عليه فعليًا، وتعطى لها غطاءً سياسيًا حتى إذا ما انتهى الأمر بالنجاح كان ذلك لصالحهم وإذا فشل فإنهم سريعًا ما يتنصلون منه ويعلنون رفضه لفظيًا. إن المعارضين وجبهة الخراب بعد أن يئسوا من الوصول للحكم بالديمقراطية والصندوق الانتخابى اتبعوا أسلوب المماليك، حيث كان يصعد أحدهم ليتولى ملك مصر إلى القلعة فيقضى على الحاكم ليتولى هو, ثم يأتى من بعده أمير آخر ليقضى عليه, ويتولى مكانه معتمدًا على حزبه من العسكر, ولكن هناك فرق فى التشبيه, إذ إن المماليك القدامى هم الذين هزموا التتار والصليبيين، وبنوا المساجد والمدارس التى صنعت حضارة، ولكن فى أواخر أيامهم وبعد أن اكتشف الغرب الصليبى طريق رأس الرجاء الصالح لاحتلال بلاد المسلمين فى الهند, توقفت أموال "المكوس" التى كانوا يدفعونها للمماليك فى مصر والشام نظير نقل تجارتهم للشرق, فافتقرت الدولة وتخلفت, واضطر المماليك لفرض الضرائب الباهظة على الشعب، وما صاحب ذلك من مظالم حتى أن "الجبرتى" يحكى لنا فى يومياته أن المصريين كانوا يجوبون الشوارع صائحيين (( يا برديسى يا برديسى إيش راح تاخد من تفليسى ))، وكان البرديسى أحد أمراء المماليك هو والألفى الذى كان معارضًا لمحمد على, ولو بالتحالف مع إنجلترا ضده, وأصبح المماليك يشكلون جبهة الفلول والنظام القديم "نظام العصور الوسطى". ودوخوا محمد على فى حربه ضدهم فى الصعيد بينما كانت إنجلترا تحتل رشيد فى حملة فريزر سنة 1807 , وظل محمد على لأكثر من ستة أعوام عاجزًا عن فعل أى شىء أو تحقيق النهضة التى كان يريدها منذ توليه سنة 1805 إلا بعد أن قضى على المماليك جملة واحدة فى مذبحة القلعة سنة 1812, وإن الشعب هو الذى سيقضى على المماليك الجدد بألا ينتخبهم فى البرلمان فنحن فى عصر الديمقراطية لا فى عصر المماليك.