تقرير: العثور على الوثائق التحضيرية لقمة أنكوراج في طابعة بفندق في ألاسكا    السعودية ترحب بقمة ألاسكا وتؤكد دعمها للحوار الدبلوماسي    طلاب الثانوية العامة يبدأون امتحان مادة اللغة الثانية    حظك اليوم وتوقعات الأبراج    "محاولة التخلص منه وصدمة والدته".. 15 صورة وأبرز المعلومات عن عائلة محمود الخطيب    القافلة السادسة عشرة.. شاحنات المساعدات تتدفق من مصر إلى قطاع غزة    قرار مترقب اليوم ضد المتهمين في واقعة مطاردة الفتيات بطريق الواحات    قوات الاحتلال تُضرم النار في منزل غربي جنين    هل شعر بقرب الأجل؟.. منشور عن الغرق لتيمور تيمور يصدم محبيه: «كنت حاسسها وموت شهيد»    اليوم، البورصة المصرية تطلق رسميا أول تطبيق لها على الهواتف المحمولة    حياة كريمة.. 4 آبار مياه شرب تقضى على ضعفها بقرية الغريزات ونجوعها بسوهاج    السيسي يوجه بزيادة الإنفاق على الحماية الاجتماعية والصحة والتعليم    خالد الغندور يكشف ردًا مفاجئًا من ناصر ماهر بشأن مركزه في الزمالك    سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري بعد هبوطه عالميًا    وزير الإسكان يتفقد مشروع "سكن لكل المصريين" و"كوبري C3" بالعلمين الجديدة    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 بحسب أجندة رئاسة الجمهورية    عيار 21 الآن.. أسعار الذهب اليوم في مصر الأحد 17 أغسطس 2025 بعد خسارة 1.7% عالميًا    مشيرة إسماعيل تكشف كواليس تعاونها مع عادل إمام: «فنان ملتزم جدًا في عمله»    100 عام على ميلاد هدى سلطان ست الحسن    للتخلص من الملوثات التي لا تستطيع رؤيتها.. استشاري يوضح الطريق الصحيحة لتنظيف الأطعمة    وزير خارجية روسيا يبحث مع نظيريه التركي والمجري نتائج قمة ألاسكا    صربيا تشتعل، متظاهرون يشعلون النار بالمباني الحكومية ومقر الحزب الحاكم في فالييفو (فيديو)    مصرع سيدة وإصابة 9 آخرين فى حادث مرورى بين سيارة أجرة وتروسيكل بالإسكندرية    فرح يتحوّل إلى جنازة.. مصرع 4 شباب وإصابة آخرين خلال زفة عروسين بالأقصر    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الأحد 17 أغسطس 2025    7 شهداء فى غارة على ساحة المستشفى المعمدانى بمدينة غزة    الأهلي يعلن تفاصيل إصابة محمد علي بن رمضان لاعب الفريق    10 صور لتصرف غريب من حسام عبد المجيد في مباراة الزمالك والمقاولون العرب    خروج يانيك فيريرا من مستشفى الدفاع الجوى بعد إجرائه بعض الفحوصات الطبية    وكيل صحة سوهاج يصرف مكافأة تميز لطبيب وممرضة بوحدة طب الأسرة بروافع القصير    رويترز: المقترح الروسي يمنع أوكرانيا من الانضمام للناتو ويشترط اعتراف أمريكا بالسيادة على القرم    مصرع شابين وإصابة آخر في حادث انقلاب دراجة بخارية بأسوان    تدق ناقوس الخطر، دراسة تكشف تأثير تناول الباراسيتامول أثناء الحمل على الخلايا العصبية للأطفال    8 ورش فنية في مهرجان القاهرة التجريبي بينها فعاليات بالمحافظات    رابط نتيجة تقليل الاغتراب.. موعد بدء تنسيق المرحلة الثالثة 2025 والكليات والمعاهد المتاحة فور اعتمادها    في تبادل إطلاق النيران.. مصرع تاجر مخدرات بقنا    «بأمان».. مبادرات وطنية لتوعية