سلط أحد الباحثين البريطانيين الضوء على السبب الرئيسي الذى يجعل البشر يذرفون الدموع ويبكون ويتألمون، لافتا الى أن الإنسان القديم استخدم الدموع قبل استخدامه للغة للتواصل مع الآخرين كوظيفة بيولوجية. وقال عالم شهير يدعى مايكل تريمبل، وهو أستاذ بعلم الأعصاب، ان ظاهرة البكاء الفريدة التى تميز بها الإنسان قد استخدمها عند التغلب على العواطف كوسيلة للتواصل بالمشاعر مع الآخرين قبل ظهور اللغة . وأشار تريمبل الى أن جميع العلماء أكدوا من قبل ان الوظيفة الحيوية والميكانيكية لذرف الدموع هو ترطيب مقلة العين ومحاربة العدوى بشكل طبيعي، بينما لفت البعض الى ان التعبير عن المشاعر والألم قد يكون السبب فى البكاء، بينما نفى علماء آخرون ذلك معللين ان أغلب بكاء الحيوانات لا يتعلق بالمشاعر والأحاسيس. وقال ان هذا النوع من التواصل الفريد عن طريق بكاء الإنسان قد دفعه للتحقيق في هذه الظاهرة، ووجد أن هناك أسبابا عديدة لذلك منها اسباب عاطفية وأسباب تتعلق بالحزن والفجيعة أو بسبب الاستماع الى الموسيقى والشعر والأدب. كما ان هناك قلة قليلة من الناس الذين يبكون عند النظر في اللوحات والمنحوتات أو المباني الجميلة ، كما ان لدينا أيضا المشاعر المرتبطة بدموع الفرح ، كما ان هناك دموع التعاطف مع الآخرين . وأضاف أن الانسان يجب أن لا يخاف من التعبير عن عواطفه، وخاصة تلك المشاعر المتعلقة بالرحمة، فمنذ قدرة الإنسان على التعاطف والشعور عن طريق الدموع والبكاء، الأساس للأخلاق والثقافة التي هي حصرا على الإنسان.