نأت "الدعوة السلفية" بنفسها عن حزب "الوطن" الذي يعتزم الدكتور عماد عبد الغفور والمجموعة المستقيلة من حزب "النور" تأسيسه، قائلة إن حزب "النور" يمثل ذراعها السياسي الوحيد، بقرار مجلس الشورى العام فى 30 يونيو 2011، وليس لمجرد أن مؤسسيه ينتمون إلى التيار السلفى أو حتى إلى جماعة "الدعوة السلفية". وأضافت "الدعوة السلفية" في بيان أصدرته أمس، أن الرؤية السياسية لكل من "الدعوة السلفية" و"حزب النور" واحدة، وهى تتضمن التمسك بالشريعة الإسلامية بفهم سلف الأمة، مع العمل بكل الممكن وبيان حكم الشرع فيما نعجز عنه. وأشارت إلى أنه توجد كثير من الأحزاب المدعومة من جماعات أو رموز إسلامية أو سلفية أخرى غير جماعة "الدعوة السلفية" وهو أمر لابد أن تتسع له الصدور، وأن يتعامل معه وفق أدب الخلاف فى شريعتنا التى ندعو للتحاكم إليها. وأوضحت أن مشايخ ورموز ودعاة الدعوة السلفية يرحبون بأى طلب نصح يرد إليهم من أفراد أو جمعيات أو أحزاب؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (الدِّينُ النَّصِيحَةُ) (رواه مسلم)، ولكن تقديم النصيحة لمن طلبها شيء واعتبار حزب ما ذراعًا سياسيًّا للدعوة السلفية أمر آخر. ودعت الدعوة السلفية جميع أبنائها إلى الاشتراك فى حزب النور من باب الدعم المادى للحزب فى حملته الانتخابية المقبلة . في غضون ذلك، بدأ حزب "النور" تنفيذ خطة محكمة في جميع المحافظات من أجل إثناء أعضائه عن الاستقالة أو التحالف مع جبهة الدكتور عماد عبد الغفور والانضمام لحزب "الوطن". إذ عقد الحزب اجتماعًا مغلقًا مؤخرًا ووضع خطة لتنفيذها بجميع المحافظات لإثناء أعضاء الحزب عن التحالف مع جبهة عبد الغفور، وإقناعهم بأن الحزب يعمل بشكل مؤسسى ولا يتحكم فيه أشخاص. وكشفت المصادر عن أن بنود الخطة تتمثل في عقد لقاءات وجلسات على مستوى الجمهورية بواسطة أمناء المحافظات وأعضاء الهيئة العليا ومشايخ الدعوة السلفية، من شباب وأبناء الحزب، لتوضيح حقيقة الخلاف الأخير، الذى أدى إلى انشقاق أعضاء وقيادات بالحزب، والتأكيد على أن الحزب يعمل بشكل مؤسسى. كما يتم الاستعانة بمشايخ "الدعوة السلفية" من خلال الخطب والخواطر والدروس بالمساجد للحديث حول الأزمة التى يمر بها الحزب والتأكيد على تماسك الحزب ووحدته لأن مصلحة الدعوة السلفية والحزب هى عدم الشتات والتنازع. وبحسب المصادر، فإن البند الآخر الذى تم الاتفاق عليه هو طباعة منشور على شكل كُتيب يحتوى تفاصيل الأزمة منذ بدايتها وحتى اللحظة الراهنة مستعرضة الأزمة الأولى للحزب التى نشبت إبان الانتخابات الداخلية للحزب حتى يقف أبناء الحزب على حقيقة الصراع الذى نشب بين قياداته. بموازاة ذلك، يواصل الحزب استعداده للانتخابات البرلمانية المقبلة، حيث يعقد اجتماعات دورية بجميع المحافظات، بالإضافة إلى بدء المجمعات الانتخابية بجميع المحافظات اختيار الشخصيات التى ستخوض الانتخابات باسم الحزب. وقال الدكتور يونس مخيون، عضو الهيئة العليا لحزب النور السلفى، إن حزبه يواصل الاستعداد للانتخابات البرلمانية المقبلة، ولم يلتفت إلى الاستقالات التى تمت عن طريق الإعلام الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى أن الحزب أنشأ مجمعات انتخابية فى جميع المحافظات وبمتابعة الغرفة المركزية على مستوى الجمهورية برئاسة الأمين العام للحزب المهندس جلال مرة. وأوضح مخيون ل"المصريون" أن الاختيار يتم من خلال المتابعة بين المجمع الانتخابى ولجنة شئون العضوية وهم فقط من يملكون حق اختيار الشخصيات بعض الدراسة المتأنية ومعرفة مدى تطابق الشخصية المرشحة مع المواصفات العامة التى حددها الحزب من قبل، مشددًا على أن لجنة شئون العضوية بالتشاور مع المجمع الانتخابى هى فقط من تختار الشخصيات ولا يتدخل أحد فى الاختيار. وعن المواصفات التى وضعها الحزب للشخصيات المرشحة، أشار مخيون إلى أنه أن يملك الكفاءة العالية وحسن السمعة والانتماء للحزب وأن يكون اجتماعيًا وعلى قدر من الفهم والعلم، وحسن السير والسلوك، حتى لا يقع الحزب فى أخطاء الماضى مرة أخرى. وقال مخيون إن حزب النور هو المعبر الحقيقى والوحيد عن الدعوة السلفية وهو ذراعها السياسية، وليس لأى حزب آخر ادعاء ذلك، مشيرًا إلى أن حزب الوطن ليس له أى علاقة بالدعوة السلفية، مشددًا على أن "الدعوة السلفية" ومشايخها يدعمون الحزب بشكل مطلق وفى جميع المحافظات لأن حزب النور هو ذراعها السياسية الوحيد.