الأهالي بمخاطر استخدام الأطفال للإنترنت    رئيس جامعة المنيا يبحث التعاون الأكاديمي مع المستشار الثقافي لسفارة البحرين    الداخلية تكشف حقيقة مشاجرة أمام قرية سياحية بمطروح    لأول مرة بجامعة المنيا.. إصدار 20 شهادة معايرة للأجهزة الطبية بمستشفى الكبد والجهاز الهضمي    رئيس الأوبرا: واجهنا انتقادات لتقليص أيام مهرجان القلعة.. مش بأيدينا وسامحونا عن أي تقصير    المصرية للاتصالات تنجح في إنزال الكابل البحري "كورال بريدج" بطابا لأول مرة لربط مصر والأردن.. صور    تعليق مثير فليك بعد فوز برشلونة على مايوركا    نجم الزمالك السابق: سنندم على إهدار النقاط.. ومن المبكر الحكم على فيريرا    «أوحش من كدا إيه؟».. خالد الغندور يعلق على أداء الزمالك أمام المقاولون    مي عمر على البحر ونسرين طافش بفستان قصير.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    كيف تتعاملين مع الصحة النفسية للطفل ومواجهة مشكلاتها ؟    «زي النهارده».. وفاة البابا كيرلس الخامس 17 أغسطس 1927    "عربي مكسر".. بودكاست على تليفزيون اليوم السابع مع باسم فؤاد.. فيديو    يسري جبر يوضح ضوابط أكل الصيد في ضوء حديث النبي صلى الله عليه وسلم    عاوزه ألبس الحجاب ولكني مترددة؟.. أمين الفتوى يجيب    هل يجوز إخراج الزكاة في بناء المساجد؟.. أمين الفتوى يجيب    حزن ودعوات| المئات يشيعون جثمان «شهيد العلم» في قنا    القائد العام للقوات المسلحة: المقاتل المصري أثبت جدارته لصون مقدرات الوطن وحماية حدوده    وزير الأوقاف: مسابقة "دولة التلاوة" لاكتشاف أصوات ذهبية تبهر العالم بتلاوة القرآن الكريم    الشيخ خالد الجندي: الإسلام دين شامل ينظم شؤون الدنيا والآخرة ولا يترك الإنسان للفوضى    الإصلاح والنهضة يواصل تلقي طلبات الترشح لعضوية مجلس النواب عبر استمارة إلكترونية    وزير الري يتابع موقف التعامل مع الأمطار التي تساقطت على جنوب سيناء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هجوم عنيف على قيام رجال الأعمال بنقل أموالهم للخارج .. ومطالبة رموز النظام بالاستقالة مثلما فعل خدام .. ودعوة لتشكيل جبهة شعبية لإنقاذ مصر من الفساد .. وسخرية من مطالبة مبارك بمشاركة جميع " العراقيين" في الحكم
نشر في المصريون يوم 09 - 06 - 2005

استمرت " نوبة الصحيان" التي تشهدها الصحافة المصرية منذ عدة أسابيع ، في وتيرتها المتصاعدة اليوم ، إذ حملت صحف القاهرة اليوم مطالبة لكبار رموز النظام بالرحيل وترك مناصبهم على غرار ما فعل عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري ، فيما فتحت صحيفة "المصري اليوم " الملف الشائك ، الخاص بقيام بعض رجال الأعمال وكبار المسئولين بشراء منازل وعقارات في أوروبا تحسبا لأي تطورات محتملة . وفي المقابل ، كانت هناك اليوم دعوة لتشكيل جبهة وطنية موسعة لإنقاذ مصر من الفساد . وفي التفاصيل المزيد من الرؤى والتحليلات ونبدأ جولتنا اليوم من صحيفة " المصري اليوم" ، ومع المقال اليومي لمجدي مهنا ، والذي أشار في بدايته لقرار عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري تقديم استقالته من جميع مناصبه ، ثم مضى مهنا معلقا " بعد