نفى رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم أن تكون بلاده قدمت أسلحة ل"أنصار تنظيم القاعدة في شمالي مالي"، واصفا هذه الاتهامات ب"الباطلة". جاء هذا خلال مؤتمر صحفي مشترك مساء الثلاثاء مع رئيس وزراء اليونان انطونيس ساماراس الذي يزور الدوحة حاليا، ونشرت تفاصيله وكالة الأنباء القطرية. وأكد رئيس وزراء قطر أن بلاده "ليس لها أي نوع من التدخل في مالي ولا تنحاز لأي طرف في هذه الأزمة وأن موقفها هو التواصل مع الجميع لإحلال السلام في هذا البلد وأنها لا تنصر طرفا على آخر". وطالب من يطلقون مثل هذه "الاتهامات الباطلة" بتقديم دليل واضح بذلك، معربا عن أسفه أن "جزءا من هذه الاتهامات تأتي من دول شقيقة"، دون أن يسمي تلك الدول. وجدد بن جاسم موقف بلاده الذي يؤكد على أن "الحل العسكري وحده لا ينهي الأزمة في مالي"، وقال إنه "من المهم البحث عن الوسائل الملائمة لحل المشكلة في هذا البلد من أجل إنقاذه لتكون دولة قوية وتصبح جميع الأطراف على وئام". ودعا إلى أن "تضطلع حكومة مالي والاتحاد الإفريقي ودول الجوار والأمم المتحدة بدور مباشر وتساعد في حل هذه الأزمة"، وقال إن هذه هي وجهة نظر دولة قطر". وأوضح أنه في حال طُلب من دولة قطر المساهمة في حل الأزمة في مالي فإنها ستكون طرفا مساعدا في الحل. وكانت تقارير صحفية فرنسية أشارت مؤخرا إلى احتمالية تقديم قطر مساعدات للعناصر المرتبطة بتنظيم القاعدة في شمال مالي. وسبق أن أعلن رئيس وزراء قطر عن اعتقاده بإمكانية حل الأزمة في مالي من خلال الحوار السياسي، وليس القوة. يذكر أنه مع وجود فراغ في السلطة أدى إلى الانقلاب العسكري في شهر مارس/آذار الماضي، انتشرت حالة من العصيان المدني في مالي بدأت في شمال البلاد منذ نحو عام وانضم أكثر من نصف البلاد إلى الجماعات المسلحة في الشمال. ونتيجة لجهود فرنسا المكثفة، أعطى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للقوات العسكرية المشتركة لدول غرب أفريقيا (إيكواس) حق التدخل العسكري ضد الجماعات المتمركزة في الشمال. غير أن فرنسا بدأت التدخل العسكري في 12 يناير/ كانون الثاني الجاري بناءً على استدعاء حكومة مالي، وذلك قبل الموعد المتوقع في سبتمبر المقبل. وتدعم عدة دول غربية فرنسا وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا على عدة مستويات مثل المساعدات اللوجستية، وتبادل المعلومات وعمليات نقل الجنود والعتاد. وترغب أكبر ثلاث جماعات مسلحة مسيطرة على شمال مالي وهي جماعة أنصار الدين، والتوحيد والجهاد في غرب أفريقيا، والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، في تأسيس نظام بالبلاد يستند إلى معتقدات دينية.