مما أثار اللغط حول الجهة التي قامت بالعمليتين في سيناء. تعدد البيانات التي صدرت عن جماعات مختلفة. أبرزها كتائب الشهيد عبد الله عزام فيما نسبت لتنظيم القاعدة في بلاد الشام وأرض الكنانة. وقد جرت العادة أن تسمي التنظيمات الدينية بعض كتائبها التي تقوم بمهام قتالية بأسماء رموز وزعماء بارزين فيها قتلوا أو استشهدوا من باب التكريم و تصدر بياناتها بأسمائهم. وإذا كانت الجماعات الإسلامية في السابق أثناء صراعها المحتدم مع الحكومة المصرية كانت تصدر مثل هذه البيانات عقب قيام عناصرها بعمليات عدائية ضد أهداف حكومية كانت تضمنها معلومات تلقي الضوء علي أسماء المشاركين فيها خاصة إذا كانت عمليات استشهادية أو انتحارية وفق تقييمها من الغير أو أسماء الكني لهم في حالة التحسب الأمني كما كانت تتضمن معلومات حول الخطة التي تم اتباعها وهو ما كان يضفي قدرا من الثقة في مثل هذه البيانات. فطالما انتظرت وسائل الإعلام بيانات كتائب طلعت ياسين همام أو كتائب الإسلامبولي لتبديد اللثام حول حوادث معينة وكانت تستقبلها بالثقة اللازمة للتعاطي مع الخبر. وتبنت جماعة الجهاد المصرية ذات الآلية في إصدار بياناتها طوال فترة قيامها بعمليات عدائية ضد مسؤولين مصريين وأمنيين خلال التسعينيات حتي عملية تفجير السفارة المصرية في اسلام أباد في أواسط التسعينات أبانت جماعة الظواهري وقتها أسماء الاشخاص الذين نفذوا المهمة. وعلي هذا سار تنظيم القاعدة الأساسي وكانت البيانات الصادرة عنه في بعض العمليات مثل تفجيرات نيروبي ودار السلام عام 98 تضمنت معلومات حول الجناة وكيفية التحرك. لكن في الآونة الأخيرة ومع اختفاء لاعبين رئيسيين من علي واجهة تحريك الأحداث وانتهاج الجماعات المصرية مراجعات فكرية غيرت منهجيتها بوقف العمليات المسلحة. تكرر صدور بيانات تضمنت أسماء مختلفة تتبني مسؤوليتها عن عمليات كبيرة أهم ما يميزها أنها لا تتضمن معلومات وتتعارض مع غيرها تصدر عن جهات أخري مما يفقدها الثقة ولا تجاوز قيمة المداد التي كتبت به طالما أنها جاءت خالية من أي معلومات ذات قيمة حركية وتنظيمية. ففي شهر أكتوبر 2004 سارعت كتائب عبد الله عزام إلي تبني مسؤوليتها عن تفجيرات طابا و وكانت قد أعلنت أيضا في يناير الماضي عن مسؤوليتها عن تفجير أحد الشباب عبوة في ميدان عبد المنعم رياض وذكرت في بيانها الذي بثته وقتها بعد نجاح غزوتي طابا وحي الأزهر قامت مجموعة الشهيد محمد عطا بزلزلة حصون مصر وضربت أحفاد القردة والخنازير في ميدان عبد المنعم رياض وسط القاهرة وهكذا أوحت بمسؤوليتها عن كل ما جري في طابا والأزهر وعبد المنعم رياض دون أن تقدم دليلا واحدا علي صحة ما تدعي. بل أشارت كل الدلائل عكس ما صورته فالأشخاص الذين ارتكبوا حوادث الأزهر وعبد المنعم رياض مجموعة عائلية سيدتان وثلاثة أشخاص معزولين عن أية تنظيمات دينية بينما الجناة في طابا من أهل سيناء والذين يحاكم بعضهم حاليا أمام محكمة أمن الدولة العليا في الاسماعيلية وأنكروا صلتهم بأي جهات أو تنظيمات. وجدير بالذكر أن عبد الله عزام فلسطيني أردني يحسب علي جماعة الإخوان المسلمون تولي الترويج لسفر الشباب العربي إلي أفغانستان لمعاونة المجاهدين الأفغان في مقاومة الاحتلال الروسي لأفغانستان حتي لقب بأمير المجاهدين العرب وتم اغتياله في ظروف غامضة بينما كان يستعد لإلقاء خطبة الجمعة في أحد مساجد بيشاور علي الحدود الأفغانية الباكستانية. وكانت كتائب أبوحفص المصري وهو قيادي مصري في تنظيم القاعدة