يلاحظ الناس أن المثقفين الذين يخوضون معركة " سيد القمني " المضحكة وينفخون في قربته المثقوبة هم جميعا وبلا استثناء مثقفو سلطة ، ليس بحكم وظائفهم في كنف بعض الوزراء والمسؤولين بشكل مباشر فقط ، وإنما أيضا بحكم انتمائهم ولو المؤقت حسب أكل العيش ، بينما أبى المثقفون الشرفاء أن يتوقفوا كثيرا عند هذه المحطة المشبوهة ، بعض الخبثاء حاول أن " يفسر " هذا الترابط الواضح ، فأشار بأن هناك إيعازا من جهات ما بالدولة من أجل " تسخين " فيلم القمني ومحاولة النفخ المتتالي والمتصاعد في ناره الخامدة من أجل إحياء موقف انفعالي للمثقفين يجرف نشاطهم ونقدهم وغضبهم وتظاهرهم من خندق المواجهة مع الفساد والاستبداد والسلطة ، إلى خندق المواجهة مع وهم الجماعات الظلامية التي تتربص بالمثقفين الكبار جدا أمثال الأخ القمني ، ولكن يبدو أن مثقفي مصر قد نضجوا بما فيه الكفاية ، وفهموا " اللعبة " ورفضوا أن يعطوا " القمني" أكبر من حجمه ، فهم لم يتراجعوا عن إدانة الإرهاب وتجريم أفعاله ، ولكنهم مضوا في طريق معركتهم من أجل الكرامة والاستقلال والحرية والشفافية ومصر المستقبل .