قرر مجمع البحوث الإسلامية في اجتماعه صباح الخميس برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، تأجيل إصدار وثيقة المرأة التي كان من المقرر الإعلان عنها أمس، وذلك لعدم الانتهاء من مراجعتها. وجاء ذلك عقب لقاء جمع الطيب بأعضاء المجلس القومي للمرأة مساء الأربعاء قرر على إثره شيخ الأزهر تأجيل إصدار الوثيقة لحين مراجعتها. وأعلن الدكتور محمد جميعة، أمين عام المكتب الفنى لشيخ الأزهر، عن تأجيل الإعلان عن الوثيقة لحين انتهاء مجمع البحوث الإسلامية، من مناقشتها، دون تحديد موعد لذلك، مكتفيًا بالقول إنه سيتم الإعلان عنها في القريب العاجل. وعرضت الوثيقة على أعضاء مجمع البحوث في اجتماعه الشهري أمس، وسيقوم الأعضاء بمراجعتها قبل إقرارها بشكل نهائي، علمًا بأنه كان مقررًا أن تصدر قبل الانتهاء من كتابة الدستور لتقوم الجمعية التأسيسية بالاستعانة بها عند صياغة مشروع الدستور. وكشفت مصادر بالمشيخة ل "المصريون" عن أن تأجيل إصدار الوثيقة جاء على خلفية اعتراضات على بعض بنودها، أكثرها متعلقة بأمور خاصة بالمرأة، فيما يتعلق بالأعراف والعادات والتي تختلف في صعيد مصر عن شمالها، مثل إقرار الحجاب، وجعله من الأمور الإجبارية أو الاختيارية للمرأة، وكذا مسألة الطلاق بعد أن اعترض عدد من أعضاء المجمع على البند الخاص به، رافضين أن يكون طلاق المرأة بالتراضي كما تنص الوثيقة، مبررين ذلك بأن التراضي بين الرجل والمرأة لا يكون إلا في الخلع، بالإضافة إلى ما أثير حول حضانة الطفل، في ظل وجود خلاف بين الأزهر والمجلس القومي للمرأة في مسألة الرؤية وحضانة الطفل. جدير بالذكر أن الوثيقة شارك في كتابتها مجموعة من المثقفين المصريين وبينهم من هو معروف بمواقفه المعادية للحجاب والتعامل مع المرأة من منظور إسلامي وذلك عندما كان يعقد شيخ الأزهر اجتماعات دورية معهم قبل أكثر من ثلاثة أشهر، ومن بينهم الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، والأديب جمال الغيطاني، والدكتور صلاح فضل، الناقد الأدبي، والدكتور مصطفى الفقى، والسفيرة ميرفت التلاوى، والدكتورة منى مكرم عبيد. وبعد أن انتهى المشاركون من وضع ملامح الوثيقة قرر شيخ الأزهر عرضها على كبار الأستاذة الأزهريين لمراجعتها. ومن المقرر أن يتم عرض الوثيقة في اجتماع الأسبوع المقبل على هيئة كبار العلماء خلال الاجتماع الذي سيحضره الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.