أهم يميز الانسان المصري الذكاء الفطري الذي وهبه الله له ، و كذلك المعدن الأصيل وحب الوطن الذي يصل في بعض الآونة الي العشق والهيام. ان حب مصر يجمع كل المصريين علي اختلاف عقائدهم و انتماءاتهم السياسية و الحزبية. يظهر ذلك بوضوح في الغربة حينما يحن المصري لأهله وأصدقائه والحارة والشارع و الهواء ، حتي ان نسائم هوائها وضي شمسها يشفي المريض ، ترابها حنه وارض مزارعها جنة . يا حببتي يا مصر يا أم البلاد .المصري اصيل بطبعه ، و معروف بحب الخير للجميع ، تربي علي المثل القائل "حب الخير لغيرك يجيلك" و "لقمه هنية تكفي ميه" . مشروع دولار واحد لبناء الصعيد . صعيد مصر الطيب ، صعيد مصر الصابر الصامد ، صعيد مصر الأسمر الخمري الجميل. فكرة هذا المشروع هي أن يتبرع كل مصري من العاملين في خارج مصر بدولار و احد في الشهر من خلال رقم حساب في بنك و طني في داخل مصر ، و يجمع هذا المبلغ كل شهر لعمل مشروع خدمي انتاجي صغير في محافظه من محافظات الصعيد ، مثل بناء مستشفى ريفي او مدرسة أو مخبز أو انشاء محطة مياه او زراعة جسور الترع بأشجار مثمرة مثل النخل أو الزيتون أو الموالح أو مشغل حريمي وغيرها . الشهر الاول لمحافظة اسوان ، والشهر الثاني لمحافظة اسيوط والثالث لمحافظة المنيا والذي يليه للفيوم و......و هكذا. كل شهر نهتم بمحافظة من محافظات الصعيد. تخيلوا لو ان مليون مصري تبرع كل واحد منهم بدولار في الشهر سيجمع مليون دولار كافيه بإذن الله لإنشاء مشروع صغير في محافظة من محافظات الصعيد الرجالة. طبعا الاقتراح ده عاوز رجالة مصريين مخلصين و شرفاء يعملوا له أليه و دعاية و تنفيذ و مراقبة تضمن له الاستمرارية و النجاح. لي صديق دكتور جامعي حكي لي حكاية عن امهاتنا الطيبات من اهل الصعيد ، وهي ان هذه المرأة الصعيدية اللي تساوي عشرة رجاله كانت تبيع له اللبن كل يوم ، و كانت تسافر من قريتها حيث تعيش سيرا علي الأقدام حوالي عشرة كيلو مترات ، و لما علم صديقىزاد لها فى الأجر جنيها لييسر لها الركوب ، الام الطيبة أخذت الجنيه و دعت له بالبركة ، و ركبت يوماً ثم عاودت السير علي الاقدام بعد ذلك لتوفر الجنيه لبيتها و أولادها ، فصمم الدكتور أن يزورها و يستكشف أمرها بنفسه فوجدها تعول أولادها ، وتساعد زوجها الذي يعمل غفيراً ب سبعين جنيهاً في الشهر ووجدها تربي الطيور و تحمد الله و تشكره و تريد ان تربي اولادها أحسن تربية فكانت مثالا في الصبر و الرضا ، والأمل في غد مشرق لأولادها و بلدها. هذه المرأة نموذج لملايين الأمهات في صعيد مصر ، يرضون بأقل القليل و ينتظرون الفرج من الله في الغد . هل نحن أقل من اليابانيين والكوريين والاندونيسيين والهنود اللذين ساهموا في بناء بلادهم فنقتدي بهم . أرجوا أن تجد هذه الفكرة من يتبناها و ينفذها ورب درهم سبق الف درهم وأول الغيث قطرة. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]