رحب الأنبا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بالحوار مع جماعة الإخوان المسلمين من أجل مصلحة البلاد والخروج بها من الحالة الراهنة وتحقيق الاستقرار، مؤكدا أن الإخوان "إخوتنا" ولا يوجد لدينا فكر المخاصمة، واصفا الداعين لإنشاء دولة قبطية في مصر بأنهم مختلون عقليا. وقال فى حوار مع وكالة أنباء "الاناضول" إن "التيار الإسلامي لا يمثل أزمة لنا، والنعرات الطائفية غريبة على مجتمعنا"، مضيفاً أن "المادة الثالثة من الدستور الجديد وضعت لعدم إغضاب الكنيسة، والمادة 219 نسفت كل شيء". وطالب بابا الإسكندرية بعودة جلسات النصح والإرشاد للمسيحيين قبل تحولهم إلى الدين الإسلامي، منتقدا عدم تحرك المجتمع والمسئولين لحل أزمة اختفاء الفتيات القاصرات، التي تتفاقم يوما تلو الآخر، خاصة أن مجتمعنا لا يقبل اختفاء بنت، لما لها أهمية وكيان خاص، ولا نجد إجراء حاسم من القانون أو الدولة. وعبر عن ترحيبه ببث الأزهر الشريف لقناة فضائية، معتبرا أنها لازمة لنشر ثقافة التسامح والاعتدال ومقاومة التشدد والتطرف، وهو الدور الطبيعي لمؤسسة الأزهر، الذي عبر عنه شيخ الأزهر حين أعلن عن إطلاقها خلال لقائنا بالكاتدرائية الأربعاء الماضي. وعن حقيقة تخوف الكنيسة من الشريعة الإسلامية، أكد صفة مواطن هي الصفة الوحيدة التي تجمع كل البشر على أرض مصر، مضيفا أنه عندما بدأ مشروع الدستور الجديد يأخذ منحى "دينيًا"، صار يخاطب جزءًا ولا يخاطب الكل، ومن هنا جاء الموقف بالانسحاب، مؤكدًا أن المادة الثانية، التي تنص على أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، ارتضى بها المجتمع منذ عام 1971، وعليها توافق مجتمعي كبير، أما غيرها ربما لا يوجد قبول كبير له، وهناك مواد أخرى تحتاج لتعديل، لافتا إلى أنه تم وضع تلك المادة لعدم إغضاب الكنيسة، لكن المادة 219 الخاصة بتفسير الشريعة نسفت كل شيء. وطالب بابا الإسكندرية بإقرار قانوني الأحوال الشخصية الموحد، ودور العبادة الموحد، مؤكدا أن أبرز المشكلات هي بناء كنيسة وأنا لا أدري لماذا هي مشكلة، وهناك مشروعات قوانين لدور العبادة وبناء الكنائس وهناك خطوط تنظيمية يمكن أن تأخذ حيز التنفيذ، لكن حتى هذا اللحظة لا يوجد شيء ولكن هناك أمل يتجدد مع كل نهار جديد. واعتبر الأنبا تواضروس أن فترة الرئيس محمد مرسي غير كافية لتقييم أدائه، خاصة أن هناك متغيرات كثيرة، والإنسان المصري لم يشعر بنتائج إيجابية على مستوى السياحة والاقتصاد وحل مشكلة البطالة ولقمة العيش وعودة الأمن والاستقرار بعد، مؤكدا أن المجتمع يحتاج لبناء جذور الثقة، مطالبا المسئول بالصدق في تصريحاتهم حتى ليشعر بها الناس ويصدقوها، أما لو كانت للاستهلاك المحلي، فالثقة ستكون منعدمة بين الجهاز التنفيذي والشعب، والمغالطات في الأرقام تبني ديمقراطية ورقية. وعن مقترح وضع الأقباط والمرأة على رأس القوائم الانتخابية، اعتبر أنه إجراء يمكن أن يساهم في زيادة تمثيلهم، ولكن هناك إجراءات أخرى مثل تعيين نواب أقباط، وتخصيص دوائر يعين فيها أقباط فقط، وأحيانا في بعض الدول تخصص لسنة أو سنتين لمرة أو اثنتين دوائر بعينها للأقباط لزيادة عدد المنتخبين وليس المعينين. ووصف بابا الأقباط الأرثوذكس من يروج لإقامة دولة قبطية في مصر بأنه مختل، مؤكدا أن كلامه غير صحيح، لأن الكنائس والأديرة منتشرة بطول مصر، والكنيسة جزء لا يتجزأ من مصر، التي لن تنقسم وستظل موحدة منذ عهد (الفرعون) مينا وإلى الأبد.