هذا الخراب ، صحا ضمير خدام ، ولو فكر كل زملاء خدام من الحرس القديم في تقديم استقالاتهم أيضا ، لكانت اكبر خدمة يقدمونها للشعب السوري وللأمة العربية ، وهي خدمة جليلة لو عرفت طريقها إلى التطبيق في مصر ، ولو فكر كل من أمضي عشرين عاما في منصبة في تقديم استقالته " . وأضاف مهنا " ماذا لو استقال كل المسئولين الكبار وعددهم لا يتجاوز 50 مسئولا دفعة واحدة . يسري هذا على حوالي خمس حلقات ، الأولى القريبة من رئيس الجمهورية ، والثانية التي تضم عددا كبيرا من كبار المسئولين في الأجهزة التنفيذية والتشريعية ، والثالثة التي تصم عددا من وزراء الحكومة ، والرابعة كبار الصحفيين ، والخامسة التي تضم شخصيات لها مناصب تنفيذية في الدولة " . ومضى مهنا قائلا " لا أريد أن اذكر الأسماء ، حتى لا يفوتني واحد منها ، وهي معروفة للجميع ، ولست في حاجه إلى التذكير بها ، فقد " طق" الشعب من الاستماع إلى أحاديثها ومشاهدة صورها في الصحف ، وعلى شاشة التلفزيون ، ويرجع إليها السبب في حالة الجمود الذي أصاب الحياة السياسية ، والعف الذي عشش في جميع أركانها " . وشدد مهنا على أن " غياب هؤلاء عن الساحة لا يمكم أن ينشأ عنه فراغ دستوري ، بينما استمرارهم حتى الآن في مناصبهم هو الذي يعوق مسيرة الإصلاح ويجعلها أداة يسخرونها في خدمة مصالحهم وأغراضهم الخاصة . هل يملك هؤلاء شجاعة الاعتراف بالخطأ ونقد تجربتهم في الحكم ويتخذون قرار تقديم استقالاتهم من جميع مناصبهم مثلما فعل خدام . إن الإصلاح بهؤلاء .. لن يكون أصلاحا بل ترقيعا وعملية جدل ونصب كبري والإصلاح بدونهم أفضل لمصر ولشعبها ولمستقبل الأجيال المقبلة " . وإذا كان مهنا ، قد طالب كبار المسئولين الذين قضوا في السلطة من العمر عتيا أن يرحلوا ، فان زميله في نفس الصحيفة ، حمدي رزق حذر اليوم من نمط آخر من الرحيل دار بشأنه همسا متصاعدا في الأيام الأخيرة . وقال رزق " الجمتني الدهشة والمعلومات تتواتر وتقول بان طلبات مصرية متزايدة على شراء شقق سكنية للإقامة في باريس ولندن ووسط أوروبا ، وأنه في الشهور القليلة الفائتة تلقت بيوت السمسرة الأوروبية طلبات قاهرية مضطردة لشراء مساكن للإقامة ، وأرجعت تلك البيوت ارتفاع أسعار العقارات في هذا التوقيت إلى إقبال غير مبرر على الشراء من جانب أصحاب الثروات والأعمال المصريين " . وأضاف رزق " الإقبال المصري على شراء العقارات الباريسية تحديدا يأخذ منحنى تصاعديا لسبب سريان الهمس بين قطاعات من رجال الأعمال بضرورة توفير مسكن تبادلي في أوروبا فيما لو ، لا قدر الله ، وحدث مكروه في مصر ، ومن باب التقليد أو التحسب لما قد يستجد تزيد الطلبات ، ومعها يتحول الهمس لحالة لابد من فحصها والتأكد من أسبابها . أيضا يتحدثون همسا أن الثروات الخاصة خرجت من قبل ، ولحقت بها الإرباح ، وما تبقى من المصانع تعمل بفلوس البنوك ، ويزيدون بان تأشيرات طويلة الأجل حصل عليها بعض هؤلاء لأسباب تظل خافية وإن كانت تأخذ شكل النميمة البزنسية " . وعلق رزق على ما سبق قائلا " إن ما يجري الآن جد خطير ويستحق أن من الجميع الانتباه ، فهناك من يعرب من المركب ظنا منه أنها تغرق ومنهم من يستعد للنجاة ولكن ينتظر الإشارة ، بسبوره في