خبراء: تشويه التيارات الإسلامية من قبل إعلام الفلول أضعف شعبية هذه التيارات د.منار الشوربجى: التيارات المدنية انكشف ضعفها مع أول انتخابات بعد الثورة د.إبراهيم البيومى: تحالفات القوى السياسية مجرد تحالفات من ورق وهشة د.سيف عبدالفتاح: القوى الإسلامية منغرسة فى المجتمع وملتحمة مع الشعب د.محمد السيد سعيد: لماذا لا يريدون لهذه الأمة أن تستعيد قوتها بمرشح إسلامى؟ تعيش قوى التيار الليبرالى المصرى حالة من التخبط السياسى فى الوقت الذى يواجهون فيه صعود التيار الإسلامى إلى سدة الحكم، وتأثيره فى الشارع بقوة أكثر منهم، بالرغم أن التيار الليبرالى كما يطلقون على أنفسهم يمتلكون تقريبًا كل شيء لهدم التيار الإسلامى، فهم بكل ما يمتلكونه من مال ونفوذ وإعلام له قوته، إلا أنهم لم يستطيعوا أن يحصلوا على أى شىء فى كل الانتخابات التى مر بها البلد منذ قيام الثورة، وهذا إن دل فهو يدل على شيء واحد، أما أنهم فشلوا فى الوصول إلى الشعب البسيط وأن يجعلوه يصدقه فى كل ما يقولونه، وكل ما يظهرون به على القنوات الفضائية وما يثيره من بلبلة واضطرابات فى الشارع، إلا أنهم لم يستطيعوا هدم ثقة الناس فى التيار الإسلامى، بل بالعكس فهم كلما ازدادوا فى الهجوم على التيار الدينى ومؤسسة الرئاسة يفقدوا شعبيتهم أكثر، وخسروا كل الجولات الانتخابية التى هى الفيصل فى حسم الأمور. مصدر القوة الرئيسى للتيار الليبرالى هو الإعلام، ومن بعده المال، وبمالهم وإعلامهم يريدون به هدم القوى الإسلامية، لكن الشعب أكثر وعيًا مما يبثه هذا الإعلام كذبًا وافتراء، فكيف يثق فى أناس يقف وراءهم رجال أعمال بعضهم متهمون فى قضايا مخلة بالشرف، والبعض الآخر من فلول النظام السابق وكوادر الحزب الوطنى، فهناك قائمة طويلة من الصحف والفضائيات التى توجه كل إمكانياتها للهجوم على التيارات الإسلامية، ولو حاولنا تقصى حقيقة هذه الأبواق سنجد أنها جميعها مملوكة لرموز من العهد الفاسد الذى قامت الثورة لأجل إسقاطه، لكنهم يقودون الآن ثورة مضادة لإجهاض ثورة الشعب، ورغم كل ما يمتلكون من أسباب القوة، فإن الشعب أقوى منهم. تقول الدكتورة منار الشوربجى أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية إن تلك القوى التى يأتى على رأسها حزب الوفد وغيره، انكشف ضعفها مع أول انتخابات تشريعية بعد الثورة، وظهر عجز قدراتها التنظيمية على المواجهة، فظهرت قوى إسلامية جديدة قادتها جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة، وكذا الجماعة السلفية وذراعها السياسية حزب النور.. إضافة إلى وجود تيارات شباب الثورة، ولم تستطع تلك الأحزاب المدنية مجاراة تيار الإسلام السياسى بسبب الأطماع السياسية فى مقاعد البرلمان السابق، فقررت خوض التجربة منفردة، مما أدى إلى فشلها، وجاءت النتيجة باكتساح التيار الإسلامى لبرلمان الثورة بسهولة. ويقول الدكتور إبراهيم البيومى أستاذ علم الاجتماع السياسى إن تحالفات القوى السياسية هى مجرد تحالفات من ورق هشة لا تستطيع مواجهة التيار الإسلامى، فهى مجرد شكل من أشكال التعددية الحزبية تم صنعها فقط من أجل مواجهة التيار الدينى، ولاسيما الإخوان والسلفيين الذين شكلوا قوة جماهيرية فى الشارع لا يستهان بهم، وتوجههم الدينى وتعاطف المواطنين البسطاء الذين يحتاجون لمَن يكلمهم فى دينهم ومعتقدين أنهم يعرفون الله ويراعون مصالحهم، فلذلك هم يفوزون فى كل الجولات الانتخابية، والسبب الرئيسى فى فشل التحالفات الليبرالية أن كثرة هذه التحالفات الإسلامية تصيب القوى المدنية بالضعف أمام الرأى العام، لأنها لم تستقر حتى الآن على هدف سياسى موحد، والأطماع السياسية البحتة هى السبب فى فشل جميع التحالفات، مشيرا إلى أن القوى المدنية بعيدة عن الانسجام الأيديولوجى بسبب كثرة الأفكار والتوجهات الفكرية والسياسية المتناقضة، ومن ثم صعوبة صياغة برنامج سياسى موحد يصعب معه نجاح أية تحالفات، مضيفا أن الشو الإعلامى وحده هو الذى يحكم هذه التحالفات للظهور على الساحة السياسية بعد أن فشلت القوى الليبرالية بعد الثورة فى ملء الفراغ السياسى الذى خلفه الحزب الوطنى المنحل وأيضًا من الأسباب التى جعلت الشعب يصدق التيار الدينى أن