نتيجة لقصور شبكة الطرق الحالية عن استيعاب السيارات التى تزايدت أعدادها بصورة كبيرة وتبديد طاقاتها الاستيعابية نتيجة الإشغالات على جانبى الطرق التى تحولت إلى أماكن انتظار وعدم الانضباط الذى يسود الشوارع المصرية خاصة فى أوقات الذروة، وبعد أن تفاقمت مشكلة المرور فى القاهرة الكبرى، بسبب التكدس السكانى فى حيز عمرانى ضيق، وكذلك مشكلات التخطيط العمرانى، وزيادة عدد السيارات الخاصة، ونتيجة لخروج مئات الآلاف من طلاب المدارس والموظفين إلى مواقعهم فى نفس التوقيت سواء فى الذهاب إلى مواقع عملهم ومدارسهم أو أثناء عودتهم منها.. كل ذلك قد دفعنى دفعًا إلى أن أتقدم بفكرتى هذه والتى كان من المفترض أن تتقدم بها هيئات معنية بحل تلك المشاكل إلا أننى أتساءل لماذا لم يفكر أحد من السادة أصحاب نوط التخطيط والمعروف عنهم أنهم هم الصفوة والقادة فى حل الأزمات التى تظهر ببلدنا قبل أن تجثم على صدورنا كالمعتاد.. ياسادة.. ياجهابزة التخطيط والحلول السحرية لمشاكلنا.. ألم يكن من الأجدر لكم أن تعملوا على حل أزماتنا المرورية التكدسية؟!! من دون أن نفكر فى الحلول العقيمة التى لا تنفع بل تضر وبعيدًا عن موضوع تسيير السيارات الفردية فى أيام والزوجية فى أيام أخرى فهذه فكرة لا يفيد تنفيذها فى مصر ولأسباب عديدة يعلمها القائمون على حركة المرور، ورغم وجود الازدحام المرورى وتكدس السيارات فى الشوارع فإن هذا لا يقلل أبدًا من المجهودات الكبيرة التى تبذلها إدارة المرور لضبط حركة الشوارع وتنظيم سير السيارات فى الشوارع سواء عند بداية العام الدراسى أو فى مختلف أوقات العام، موضحًا أن الكل يلمس المجهودات الكبيرة التى تبذلها إدارة المرور من أجل التخفيف من حدة الازدحام والتكدس المرورى، حيث كثيرًا ما نرى رجالها منتشرين فى مختلف المناطق ويعملون بجهد كبير لتنظيم حركة الشوارع، وخاصة فى أوقات الذروة.. إلا أن الحل الذى أسعى له وأنشده والذى أود أن نتبعه فى حالة حصولنا عليه إنما هو حل لهذا التكدس المرورى المزمن من جذوره الحقيقية.. ويتبادر لذهنى سؤال أريد من عقلاء حكومتنا الرشيدة أن يجيبونى عليه، وهو ماذا يضيرنا لو أن مواعيد الدراسة اختلفت عن مواعيد عمل الموظفين سواء كانوا فى قطاع عام أو حكومة أو قطاع خاص؟!! ماذا لو ظل التلاميذ والطلبة سواء كانوا فى المدارس أو الجامعات وكذلك هيئات تدريسهم ملتزمين بمواعيدهم التى عرفوها من قبل والمنتظمون بها بالفعل وعلى الجانب الآخر نغير مواعيد عمل السادة الموظفين إلى ما بعد مواعيد الدراسة بنحو ساعة ونصف أو ساعتين.. بمعنى لو أن مواعيد الدراسة فى مدارسنا تبدأ من الساعة الثامنة صباحًا وعليه يصبح ميعاد السادة الموظفين فى أعمالهم من الساعة التاسعة والنصف أو العاشرة صباحًا مع الالتزام بعدد ساعات العمل المقررة حتى انصرافهم. وخاصة حينما نعلم أن السادة الموظفين الكبار وأقصد القيادات منهم لا يأتون إلى أعمالهم إلا فيما بين التاسعة والنصف والعاشرة صباحًا بحجة أنهم كانوا منهمكين فى العمل الإضافى إلى الساعة الخامسة أو السادسة مساءً، وكأن أعمالهم لم ولن تنتهى إلا فى هذه الأوقات الإضافية.. وأعتقد أيضًا أنه بتطبيقنا لهذه المواعيد المقترحة سوف نضرب أكثر من عصفور وبحجر واحد، حيث إن تطبيق هذه المواعيد الجديدة للسادة الموظفين سوف يقضى على الفترة الصباحية المقطوعة فى استعادة استفاقة الموظف من سباته التى كان يأتى به من منزله على أساس أنه يستيقظ مبكرًا جدًا ليأتى لعمله مبكرًا وأيضًا سينهى على الفترة الزمنية المستقطعة فى عملية الإفطار سواء الفردى منه أو الجماعى، وكذلك وهو الأهم سيقضى على التسكع الوظيفى الذى يمارسه السادة الموظفون الكبار منهم أو البسطاء الملازمون للكبار أو المحظوظون فى الجلوس إلى ما بعد ميعاد الانصراف بحجة أنهم يعملون وقتًا إضافيًا، وأن أعمالهم لم ولن تنجز إلا فى تلك الوقت وهو ما بعد وقت الانصراف، وبالتالى فإن تطبيق ما اقترحته سيوفر أموالًا طائلة تصرف كإضافى لهم دون وجه حق.