يده وشنطته على كتفه و على أول طائرة (..) صحيح أن رأس المال جبان ، لكن لا نجد تبريرا لمن يأكلون خبز النظام ويهربون ويخلفون وراءهم شائعات انه سينقض كالجدار على من تحته وليس بناج أحد إلا من رحم ربي ، تلك الحالة تستوجب على سدنة النظام بحث الأمر بجدية حتى لا تتحول مصر كلها إلى إيزاك عنبر في فيلم لعبة الست ، وإن كان الواقع تجاوز الفيلم بكثير ". وأعتبر رزق أنه يجب " على منظري النظام أن يفكروا في تفكيك حالة الاحتقان التي هيأت للبعض أن النهاية صارت قريبة وأن شاشة الصالة قد أطفئت أنوارها وعلى النظارة الخروج لعالم آخر أكثر واقعية من أفلام السينما التي نشاهدها على شاشة التلفزيون المصري ، هناك واقع يجعل من لم يفكر في الهرب يفكر ألف مرة ، وإذا كانوا من خربوها وقعدوا على تلها هربوا أو يستعدون ، إلا يسترعي الانتباه حالة الهروب الجماعي التي يمارسها شباب صغير السن غليان يفلت بجلده في قعر مركب وسط الأمواج والأنواء طلبا لحياة أفضل ، ولا ينتظره هناك فيللا بأثاث وثير وخدمة راقية لكنه يهرب من الطوفان " . والحديث عن هذا الطوفان الذي يدفع الشباب للهرب ، ولو إلى المجهول ، كان موضوع الكاتبة الكبيرة سكينة فؤاد في مقاله اليوم بصحيفة "الأهرام " ، حيث تساءلت باستنكار " كيف يقاوم المواطن هذا الفساد الضارب حتى النخاع‏,‏ إذا لم تحدث تغييرات سياسية جذرية ومصيرية‏,‏ تستعيد للمصريين الحقوق الأساسية للمواطنة وفي مقدمتها ما تلخصه كلمة واحدة اسمها الأمان‏,‏ التي أعلن أستاذ القانون الدولي وعضو مجلس حقوق الإنسان د‏.‏ فؤاد رياض أنها بديهيات وأبجديات قيام وصلاحية أي نظام‏,‏ عندما كتب في تعقيبه المهم علي مقال الخميس‏28‏ ابريل‏,‏ أن نشاط مجلس حقوق الإنسان قائم علي بديهية وجود إنسان تتوافر له المقومات اللازمة للحياة بداية‏ ، ونحن نتساءل‏:‏ هل ما يتوافر حول المصريين الآن هي المقومات اللازمة للحياة أم لقتل وإبادة الجماعة المصرية " . وأضافت فؤاد " ولنأخذ عينة من الكوارث القومية المثارة داخل لجان مجلس الشعب ابتداء بما كشفته لجنة الإسكان عن تلوث مياه الشرب في 18 محافظة فاقت فيها معدلات التلوث النسب المصرح بها دوليا‏,‏ وأشارت إلي الكلور المستخدم كأحد الأسباب الرئيسية للتلوث‏,‏ وعدم تطهير الشبكات بصفة دورية‏,‏ وعدم كفاءة عملية التنقية وتهالك شبكات المياه وإهمال صيانتها‏,‏ وعدم الدقة في جرعات الشبة والكلور وإهمال صيانة أحواض الترسيب والترشيح‏ ، وتلوث المجاري المائية باختلاط الصرف الصحي والصناعي والعوادم والمخلفات الزراعية والسياحية بمياهها‏,‏ وبدلا من أن نواجه الكارثة بتقارير من جهات مستقلة تحدد أبعاد الأزمة وتضع خطط الإنقاذ‏,‏ انقلبت إلي معركة بين الوزير المختص والنواب كيف نصل إلي الحقائق وسط هذا العبث‏ " . ومضت سكينة فؤاد في استعراض عدة نماذج للفساد ، ثم علقت قائلة " كيف يقاوم المواطن وينجو من هذا الفساد الضارب حتى النخاع في أبسط وأول الحقوق لمواطنته ،,‏ ما لم تحدث تغييرات سياسية جذرية ومصيرية تستعيد للمصريين جميع حقوق المواطنة‏,‏ وتخرجهم من العصيان المدني الصامت الذي أعلن د‏.