يبدو أن عقول أغنياء الغرب لا تخلو من فكرة العمل الخيري الذي يضخون لصالحه أموالا طائلة، وهو ما اتبعه على سبيل المثال وليس الحصر بيل غايتس، الذي ظل لسنوات أغني رجل في العالم، من خلال تبرعه بنصف ثروته لأعمال الخير، وعلى نفس الدرب سار الملياردير المكسيكي كارلوس سليم، حيث أعلن عن استثماره 317 مليون دولار لدعم التعليم في بلاده على مدار الأعوام الثلاثة المقبلة. وقال سليم، اللبناني الأصل: "سنستثمر 317 مليون دولار على الأقل لدعم وسائل الاتصالات وتنمية المكتبات الإلكترونية وتجهيز المدارس في إطار برنامجنا للمساهمة في التعليم المكسيكي"، وذلك خلال مؤتمر صحفي أعلن خلاله عن التحالف مع سلمان خان رئيس "أكاديمية خان". ويستهدف التحالف بين سليم وسلمان خان دفع النشاط الأكاديمي في المكسيك وباقي دول أمريكا اللاتينية عن طريق الدروس عبر الإنترنت ومؤتمرات بتقنية الفيديو حول ملفات عديدة لإيجاد "تعليم على مستوى عالمي من خلال توفير الدروس بلا مقابل وفي أي وقت باللغتين الإنجليزية والإسبانية، وذلك للطلبة والمدرسين وأولياء الأمور. يذكر أن كارلوس سليم من مواليد 28 يناير 1940 بمدينة مكسيكو وهو رجل أعمال مكسيكي من أصل لبناني ، حيث ولد ل"يوسف سليم" وهو مسيحي ماروني من جزين بجنوب بيروت وعرف بالمكسيك ياسم "جوليان سليم حداد"، هاجر عام 1902 إلى مدينة مكسيكو هربا من تجنيد العثمانيين. وقام عام 1911 بفتح محلا باسم (نجمة الشرق)، وتزوج من ليندا الحلو ابنة أحد اللبنانيين الأغنياء التي اشتهرت بإنشائها أول صحيفة لبنانية في المكسيك. رزق منها بستة أطفال كان كارلوس الطفل الخامس، وبدأ كارلوس مساعدة والده عند سن الثامنة. ويعمل أغني رجل في العالم - حسب قائمة أغنياء العالم لعام2010 التي أصدرتها مجلة فوربس الأميركية - في مجال الإتصالات وتبلغ ثروته 60.6 مليار دولار أمريكي.و قد إحتل كارلوس سليم حلو المرتبة الأولى حسب مجلة فوربس يوم 10 مارس 2011 بثروة قيمتها 57مليار دولار.و كذلك و حسب ما ورد عن مجلة فوربس الأمريكية عام 2012 ان اغنى رجل بالعالم هو كارلوس سليم حلو و الذي نقدر ثروته ب 69 مليار دولار.حيث اصبح سليم الرجل الاغنى بالعالم لثلاث سنوات على التوالي. وكانت ثروة كارلوس قد سببت جدلا واسعا في المكسيك، حيث لا يتجاوز نصيب الفرد في هذا البلد 14500 دولار في السنة، وحوالي 17 ٪ من السكان يعيشون في فقر، ويرى منتقدوا كارلوس أن ثروته جمعت من خلال الاحتكار، لأن شركته "تلميكس" تسيطر على 90 ٪ من سوق الهاتف الثابت في المكسيك وتقدر ثروة سليم بما يعادل تقريبا 5 ٪ من الناتج الاقتصادي السنوي للمكسيك .