قتل في القصف الجوي علي أفغانستان في أكتوبر 2001 قد أعلنت مسؤوليتها عن ضرب فندق الماريوت الذي تردد عليه خبراء عسكريون أمريكيون في جاكرتا. كما أعلنت مسؤوليتها عن إسقاط طائرة أمريكية فوق أجواء كينيا لكن أغرب ما أعلنت مسؤوليتها عنه هو إظلام نيويورك حينما غطت في ظلام حالك نتيجة تهالك شبكة الكهرباء حسبما أعلنت السلطات الأمريكية وأعلنت مسؤوليتها عن تفجيرات مدريد وأخيرا أعلنت مسؤوليتها عن تفجيرات لندن. وفي تفجيرات شرم الشيخ أعلنت عدة جهات مسؤوليتها عن الحادث ففي الصدارة كانت كتائب عبد الله عزام - تنظيم القاعدة في بلاد الشام وأرض الكنانة ثم كتائب أبناء سيناء التي ادعت الثأر مما جري لأبناء طابا من أهوال بعد اعتقال الكثيرين بعد تفجيرات طابا وأخيرا كتائب مجاهدي مصر !!. ونشر أول من أمس الخميس بيان لتنظيم جديد غير معروف يدعي جهاد مصر يعلن مسؤوليته عن قتل الصحفي رضا هلال الذي اختفي منذ عام 2003 في ظروف غامضة ولم تعثر أجهزة الأمن المصرية عليه أو علي جثته حتي الآن. وأشار البيان إلي تهديده وتحذيره للكاتب سيد القمني بأنه سيلقي مصير هلال. وإذا كان المشهد يكشف لنا عن وجود جناة داخل قفص الاتهام في وقائع طابا قرروا بمعلومات في التحقيقات لم تتضمن أي صلة بجهات أخري أو كتائب بعينها مع إقرارهم اعتناقهم فكرا جهاديا رافضا للسياسات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط. ومتهمين ماثلين في قفص الاتهام أمام محكمة أمن الدولة العليا عن تورطهم في تفجيرات طابا قرروا بالتحقيقات عن أدوراهم في تلك التفجيرات ومع تسليمهم باعتناقهم أفكارا جهادية إلا أنهم لم يعترفوا بصلتهم بأي تنظيمات أخري. وها نحن أولا: أمام بيانات متعددة تتبني مسؤوليتها عن حوادث تفجير شرم الشيخ مع ما بثته السلطات لصور باكستانيين يشتبه في ضلوعهم بتلك التفجيرات. نكون أمام بيانات دعائية يبثها أشخاص لديهم ذات التواجهات الفكرية دون أن تكون لديهم ارتباطات تنظيمية يجدون الفرصة أثناء جلوسهم علي أجهزة الكمبيوتر لترويج مثل هذه البيانات بصورة تحقق طموحاتهم أو ترضي رغباتهم. أو يستخدم البعض لعبة البيانات لترويج دعاية شخصية علي النحو الذي يراه البعض في بيان تهديد القمني أو قتل هلال. وإما أن نكون أمام محاولات لتضليل أجهزة الأمن وتمارس تمويه منهجي يشتت جهود البحث الجنائي ويحقق في ذات الوقت رواج فكرة الانتقام من الولاياتالمتحدة ومناهضة النظام المصري ومحاولة اضعافه. فتاوي الارهاب نلاحظ في كل عملية من التي ينفذها حركيون جهاديون ضد أهداف غربية أو أمريكية وجود حملات إعلامية مكثفة ودوائر معينة تتحرك وتذرف دموع التماسيح علي القتلي الغربيين أو الاسرائيليين. وتجد فنانين وفنانات ومتبرجين ومتبرجات يكلموننا عن الإرهاب و الفذائع اللي صحتها فظائع و كتل الأبرياء اللي صحتها قتل . طبعا العبد لله له موقف معروف من استهداف الأصناف الممنوعين من القتل وذلك وفق رؤية شرعية حتي لا يزايد علينا مزايد. لكن استغرابي أن هؤلاء الدمي الذين يتحركون كما العرائس بخيوط أمريكية لا يهتز لهم جفن ولا يتحرك لهم رمش مع قتل الأبرياء في العراق وفلسطين ولم نر عنترتهم مع كشف صور أبوغريب أو مآسي غوانتانامو. ومن المضحك أنهم يبحثون اليوم إصدار فتاوي تحكم علي الذين يرتكبون هذه العمليات أقصد طبعا ضد الأمريكان والاسرائيليين والغربيين المناصرين لهم بأنهم كفار يستحقون القتل.. يا لحمرة الخجل اتكسفوا علي دمكم.. عيب. ---- صحيفة الراية القطرية في 30 -7 -2005