جميعنا يعرف أن البقاء للأقوى هو قانون الغاب او شريعة الغاب , اما البقاء للأصلح فلا مجال له فى الغابة .. فهى غابة , اما جميع الدول المتحضرة فقانونها هو البقاء للأصلح .. فلا تفرق بين إنسان وآخر بسبب لون .. او دين .. او عرق , إنما معيار التمييز عندهم هو الكفاءة .. والكفاءة فقط. فالإنسان الكفء مهما كان .. أولى بالبقاء فى مكانه من غيره , لذلك تتقدم تلك الدول وتسلق غيرها , وإن كان الاسلام الحنيف قد سبق كل هذه الدول بوضع هذه القاعدة وهذا القانون , قانون " البقاء للأصلح " ... ! ففى الأثر أن صحابياً أتى النبى صلى الله عليه وسلم وسأله , " يا رسول الله متى الساعة ... ؟ فرد صلى الله عليه وسلم قائلاً , إذا وسد الأمر لغير أهله فانتظر الساعة " , فهذا دليل على أن البقاء للأصلح ووضع كل شخص فى مكانه المناسب الذى يستحقه دين وشرع .. وسبب فى بقاء الكون , اما إسناد الأمر لغير أهله ... فهو إيذان بنهاية الكون وقيام الساعة . فهم الغرب المتحضر ذلك ... اسند الأمر لأهله ... أتى بأصحاب الخبرات والعقول وقدمهم فى الصفوف ... فتقدم بهم ... وتقدمت بلادهم , فعندهم أن من يجيد يبقى ومن لايجيد يرحل ... وهذا هو صلب الإسلام , وهذا ما قاله قديماً العلامة المرحوم " محمد عبده " حين تحدث عن الغرب مبهوراً فقال " رأيت هناك إسلاماً بلا مسلمين وفى بلادناً مسلمين بلا إسلام " , نعم فى الغرب إسلام بقواعده ... بأسسه ... بمبادئه ... ذلك الإسلام الذى يحض على العدل ... المساواة ... إعطاء كل ذى حق حقه ... ذلك الإسلام الذى يفسح المجال لذوى الكفاءات ليتولوا زمام الأمور ويقودوا البلاد إلى ما فيه خير البلاد والعباد ... ذلك الإسلام الذى ساد الدنيا لقرون عدة ... بالعدل ... والحق ... والمساواة . فهل يا ترى يأتى ذلك اليوم الذى تصبح فيه بلادنا مسلمين يطبقون مبادئ الإسلام بحق ؟ هل يا ترى يأتى ذلك اليوم الذى نرى فيه أهل الخبرة والكفاءة يتقدمون الصفوف ... يحملون الراية ... تنهض بهم أمتهم ... وتتقدم ... وترقى بين أمم الأرض ... حلم نرجوه ... ننتظر تحقيقه ... نرجو ألا يطول الانتظار !! أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]