الشعب يكره النظام السابق ويعتقد أن كل الوجوه التى على الساحة هى مجرد امتداد للحكم مبارك الذين تخلصوا منه. ومن ناحية أخرى، يقول الدكتور سيف الدين عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن الأحزاب الحالية والتيار الليبرالى تعمل بشكل قوى لإظهار صورتها السياسية والشعبية لدى المواطن البسيط، ومدى اهتمامه بالقضايا الجماهيرية، فلن يستطيع تكوين قاعدة شعبية تسانده أو تدعمه فى أية مواجهات سياسية مع التيار الإسلامى المنغرس مع الشارع بشكل قوى، وخاصة فى هذه الفترة الانتقالية التى تمر بها البلاد، فهذا هو الوقت المناسب التى تستطيع القوى الإسلامية أن تصل إلى المواطن البسيط وتستحوذ على الساحة السياسية، فلذلك لا تجد القوى المدنية فائدة فى أى مواجهات، لأنها ستكون خاسرة الجولة قبل أن تبدأ ويجب على القوى المدنية أن تعمل جاهدة لإثبات قوتها وبناء قواعد شعبية وانتشار مقارات للتواصل مع المواطنين. وفى نفس السياق، يقول الدكتور محمد السيد سعيد الخبير بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية: بدلاً من أن يقوم الإعلام بمحاولة لم الشمل ظهر الإعلام بتحيز واضح للعسكر والفلول، فهذا الإعلام يحتاج إلى تطهير ونريد أن نحصل أيضًا على مؤسسات وطنية وقوى إسلامية تتقى الله وتراعيه، حتى لا يحدث مثل ما حدث مع النظام السابق، فنحن نحتاج إلى معايير أخلاقية ومهنية واضحة للجميع والالتزام بها فليس معنى الحرية أن نفعل ما يشاء بدون رقابة فى هذا الفضاء الذى يتابعه الملايين، وما يمكن أن يحدثه من إثارة وبث الفتن والفوضى بين طوائف الشعب، هذا يعتبر قصر نظر من القوى المدنية وعدم وجود رؤية عامة نافعة من قبل من يديرون الإعلام ومن خلفهم رجال أعمال النظام السابق الذين يحلمون بعودة هذا النظام الذين بنوا من خلاله أمجادهم وثرواتهم، أنا لا أدرى لماذا لا يريدون لهذه الأمة أن تستعيد قوتها بمرشح إسلامى، فقد جربنا كل الطوائف الساسية، فوصلنا إلى ما نحن عليه الآن من تراجع على كل المستويات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وتجريف للعقول والثقافة والموارد الطبيعية والبشرية وصولاً إلى حد الفقر. ويقول الدكتور مختار غباشى نائب رئيس المركز العربى للدراسات السياسية والإستراتيجية إن التيارات الدينية تستحق أن يصدقها الشعب لأنها تعمل جاهدة على ذلك، فبالرغم من أن هذه التحالفات والأحزاب نشأت بعد الثورة وقبيل الانتخابات التشريعية حيث تكونت عدة أحزاب فى وقت غاية فى القصر، منها من اعتمد على شعبيته السابقة الوجود ووجوهه المألوفة فى الشارع، كتيار الإخوان المسلمين الذين كونوا الحرية والعدالة، منهم التيار السلفى الذى اعتمد أيضًا على كوادره ودعاته المألوفين فى الشارع المصرى حتى الآن واجهة لحزب النور الذى يعبر عن هذا التيار. أيضًا أحزاب المصريين الأحرار، والعدل، والبناء والتنمية، والحزب المصرى الديمقراطى، كل هذه الأحزاب أصبح لها تواجد أقوى من أحزاب تعمل فى العمل السياسى منذ عشرات السنين، ولم تحظى بشعبية مثل هذه الأحزاب، ولم تأتِ بالنسب التى أتت بها التيارات الإسلامية فى كل الجولات الانتخابية، فلا ننسى أن هذه القوى المدنية لم تحصل إلا على نسبة ضئيلة جدًا 22% فى استفتاء 19مارس2011، و34% فى الاستفتاء على الدستور، وعدد من المقاعد القليلة فى الانتخابات البرلمانية. ويقول يسرى العزباوى الخبير بمركز الأهرام للدراسات- وحدة قياسات الرأى العام إن أسوا ما يفعله التيار المدنى، إنه يساوى بين جميع الإسلاميين، فكل ملتح عدو، لا فرق بين متطرف ومعتدل، وهذا أيضًا سببه ضعف الثقافة الإسلامية، فهؤلاء لا يعلمون أن الطريقة الوحيدة لعلاج أى تطرف فى الحالة الإسلامية لن تكون بنشر الليبرالية بل ستكون بنشر الإسلام الصحيح، وحين يفهمون ذلك ربما يكون قد فات الأوان، بعد أن تم تشويه جميع المعتدلين فى حالة الاستقطاب الأعمى التى نعيشها من الطرفين وكل يحاول شد الآخر تجاهه، بالإضافة إلى أن المواطن بدأ يفقد ثقته فى التيارين المدنى والدينى، بسبب الأزمات الطاحنة التى يعانيها الوطن ويرى المواطن أن من يبحث له عن حل لهذه الأزمات المتلاحقة والضغوط الشديدة هذا هو الذى سيعطيه ثقته.