ألكساندر جوستاف إيفل، أشهر مهندس فى التاريخ الفرنسى، أشهر بتصميمات الإنشاءات المعدنية من كبارى وسكك حديدية، وأشهر تصاميمه برج إيفل بباريس وتمثال الحرية بنيويورك. ولد فى مثل هذا اليوم عام 1832، فى مدينة ديحون شرق فرنسا، وأتم تعليمه وهو فى الثالثة والعشرين من عمره بمدرسة الفنون والصناعة عام 1855، وهو نفس العام الذى استضافت فيه باريس أول معرض دولى على أراضيها. بدأ إيفل حياته المهنية بالعمل فى جنوب غرب فرنسا، حيث أمضى عدة سنوات كمهندس للإشراف على الأعمال الهندسية لصالح السكك الحديدية الفرنسية، ومن خلال هذه الوظيفة شارك فى بناء كوبرى السكة الحديدية فى بوردو عام 1864م. خلال الفترة بين عامى 1864 و 1866، شارك إيفل فى دراسات عن قناة السويس، بحكم صداقته لفردينان ديليسبس، وفى عام 1866 قام بتأسيس مكتبه الهندسى الخاص، والذى من خلاله بدأ القيام بتنفيذ العديد من المنشآت المعدنية - خاصة الكبارى - فى دول مختلفة منها: البرتغال وأسبانيا، ورومانيا، وفرنسا. فى عام 1876، ذاع صيته حينما تم اختيار تصميمه الذى تقدم به للمسابقة الدولية لتصميم وبناء كوبرى على نهر دور وفى البرتغال، وقد تم اختيار التصميم لتميزه من ناحية الجمال، ورخص تكلفة إنشائه - مقارنة بالتصميمات الأخرى التى تقدمت لهذه المسابقة - بالإضافة إلى تطبيقه لنظريات جديدة فى الهندسة الإنشائية القائمة على اكتشافات ماكسويل، وقد افتتح هذا الكوبرى ملك البرتغال لويس الأول، وظل هذا الكوبرى يعمل حتى عام 1991، ولمدة 114 عامًا. وفى عام 1900 قام بتصميم مبنى "لاروش" ، وهو مبنى دائرى مؤلف من ثلاثة طوابق، أنشئ بصورة مؤقتة كروتاندا لحفظ الخمر فى المعرض الدولى الذى أقيم بباريس عام 1900، وأصبح هذا المبنى أحد المعالم الأثرية للمدينة اليوم. يعتبر برج إيفل هو درة أعمال هذا المهندس العبقرى، وهو برج حديدى يبلغ ارتفاعه 324 مترًا، ويتوسط مدينة باريس بالقرب من نهر السين، وأصبحت المدينة تعرف به، وقام إيفل بتصميمه فى مناسبة المعرض الدولى الذى استضافته باريس عام 1889، وسمى وقتها "برج 300 متر" فى الافتتاح، ثم أصبح هذا المنشأ رمز العاصمة الفرنسية، وهو الموقع السياحى الأول فيها، وهو يمثل تاسع موقع فرنسى أكثر زيارة، وهو أيضًا أول معلم من حيث عدد الزوار؛ حيث بلغ عدد الزوار 6،893 مليون زائر فى سنة 2007، ويصل ارتفاعه الذى 313،2 متر، وبقى برج إيفل منذ انشائه ولمدة 41 سنة المبنى الأكثر ارتفاعًا فى العالم، تمت زيادة ارتفاعه عدة مرات بتثبيت العديد من الهوائيات، ليبلغ ارتفاعه 327 متر منذ 8 مارس 2011، وقد استعمل فى الماضى فى العديد من التجارب العلمية، ويستعمل اليوم فى بث برامج الراديو والتلفاز. وقد بدأت أعمال إنشاء البرج فى 26 يناير سنة 1887، واستمرت لمدة 26 شهرًا، بمشاركة ما يقرب من 50 مهندسًا، و300 عامل، حيث تم فى الخمسة أشهر الأولى بناء الأساسات، بينما استغرق بناء البرج الواحد وعشرين شهرًا التالية، لتنتهى جميع الأعمال فى 31 مارس سنة 1889، وقد افتتح البرج رسميًا فى 6 مايو سنة 1889م. وتعتبر الفترة التى تم فيها البناء "عامين" فترة قياسية، وذلك بالنظر إلى الأدوات المتاحة فى ذلك العصر، ومقارنتها مع مدى الدقة والضخامة التى تميز بها هذا البناء. ويتكون البرج من 18,038 قطعة حديد، و2.5 مليون مسمار، ويزن إجماليًا 10,100 طنا، حيث يرتكز على أربعة أعمدة مكونة فيما بينها قاعدة أبعادها 125فى125 مترًا أى بمساحة إجمالية 15.625 مترًا مربعًا. فى عام 1889 تعرض إيفل لفضيحة مالية مع ديليسبس فى مشروع قناة بنما، لكن تم تبرئته لاحقًا منها، وعلى أثر هذه الفضيحة، قرر إيفل أن يتفرغ تمامًا للبحث العلمى، وقد قضى بالفعل الثلاثين عامًا الأخيرة من عمره يعمل فى أبحاث مقاومة المبانى للرياح وتصميم نفق الرياح، حتى توفى فى منزله بباريس يوم 27 ديسمبر عام 1923 عن 91 عامًا حافلة بالعطاء والتميز.