النيابة تخلى سبيله وأجهزة الأمن تكثف جهودها لكشف غموض الجريمة تواصل النيابة العامة بالأقصر برئاسة المستشار محمد فهمي التحقيق في حادث مقتل ابنتى أندراوس باشا "صوفي، 85 سنة، ولودي، 74 سنة ظهر أمس الاثنين، وانتقل فريق من النيابة تحت إشراف المستشار عمر النقر رئيس نيابة الأقصر والمستشار أحمد ضيف وسكرتارية أحمد النجم لمكان الواقعة والتحقيق في القضية واستجواب عدد من الأفراد وكانت النيابة قد أحالت جثمانى القتيلتين إلي مستشفى الأقصر الدولي لتشريحهما لمعرفة سبب الوفاة. كما رفعت التحقيقات الاشتباه عن الخادم بعد أن تم القبض عليه، ويدعى "ص . م .ح"، 37 سنة، فني هندسي بمديرية الشئون الصحية بالأقصر وقد أدلى بأنه كان على موعد مع الشقيقتين؛ باعتباره حارسًا لقطعة أرض يمتلكانها، وأنه جاء ليصطحب الشقيقتين لزيارة الأرض، وعند قدومه إلى المنزل لم يقم أحد بفتح باب القصر، فاتصل بمحامي الشقيقتين، وذهبا إلى قسم الشرطة لعمل محضر، وقامت الشرطة بفتح باب القصر، وتم العثور على الشقيقتين مقتولتين بأداة حادة بها آثار للدماء والتي تم التحفظ عليها ورفع البصمات عنها. كما قامت النيابة باستدعاء مجدي ريمون أحد أقارب القتيلتين لأخذ أقواله ومعرفة إذا كان يوجد أي مترددين على القصر في الفترة الأخيرة، وقد أحاط الغموض بتلك القضية، وأكدت مصادر أن المجني عليهما كانتا تعيشان فى القصر ولم يكن هناك سوى أحد الأفراد يتردد عليهما لمساعدتهما من فترة إلى أخرى، وزارهما ليلة الواقعة وطرق الباب فلم يجد استجابة منهما، ثم غادر واتصل هاتفيًا بمحامى عائلة أندراوس الذى كان مسافرًا وأخبره بأنه حاول زيارة السيدتين فى قصرهما إلا أنهما لم يفتحا له الباب. وعندما عاد المحامى من سفره صباح ارتكاب الجريمة وتوجه بصحبة الرجل إلى القصر وأبلغا الشرطة التى انتقلت وقامت بكسر باب القصر وتم اكتشاف الواقعة والعثور على الجثتين. وجار نقل الجثتين إلى مستشفى الأقصر الدولى، وأمرت النيابة باستدعاء الطبيب الشرعي لتشريح الجثتين، كما أمرت بانتداب المعمل الجنائى لرفع البصمات من موقع الجريمة. كان اللواء أحمد ضيف صقر مدير أمن الأقصر تلقى إخطارًا بالواقعة من اللواء رفعت خضر مدير إدارة البحث الجنائى بالمديرية، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى موقع القصر بشارع كورنيش النيل، وتم العثور على جثتى ابنتى الوفدى توفيق باشا أندراوس نائب مجلس الأمة فى ثورة 1919، ملقاة على الأرض داخل القصر. وقال مدير الأمن إن الواقعة لم تكن بدافع السرقة، موضحاً فى تصريحات له عقب تفقد مسرح الجريمة: "تأكد عدم سرقة أى من محتويات القصر الأثرية" وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها لضبط مرتكبي الوقعة وكشف غموض الجريمة. يذكر أن قصر توفيق باشا أندراوس الذى حدثت به الواقعة شيد عام 1897م، وهو القصر الوحيد الذى استقبل الزعيم سعد زغلول فى عام 1921 عندما صادرت الحكومة وسلطاتها حرية سعد زغلول فى رحلته النيلية، ومنعت الحكومة الباخرة التى يستقلها الزعيم من أن ترسو على أى شاطئ من شواطئ المدن، إلا أن صاحب القصر لجأ إلى حيلة شجاعة واستضاف الزعيم فى قصره، كما استضاف القصر كثيرًا من مشاهير العالم ويتصدر القصر واجهة معبد الأقصر.