‏ كمال أبو المجد نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان‏,‏ بأنهم يمارسونه الآن ولتصبح إرادتهم ومطالبهم وهمومهم وإنقاذهم‏,‏ وليس الإرادة أو الادارة الأمريكية‏,‏ هي التي يجب أن ُيصغي إليها جيدا في هذه اللحظات المصيرية " . ورأي سكينة فؤاد أن بات " فريضة وطنية للإنقاذ ، اجتماع القوي الممثلة لجميع التيارات السياسية والفكرية ،‏ التي بوصلتها مصلحة الوطن ، في جبهة تضع قواعد للتغيير وأسسا للرقابة والتقويم والمحاسبة كالمطبقة في الدول التي تحترم شعوبها وتضع سلامتها وحمايتها في مقدمة أمنها القومي والحيوي‏,‏ لقد قادنا الصوت الواحد والإرادة المنفردة إلي هذا الفساد والإفساد‏,‏ وتفاقم المخاطر والمهددات واختفاء أحزمة الأمان التي تحتمي بها الشعوب‏" . واعتبرت فؤاد " إن إنقاذ وطن ينادي جميع الأمناء عليه بأن يصطفوا في جبهة تعلن إننا شعب لم يمت برغم جميع صنوف القهر والاستذلال والإقصاء‏,‏ وان احترام إرادته هو الفيصل في تشكيل وتأمين المستقبل الذي نريده نحن لا ما تريده مخططات وتحالفات الفساد والاستبداد الخارجي والداخلي ولإعادة الأمور إلي قاعدتها الصحيحة‏..‏ السلطة للشعب وكل من يضعه هذا الشعب علي مقعد من مقاعد السلطة والمسئولية يكون خادما للشعب ويخضع لأنظمة الرقابة والمحاسبة والنقد والتقويم التي تنهي فنون وسياسات تدمير وإبادة الجماعة المصرية‏ " . هذه الرغبة في اصطفاف الشعب المصري وراء جبهة وطنية للإنقاذ ، تضم الجميع ولا تستبعد أحدا ، كانت أيضا موضوع مقال جمال بدوي في صحيفة " الوفد " المعارضة ، وإن كان بدوي قد استخدم لهجة ساخرة ، قائلا " تفتحت خياشيم السمع في دماغي عند كلمات قالها السفير سليمان عواد، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، في أعقاب محادثات القمة التي عقدت في شرم الشيخ بين الرئيس مبارك، والعاهل الأردني عبد الله، يوم الاثنين الماضي، قال المتحدث الرسمي: إن مصر تري ضرورة تمثيل جميع أطياف الشعب في العملية السياسية، وعدم تهميش أية طائفة أو فئة، ولابد أن يشارك الجميع في صياغة الدستور في إطار العملية السياسية.. الخ ". وأضاف بدوي " انتابتني حالة من الفرح الممزوج بالفخار، وأحسست برأسي يكاد يطاول السحاب، وحمدت الله علي أننا بدأنا نضع أقدامنا علي أول طريق الإصلاح، ونهاية طريق الاحتكار والتكويش والاستبداد السياسي، وقلت لنفسي لقد ذهب إلي غير رجعة عهد الحزب الواحد الذي يستأثر بكل مقدرات البلاد دون وجه حق، ولا يترك لغيره سوي الفتات، وهنيئا لنا هذا العهد الجديد الذي تتساوي فيه الرؤوس، ويتاح لكل ألوان الطيف السياسي أن تظهر وتعبر عن وجودها بكل حرية، وغدا يعبر الشعب المصري عن تكويناته وقواه السياسية بلا تدخل أو تزوير أو افتعال، لقد انتهي عصر التهميش.. ومن الآن فصاعدا لن تشكو طائفة أو فئة من الإهمال أو الازدراء، بل ستعبر عن نفسها في وسائل الإعلام الكبرى من صحافة وإذاعة وتليفزيون، ويستطيع أي حزب أن يجد له مكانا علي رقعة الإعلام القومي المملوك للشعب ". وأضاف " قلت لنفسي: خلاص.. لن نكون في حاجة إلي مظاهرات وخناقات ومعارك دامية، فقد دالت دولة البلطجة، ولن يلجأ الحزب الحاكم إلي سلاح القمع لهتك أعراض النساء في شوارع العاصمة بعد أن تم القبض علي المجرمين ولقوا