الحمد لله أن خلفان ليس من بلدى وإلا لكنت أكثر أسفاً.. لكن الأسف والحزن لا يبتعد عنى وأنا أرى إعلامًا قوميًا، كأنما أصابته صدمة عصبية عندما نجحت الثورة فى مصر، واهتز كيانه حين رأى أهل الصلاح يعتلون سدة الحكم مع أنهم أتوا إليه بواسطة الديمقراطية التى طالما أزعجونا بالتغنى بها، وأنها سبب تقدم الغرب، فلما جاءت على غير هواهم إذا هم منها يصرخون. أسفت كثيراً وأنا أرى بعض وسائل الإعلام الخليجية من قنوات وصحف تحاول النيل من الرئيس مرسى وتنشر الإرجاف والأكاذيب بقصد تخويف الناس من حكم الإخوان المسلمين، وقد علم كل واعٍ متابع لهذه القنوات أنها لا تستهدف الإخوان فحسب، بل تخاف أن يحكم الإسلام أرض مصر وأهلها فجن جنونهم تبعاً لفزع أسيادهم الغربيين الذين رأوا فى انتصار هذه الشريحة المؤمنة خطراً على مستقبل هيمنتهم على دول المنطقة، وأن هؤلاء الحكام الجدد بداية التمرد على طريق الطاعة والولاء الذى يدين به حكام المسلمين. إذن فليست القضية فى الإخوان وحكمهم، بل الأمر أكبر من ذلك، وما الإخوان المسلمون إلا مظلة خادعة لنقد كل من يرفع راية الإسلام ويرى أن شرع الله هو الذى لابد أن يحكم ولا سواه.. ما يحصل اليوم فى مصر – يا سادة – هو بداية للتغيير فى موازين القوى فى المنطقة، بل ربما فى العالم أجمع ولذلك اغتاضت القوى العالمية المسيطرة وضجت أذنابها فى بلادنا تنادى بالويل والثبور وتحذر من عظائم الأمور إذا استمر هؤلاء الحكام الجدد! لم تعد إسرائيل آمنة كسابق عهدها، ولم تعد مخططات التغريب فى بلادنا تسير وفق ما هو مخطط لها، وسيسحب البساط من تحت القنوات العربية المفسدة وسيتجه الرأى العام لقنوات ذات نبرة صادقة وتحليل واقعى ينطلق من ثوابت الأمة وركائزها التى تحقق استقلالها وعودة عزتها. وعندما نرى كثرة حملات التشويه وعلو صوت الضجيج ندرك اليوم التعداد الكبير للقنوات المأجورة التى تنطق بلسان الوطن وهى أشد أعدائه، ولذلك أسفت.. أسفت حين رأيت عددها الكبير وكذبها الفاضح وتشويهها المفضوح وهى تمول بأموال خليجية وتنفذ أجندة أجنبية. وبقدر أسفى من اتجاه أكثر القنوات الخليجية وأعمالها المخجلة فقد فرحت – كما فرح معظم الناس فى بلدي - فرحة لا توصف بنجاح ثورة إخوانى المصريين ورأيت مستقبلاً قريباً مشرقاً ليس لمصر وحدها بل للعالم الإسلامى بأسره فى تحول نحو التصحيح تقوده الدولة العظيمة مصر وليست بأول بركاتها على العالم الإسلامى، وأما قنواتنا العميلة فهى تنوح كما تنوح المستأجرة نياحاً لا يحرك قلباً ولا يعيق مسيرة، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.. بارك الله فى مصر وأهلها وأعانهم على إكمال المسيرة وحفظهم من كيد كل كائد إذ هو المستعان وعليه التكلان. [email protected]