العقاب الصارم من أجهزة العدالة، وصار كل إنسان يأمن علي نفسه ورأيه وفكره، وينتمي إلي الحزب الذي يري فيه القدرة علي تحقيق آماله ". وأختتم بدوي مقاله قائلا " وعندما صارحت أصدقائي بهذه الانتعاشة الفجائية: إذا بهم يقولون.. حيلك.. حيلك.. لقد أسرفت في التفاؤل، وقرأت تصريحات المتحدث الرسمي علي هواك.. وعليك أن تعيد القراءة، وسوف تكتشف انه يقصد بهذه التمنيات والمطالب: العراق.. وليس مصر.. وكتمت مشاعري في قلبي.. وقلت لنفسي: يا فرحة لم تتم (!!) " . ونختتم جولة اليوم مع صحف الحكومة ، وبالتحديد صحيفة الجمهورية ، حيث كتب محمد أبو الحديد ، ما اعتبره " سباحة.. في بحر الديمقراطية !! " ، جاء فيه " قلنا في مصر "نعم" لتعديل مادة في الدستور المصري.. وقال الفرنسيون والهولنديون "لا" للدستور الأوروبي كله. نحن بعد "نعم" نستعد لانتخابات الرئاسة في سبتمبر ومجلس الشعب في نوفمبر.. وأوروبا بعد "لا" الفرنسية والهولندية تفكر في إلغاء الاستفتاء علي الدستور في بقية دول الاتحاد.. بينما بولندا ترفض هذا الاتجاه وتصر علي إجراء الاستفتاء.. وبريطانيا تأخذ زمام المبادرة. وتؤجل استفتاءها لأجل غير مسمي ". وأضاف " في الاستفتاء عندنا. اتخذت أربعة أحزاب معارضة هي الوفد والتجمع والناصري والغد موقف المقاطعة. ودعت المواطنين إلي التزام بيوتهم يوم الاستفتاء وعدم التوجه إلي اللجان. وفي الاستفتاء في فرنسا وهولندا حثت الأحزاب المعارضة للدستور الأوروبي أعضاءها والمواطنين جميعاً علي الاحتشاد في لجان الاستفتاء وأن يدلوا بأصواتهم ضد الدستور الأوروبي. النتيجة.. أحزاب المقاطعة المصرية خسرت فرصة حقيقية للاحتشاد وحشد جمهورها وإعلان معارضتها لتعديل الدستور من خلال صناديق
الاقتراع كما تقضي بذلك قواعد اللعبة الديمقراطية وأصول العمل السياسي الحزبي.. بينما رقص أعضاء أحزاب المعارضة الفرنسية والهولندية ومؤيدوهم في شوارع وميادين باريس وأمستردام حتى الصباح احتفالاً بانتصارهم علي حكوماتهم المؤيدة للدستور ". واعتبر أبو الحديد أن " أسباب مقاطعة أحزابنا الأربعة للاستفتاء تبدو إذا قورنت بأسباب معارضة أحزاب فرنسا وهولندا للدستور نوعاً من الرفاهية والترف.. بل والدلع. قالت أحزابنا الأربعة. إنها تؤيد تعديل المادة 76 من حيث المبدأ.. أي توافق علي تغيير طريقة اختيار رئيس الجمهورية من الاستفتاء علي مرشح وحيد. إلي الانتخاب بين أكثر من مرشح.. لكنها تعترض علي الصياغة الجديدة التي أقرها مجلس الشعب للمادة المعدلة. لما تتضمنه من شروط تعجيزية من وجهة نظر هذه الأحزاب للترشيح لرئاسة الجمهورية ". وأشار أبو الحديد إلى أن " أمريكا فيما يبدو لا تستريح ل "شكلنا" الحالي. كما أنها لا تستريح لفكرة أوروبا الموحدة التي تريد الصعود لمنافستها. لذلك. بدلاً من أن تهنيء الشعب المصري بنتيجة الاستفتاء باعتبارها خطوة مهمة علي طريق الديمقراطية. سارع بوش إلي التقاط واقعتين مؤسفتين حدثتا يوم الاستفتاء. وجعلهما محور أول تعليق له. وكان تعليقاً سلبياً بالطبع ". ولا تعليق من جانبا ، على سباحة أبو الحديد ، التي لم تكتف بلي عنق الحقيقة ، بل قطعتها بالكامل .

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.